آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان المُعارض الفلسطيني نزار بنات

شيّع آلاف الفلسطينيين، اليوم الجمعة، جثمان المُعارض والناشط الفلسطيني، نزار بنات (44 عاما)، الذي توفي بعد اعتقاله من قبل قوة أمنية فلسطينية، أمس الخميس.

وألقت عائلة بنات نظرة الوداع الأخيرة على الجثمان، في منزل العائلة في بلدة دورا، بمحافظة الخليل (جنوب).

وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الجثمان، في مسجد “وصايا الرسول”، في مدينة الخليل، قبل أن يتم مواراته الثرى في مقبرة “الشهداء”.

وشارك آلاف الفلسطينيين في مراسم التشييع، وأطلقوا هتافات منددة بالأجهزة الأمنية.

وتوفي بنات فجر أمس الخميس على يد عناصر أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بحسب شهود عيان كانوا معه، وذلك بعد الاعتداء عليه وضربه خلال مداهمة منزله واقتياده للاعتقال، وفق شهادات طبية وعائلية.

عائلة نزار

وقد طالبت عائلة الراحل بإجراء تحقيق نزيه وشفاف في ظروف مقتل ابنها، واستبعاد السلطة الفلسطينية عن التحقيق بصفتها طرفا.

وقال عمار بنات المتحدث باسم العائلة إن ما جرى هو اغتيال بحق نزار. وأضاف “تعرض نزار للاعتقال عند الساعة الثالثة والنصف فجرا من قبل قوة أمنية من جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة”.

وتابع “القوة اقتحمت منزل نزار بنات بعد تفجير مدخله، وانهالت عليه بالضرب بواسطة هراوات حديدية وخشبية.

وقال عمار بنات في مقابلة إذاعية إن عناصر القوة “سَحَلوه وضربوه أثناء جرّه إلى سيارة الاعتقال، وقاموا بشتمه وإهانته، وكانت الدماء تسيل منه”.

التقرير الطبي

وكانت هيئات حقوقية فلسطينية، أكدت أن التشريح الأولي لجثمان الناشط نزار بنات، أظهر وجود إصابات تتمثل في كدمات في مناطق عديدة من جسده، وان سبب وفاته “غير طبيعية”.

وقالت الهيئة المستقلة ومؤسسة الحق لحقوق الإنسان خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد في مقر الهيئة المستقلة في مدينة رام الله مساء الخميس : إن الناشط بنات يتعرض للمضايقات والتهديد من فترة، وتتم ملاحقته على خلفية نشاطه السياسي المشروع وتعبيره عن الرأي، وقد تعرض منزله لإطلاق النار في الثاني من أيار/مايو الماضي، وسبق أن طالبنا الجهات الرسمية بوقف ملاحقته وتوفير الحماية له.

وأوضحت أن التهم التي نسبت إلى الناشط بنات (من ذم سلطات أو تشهير أو غير ذلك) هي تهم تتعلق بالرأي والتعبير وتعتبر جنح بسيطة لا يستدعي شكل وأسلوب الاعتقال الذي جرى من حيث التوقيت وجه الفجر أو حجم وطبيعة القوة المشاركة.

وأضافتا أن مشاهدات التشريح أظهرت وجود إصابات تتمثل في كدمات وتسحجات في مناطق عديدة من الجسم بما في ذلك الرأس والعنق والكتفين والصدر والظهر والأطراف العلوية والسفلية، مع وجود آثار تربيط على المعصمين. وكسور في الأضلاع. كما تشير نتائج التشريح الأولية، حسب طبيب الهيئة وطبيب العائلة، أن الوفاة هي غير طبيعية، لكن تحديد سبب الوفاة الرئيسي من الناحية الإكلينيكية يتطلب الانتظار لحين ظهور النتائج المخبرية من انسجة.

وأكدتا أن ما تعرض له الناشط بنات هو حادث خطيرة بحق معارض سياسي يستدعي فتح تحقيق جنائي وتقديم جميع المسؤولين والمتورطين إلى الجهات القضائية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

ودعت المؤسستان الحقوقيتان الفلسطينيتان، الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى وقف حالة الطوارئ المعلنة منذ آذار 2020 والتي يتم تمديدها بشكل شهري.

وشددتا على ضرورة التزام أفراد الأجهزة الأمنية بالقانون والأنظمة والتعليمات، واحترام الحقوق والحريات التي أقرها القانون الأساسي الفلسطيني، أثناء قيامهم بواجبهم، ووقف ملاحقة أي مواطن على خلفية الرأي والتعبير وإطلاق الحقوق والحريات العامة، وتعديل التشريعات التي تجير توقيف مواطنين احتياطياً.

كما دعتا إلى مراجعة إجراءات تنفيذ مذكرات إحضار المواطنين ووقف المداهمات الليلة والاعتقال في ساعات الفجر، وترك تنفيذ مذكرات الإحضار للشرطة القضائية بالزي الرسمي، والإفراج الفوري عن جميع الموقوفين على خلفية نشاط سياسي أو على خلفية الرأي والتعبير أو المشاركة في الانتخابات التي تم تأجيلها.

ونوهتا إلى أنهما ستقومان بإصدار تقرير نهائي حول الموضوع بعد صدور تقرير الطب العدلي النهائي.

احتجاجات

وأمس الخميس قمعت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، مسيرة نظمها نشطاء، في مدينة رام الله (وسط الضفة الغربية)، منددة بوفاة المعارض نزار بنات.

وذكر شهود عيان، أن قوات أمن السلطة، قمعت مسيرة انطلقت من ميدان “المنارة” وسط المدينة، باتجاه مقر الرئاسة الفلسطينية، تنديدا بوفاة الناشط بنات.

وأوضح الشهود، أن قوات الأمن، أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، واعتدت بالضرب على عشرات المتظاهرين، أسفر عن وقوع العديد من الإصابات وبحالات اختناق.

ورفع المشاركون في المسيرة صور الناشط بنات، وأطلقوا هتافات تتهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالمسؤولية عن اغتياله.

يشار إلى أن نزار بنات، ناشط ومعارض “مستقل”، للسلطة الفلسطينية، من بلدة دورا بمحافظة الخليل، وعُرف بانتقاداته اللاذعة للسلطة الفلسطينية، واعتقل من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدة مرات.

وأعلن قبل حوالي شهرين تعرّض منزله لإطلاق نار من جانب مجهولين.

Source: Quds Press International News Agency