“الصين والقضية الفلسطينية”.. دلالات المؤتمر الأول وأهميته

قال رئيس مؤتمر “الصين والقضية الفلسطينية”، د. محمد مكرم بلعاوي، إن “المؤتمر محاولة شعبية لخلق رأي عام مؤيد للقضية الفلسطينية، ومعزز للحقوق الفلسطينية، في دولة صاعدة وناهضة، لطالما وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية”.

وأضاف “بلعاوي” لـ”قدس برس” أن “المؤتمر عبارة عن منصة للحوار المباشر، حتى يتسنى لأطراف من الشعب الفلسطيني والصيني والعربي الاستماع لبعضهم، وتكوين رؤى مباشرة دون وساطات خارجية تشوه الصورة وتتلاعب في المفاهيم، وبالتالي تؤثر على اتخاذ القرار”.

وانطلقت، اليوم السبت، فعاليات المؤتمر الدولي الأول بعنوان “الصين والقضية الفلسطينية”، والذي ينظمه منتدى آسيا والشرق الأوسط، بالشراكة مع مجموعة من المنظمات الدولية، وأصدقاء الشعب الفلسطيني في جمهورية الصين الشعبية، بمشاركة شخصيات سياسية وأكاديمية من فلسطين والصين ودول عربية وآسيوية.

وقال “بلعاوي” إن الصين جزء أساسي من قارة آسيا، بدأ يصعد نجمها، وتستعيد دورها في الفترة الأخيرة، “فكان من الطبيعي أن تشارك شخصيات بارزة ووازنة من دول عربية وإسلامية متعددة، في إثراء الحوار حول الشراكة الصينية مع المنطقة”.

وأكد أن المؤتمر يسعى إلى “خلق حالة تفاهم وعلاقات مبنية على الاحترام المتبادل والمشترك، وليس على الاستغلال والهيمنة، وبالتالي فإن المنطقة كلها معنية بالدخول في هذا الحوار”.

وشدد على أن من أبرز القضايا المفجرة للاستقرار، والمسؤولة عن فشل الكثير من المحاولات الإصلاحية والنهضوية في المنطقة، “وجود الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية، وتسببه في نزاعات إقليمية وقلاقل في المنطقة، ولذلك كان من الطبيعي أن تلتقي هذه النخب، كي تتحدث في هذه القضية في سياق الشراكة المنشودة مع الصين”.

أبرز الملفات

وعن أهم الملفات التي سيناقشها المؤتمر؛ أوضح “بلعاوي” أنه “لا يركز على قضايا محددة، بقدر الحاجة إلى بث وإعادة الروح التي كانت سائدة بين الصين وهذا الجزء من العالم (غرب آسيا) حيث توجد فلسطين، لأننا نعتبر أن النهوض الآسيوي نهوض للعالم بأسره”.

وتابع: “المؤتمر يسعى لتعزيز العلاقة بين الطرفين، ومحاولة عكس صورة منطقية للمنطقة وتحدياتها، وكيفية إشراكها معها، وتحقيق الفائدة المتبادلة”.

وأوضح: “نسعى أن تكون الصين على وعي كاف وإدراك لما يجري على الأرض، وأخذه بعين الاعتبار عند صناعة أي سياسة متصلة بهذه المنطقة، والتي نعتقد أنها ستكون منحازة للحق الفلسطيني، خاصة أننا كفلسطينيين عانينا لفترات طويلة من غياب العدالة الدولية، والانحياز إلى الاحتلال الإسرائيلي”.

ويعتقد “بلعاوي” أن “الصين لا تطرح نفسها بديلا عن القوى الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، بل ترى أنه من حقها أن تنهض وأن تتمتع بالاستقلال الذاتي، وأن تأخذ دورها الطبيعي في نظام دولي يعتمد على الشراكة والتعددية”، مؤكدًا أنه لا يوجد اليوم طرف فلسطيني يعارض هذه الرؤية وهذا الدور.

ولفت إلى أن “جمهورية الصين على مساس مع القضية الفلسطينية منذ فترة طويلة، وهي داعم أساسي للشعب الفلسطيني، سواء أثناء الثورة المسلحة، وأيضا خلال محاولات الوصول إلى تسوية، ورأينا في الفترة الأخيرة نشاطًا متزايدًا واهتمامًا كبيرًا، عبّر عنه الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي أطلق مبادرة النقاط الخمس”.

وتتضمن المبادرة الصينية في الشرق الأوسط خمس نقاط؛ هي: “الدعوة إلى الاحترام المتبادل، والالتزام بالإنصاف والعدالة، وأن حل القضية الفلسطينية وتحقيق (حل الدولتين) يمثل أهم محك للعدالة والإنصاف في الشرق الأوسط، وتحقيق عدم انتشار الأسلحة النووية، والعمل سويا على تحقيق الأمن الجماعي، وتسريع وتيرة التنمية والتعاون”.

و”منتدى آسيا والشرق الأوسط” الذي نظم المؤتمر، مؤسسة غير حكومية، تأسست عام 2016، ويقع مقرها في إسطنبول، وتهدف لترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية بين الشرق الأوسط والدول الآسيوية.

Source: Quds Press International News Agency