تقييم استراتيجي إسرائيلي: الساحة الفلسطينية على أعتاب “عاصفة كاملة”

كشف تقرير لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (معهد أبحاث يتبع جامعة تل أبيب)، عن التهديدات الرئيسية الثلاثة التي ستواجهها “إسرائيل” خلال عام 2023.

وقال التقرير: “يقف على رأس هذه التهديدات، خطر إلحاق الضرر بالعلاقة مع الولايات المتحدة، والبرنامج النووي الإيراني، والساحة الفلسطينية، والتي أصبحت التهديد الأكثر إلحاحًا في التسلسل الهرمي للتحديات”.

ووفق موقع /مكور ريشون/ العبري؛ “يقدر واضعو التقرير، الذي تم تسليم نسخة عنه مساء الاثنين إلى رئيس الدولة العبرية، أن إسرائيل في بداية (عاصفة كاملة) في الساحة الفلسطينية”، معتبرين بأنها “الأكثر تفجرا في العام المقبل، في ظل عدم وجود حل واضح مع الفلسطينيين، وفترة رئاسة محمود عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية، وعلى خلفية الاضطرابات المتزايدة بين شريحة واسعة من الشباب الفلسطينيين”.

وقال التقرير: إن “هناك خطراً متزايداً من الصحوة العنيفة، التي قد تندلع من بين أمور أخرى، ردًا على نشاطات إسرائيل، في وقت يزداد فيه التهديد الاستراتيجي الخطير الكامن في الانزلاق إلى واقع دولة واحدة، والذي من شأنه أن يعرض هوية إسرائيل اليهودية للخطر”.

الاستقطاب والتطرف

وحذر تقرير معهد دراسات الأمن القومي، من حالة “الاستقطاب الاجتماعي المتفاقم في إسرائيل، والذي يضعف المرونة الاجتماعية، وهو عنصر حاسم في قدرة تل أبيب، على التعامل مع التهديدات الخارجية لها”.

وأضاف أن “الاستقطاب والتطرف، إلى جانب الشعور بالافتقار إلى الحوكمة وانعدام الأمن الشخصي، يضعفان المرونة الاجتماعية، وقد يخلقان آثارًا خطيرة لأخذ القانون بأيدي الفرد، وحتى تشكيل ميليشيات مسلحة”.

كما أشار التقرير إلى الواقع في الولايات المتحدة الأمريكية، باعتباره تهديدًا استراتيجيًا؛ مع خطر حقيقي يتمثل في الإضرار بالعلاقة الخاصة معها، معتبرين أن التحدي الرئيسي لعام 2023 هو الحفاظ على “علاقة خاصة” مع واشنطن.

واستدرك: “العلاقة مع الولايات المتحدة ليست التهديد الأكثر إلحاحًا مثل الساحة الفلسطينية، لكن تكثيف الاستقطاب والتطرف على جانبي الحاجز السياسي داخل واشنطن، يؤدي إلى تآكل التكوين السياسي الداعم لإسرائيل”.

النووي الإيراني

وقال التقرير: إنه “على الرغم من أن الصفقة النووية تبدو وكأنها من الماضي، إلا أن الباحثين ما زالوا يضعون التحدي المتمثل في برنامج إيران النووي في مرتبة عالية”.

ووفقاً لمؤلفي التقرير، فإن “هذا هو أخطر تهديد خارجي محتمل لإسرائيل”، مشيرين إلى أن “برنامج إيران النووي حالياً في أخطر حالاته على الإطلاق، ويقترب كثيراً من أن تصبح دولة ذات عتبة نووية”.

يذكر أن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) يختص بمجالات شؤون الأمن القومي، مثل الجيش والشؤون الاستراتيجية، والصراع منخفض الحدة، والتوازن العسكري في الشرق الأوسط، والحرب الإلكترونية.

ويصدر المعهد سنوياً تقديراته الاستراتيجية لمسار دولة الاحتلال، والتهديدات التي تواجهها، ويرفع توصياته للمسئولين الإسرائيليين.

يرأس المعهد حالياً رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، عاموس يادلين.

وتشهد الضفة الغربية تصاعداً كبيراً في عمليات المقاومة، على مستوى إطلاق النار؛ وإلقاء العبوات المتفجرة والحارقة.

يذكر أن مركز المعلومات الفلسطيني “معطى” (مستقل) وثق خلال الـ 24 ساعة الماضية، 27 عملا مقاوماً في الضفة، تنوعت ما بين إطلاق نار وتصدي لاعتداءات المستوطنين ومواجهات متفرقة.

Source: Quds Press International News Agency