بعد إزاحة” نتنياهو”.. كيف ستبدو ملامح الحكومة الجديدة؟

بدأت الحكومة الإسرائيلية الجديدة أعمالها، عقب حصولها الأحد الماضي على ثقة الأغلبية اللازمة في البرلمان الإسرائيلي “الكنيست”، معلنة الإطاحة بحكم رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، بعد تعاون زعيم حزب “يمينا” ورئيس الحكومة الحالي نيفتالي بينيت، مع رئيس حزب” يوجد مستقبل” يائير لبيد، نجح في تفكيك مركز ثقل اليمين المتمثل بأكبر الأحزاب الإسرائيلية “الليكود”.

حكومة خليط غيرمتجانس

ويرى الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، أن الحكومة الجديدة ذات خليط “يميني متطرف” و”وسطي” و”يساري”، تحمل دلالات مختلفة عن السابقة، ولديها طريقة في التعامل مع الملفات المطروحة على الساحة العربية والدولية، لاسيما القضية الفلسطينية عموما وقطاع غزة على وجد التحديد.

ولفت الرفاتي في حوار مع” قدس برس” إلى وجود تباين كبير للمواقف المعلنة للتحالف الحكومي من حيث التركيز على الاستيطان وضم الضفة المحتلة، فضلا عن تبني حل الدولتين كوسيلة وحيدة لإقامة “دولة إسرائيل”، وهو ما يعني ضمان عدم تصاعد الأوضاع في الأراضي المحتلة، والعودة إلى حالة الهدوء.

أما فيما يتعلق بنظرة أعضاء التحالف الحكومي إلى قطاع غزة، فأوضح الرفاتي أنها تتبنى صيغة هجومية في العلاقة العسكرية مع القطاع، يجعل خلالها المقاومة أكثر تأهبا، وأقل قدرة على مراكمة القوة العسكرية.

وبين أن الأحزاب المشاركة في الحكومة، ترفض المواجهة العسكرية الشاملة مع القطاع؛ “كون الحرب مكلفة للغاية، ولها انعاكسات على الداخل الإسرائيلي سياسيا وعسكريا، حيث أن تفكير الحكومة في القضاء على حماس، سيأخذ إسرائيل إلى المجهول”.

ويعتقد المختص في الشأن الإسرائيلي، أن الحكومة الجديدة ستتعاطى بحالة من الجمود وعدم القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية وخطوات تصعيدية ضد قطاع غزة خلال الفترة القصيرة المقبلة.

وأشار الرفاتي إلى عدم رغبة قادة حكومة الاحتلال، في الدخول بمواجهة برية شاملة؛ نظرا لتقديرات سلطات الاحتلال بأن تكلفة الحرب البرية ستكون باهظة؛ “ما يعني أن الاحتلال قد يذهب خلال الأسابيع القليلة المقبلة إلى مواجهة عسكرية جوية كما حدث في معركة سيف القدس، لكن دون أن تطور إلى مواجهة كبيرة، تؤدي إلى تفكيك الحكومة الحالية، والعودة إلى حالة التوهان السياسي الذي كان مسيطرا عليها”.

عقبات داخلية وخارجية

في سياق آخر، فإن ثمة تحديات تواجه الحكومة المقبلة على الصعيد المحلي والعربي وحتى الدولي وفقا للرفاتي، يتمثل أبرزها في إعادة ترميم العلاقات مع الداعم الاستراتيجي الأبرز لـ”تل أبيب” وهي الإدارة الأمريكية؛ لتكون حليفا دوليا أقوى لاسيما بعدما تباينت مواقف الرئيس جون بايدن، فيما يتعلق باستمرار القتال في المعركة الأخيرة.

وتندرج العلاقة مع الإدارة الأمريكية أيضا فيما يتعلق بملف إيران النووي، خاصة مع اتجاه الأولى في عودة المفاوضات، وهو ما تنظر إليه “إسرائيل” بأنه تهديد حقيقي لأمنها، مستدركا:” تحاول تل أبيب من خلال تحسين علاقتها مع بايدن منعه إلى اتفاق مع إيران خشية امتلاكها قنبلة نووية أو حتى القدرة على تصنيعها”.

وذهب الرفاتي إلى أن التحدي الإقليمي والعربي الآخر، لدى حكومة الاحتلال يكمن في تحسين العلاقة مع الأردن على إثر ما يجري في القدس المحتلة، لاسيما في حي الشيخ جراح، وتهديد ساكنيه بالتهجير وإجبارم على إخلاء منازلهم.

ويعتقد الرفاتي أن حكومة الاحتلال تواجه تحديات داخلية، كالتعامل مع حالة الصدام المستمر بين الأحزاب الإسرائيلية، والعمل على تهدئة الشارع، ومنع فتح جبهة جديدة تجنبا لاستنزاف أمني إسرائيلي.

أما فيما يتعلق بعلاقة الحكومة الجديدة مع السلطة الفلسطينية، فيرى الرفاتي: أن ” حكومة الاحتلال ستعمل على تقوية السلطة الفلسطينيةعلى حساب حماس، ومنع تقدمها في الضفة”.

Source: Quds Press International News Agency