إعلام عبري يكشف عن مقبرة جماعية لجنود مصريين في حرب 1967

نشرت صحيفة /هآرتس/ العبرية، اليوم الجمعة، تقريرًا للباحث الإسرائيلي في معهد “عكيفوت” المتخصص في بحث الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني (تأسس عام 2014)، آدم راز، حول قبر جماعي لجنود مصريين استشهدوا على الأراضي الفلسطينية خلال حرب عام 1967.

وأفادت الصحيفة أن نشر التقرير يأتي “عقب سماح الرقابة العسكرية بالنشر عن هذه القضية، الأسبوع الحالي”.

وأورد التقرير أن 80 جنديًا من قوات فرقة “كوماندوز” مصرية، لا زالوا مدفونين في قبر جماعي في “كيبوتس نحشون” بمنطقة “دير اللطرون”، شمال غربي القدس المحتلة.

وتقع “دير اللطرون” على الطريق الواصل بين القدس ويافا، وتبعد نحو 25 كيلومترًا غرب القدس. وعقب حرب عام 1948، تم الاتفاق بين “إسرائيل” والأردن على جعلها منطقة محرمة.

و”كيبوتس نحشون” تجمع استيطاني أقيم عام 1950، بمحاذاة “دير اللطرون”، فوق ركام قرى “بيت نوبا” و”يالو” و”عمواس” الفلسطينية، التي احتلها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، وهجّر سكانها وهدمها.

وأضاف التقرير أن الجنود استشهدوا خلال معارك حرب حزيران/يونيو العام 1967، وأقيم على القبر الجماعي كرم أشجار لوز، ثم جرى لاحقا في العام 2000، بناء الموقع السياحي “إسرائيل الصغرى” فوقه.

ويذكر أن قوة صغيرة من الجيش الأردني تواجدت حينها في منطقة اللطرون، وانضم إليها نحو 100 مقاتل من قوات “كوماندوز” مصرية، من كتيبة “النخبة 33″، فيما خططت القوة المصرية لاحتلال قواعد عسكرية تعود لـ”سلاح الجو الإسرائيلي” في كل من اللد و”تل نوف” والرملة.

ويضيف: “آنذاك؛ انتشرت مقابلها قوات اللواء الرابع للجيش الإسرائيلي، وقوة من كتيبة ناحال، ومسلحون من البلدات اليهودية في المنطقة، وتبادل الجانبان إطلاق قذائف هاون في اليوم الأول للحرب، في الخامس من حزيران/يونيو”.

و”في اليوم الثاني، أصدر قائد اللواء الرابع، موشيه يوطفات، أمرًا باحتلال منطقة اللطرون كلها، إذ جرى خلال ساعتين احتلال مقر شرطة اللطرون، وبعد ذلك احتل الجيش الإسرائيلي منطقة اللطرون، والمرج المحيط بها بكامله”، وفق التقرير.

وتابع: “فُرِض تعتيم إعلامي شامل، ومنعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية نشر أي معلومات حول دفن المقاتلين المصريين في القبر الجماعي”.

وأشار التقرير إلى أن “الضابط الإسرائيلي زئيف بلوخ، الذي شارك في القتال، كتب في مذكراته أن المقاتلين المصريين كانوا في حالة هلع وذعر، وأنهم لم يكونوا منظمين، ولم يعرفوا أين يتواجدون، والحقيقة هي أن الجنود المصريين من وحدة كوماندوز كانوا تائهين في هذه المنطقة”.

ويردف المؤرخ “راز” في تقريره، أن “25 مقاتلاً مصريًا قتلوا في اليوم الثاني للحرب، حيث كانوا يختبئون في حقول الأعشاب المحيطة بكيبوتس نحشون، بعدما حاصرتهم كتيبة مشاة إسرائيلية، بقيادة يعقوب نيريا”.

ويضيف أن “نيريا” وجّه “أمرًا بإحراق حقول الأعشاب (التي اختبأ فيه الجنود المصريون)، وإطلاق قذائف الفسفور عليها”.

ويوضح أن الاشتباكات المسلحة رفعت عدد الشهداء في صفوف قوة “كوماندوز” المصرية إلى 80 شهيدًا، وهو ما تؤكده شهادة نقلتها الصحيفة عن أحد جنود الاحتلال الذين شاركوا في دفن جثث الجنود لاحقًا.

ونقلت الصحيفة في تقريرها، عن الراهب جي خوري، من دير اللطرون، ما كتبه في مذكراته، أن “جثث المقاتلين المصريين كانت متناثرة على طول الطريق”، مستدركًا أن “الجيش الإسرائيلي أسر عددًا قليلاً من الجنود المصريين، فيما انضم جنود آخرون إلى قافلة كبيرة من اللاجئين، الذين هُجروا من القرى الفلسطينية الثلاث”.

ويتابع التقرير أن “قوة صغيرة من الجيش الإسرائيلي وصلت إلى قطعة الأرض رقم 5 في كيبوتس نحشون، التي كانت محروقة بالكامل، وأحضرت معها جرافة، في 9 حزيران/يونيو 1967، فيما انتقلت قوات اللواء الرابع إلى منطقة بيت حورون، بالقرب من رام الله في الضفة الغربية”.

و”حفرت القوة الإسرائيلية، التي وصلت برفقة الجرافة، قبرًا بطول 20 مترًا، ولم يؤخذ من جثث الجنود المصريين أي علامة للتعرف على هويات أصحابها في المستقبل”، بحسب الصحيفة.

ونقلت /هآرتس/ عن ضابط متقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إنه “هو الذي طالب بمنع نشر هذه القضية طوال السنين الماضية، لأن كشفها قد يثير ضجة إقليمية”، على حد تعبيره.

وأوضحت الصحيفة أن “الرقابة العسكرية منعت في التسعينيات صحيفة يديعوت أحرونوت من نشر تقرير متعلق بدفن الجنود المصريين”.

وجاء في تقرير “راز” الذي نشرته /هآرتس/ أن “عضو كيبوتس نحشون، رامي ازراعيل، قال في حينه “إن القبر الجماعي كان في حالة فوضى، ولم يغلق جيدًا، وكانت تظهر الجثث داخله، فيما سادت رائحة نتنة في المكان بعد أيام من الدفن”.

كان ذلك في مقال كتبه “ازراعيل” في نشرة أصدرها “كيبوتس نحشون”، وهي محفوظة في أرشيف الكيبوتس ولم تنشر على الملأ بأمر من الرقابة، وفق الصحيفة.

كما أشارت الصحيفة أن تقرير “يديعوت أحرونوت” (الذي لم ينشر) نقل شهادة عضو آخر في “كيبوتس نحشون”، يدعى دان مئير، قال فيها: “أدهشني أن الجيش لم يُحط القبر الجماعي بسياج، ولم يضع لافتة أيضًا”.

من جهة أخرى، قال الصحفي “الإسرائيلي” المختص بشؤون الأمن، يوسي ميلمان، في تغريدات له على منصة “تويتر”: “بعد 55 عامًا من الرقابة الشديدة، يمكنني أن أكشف أن ما لا يقل عن 20 جنديًا مصريًا قد أُحرقوا أحياء، ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية، لم يتم وضع علامات عليها، ودون تحديد هويتها، مخالفًا لقوانين الحرب، في اللطرون قرب القدس”.

يذكر أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، أقامت نصبًا تذكاريًا عام 2012، للجنود المصريين الذين استشهدوا في حرب عام 1967 بمنطقة اللطرون.

وفي ما تسمى بـ”حرب الأيام الستة” في حزيران/يونيو 1967، هزم جيش الاحتلال الإسرائيلي الجيوش العربية، واحتل الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *