خبير: الدول التي طعمت معظم سكانها بجرعتين لن تكون في مأمن من كورونا

قال خبير في الأمراض النسيجية والسريرية، إن هناك ملاحظات جديدة بدأت تظهر لوباء كورونا، وإن كثيراً منها أصبح الآن من الحقائق، ويجب التعامل معها على هذا الأساس، داعياً إلى تجنب قرارات وتوقعات غير واقعية.

وقال استشاري تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية – البورد الأمريكي، الدكتور حسام أبو فرسخ، إن “الإصابة السابقة بكورونا هي أكثر من تحمي من هذا الوباء، حتى أنها تحمي أكثر بكثير من أخذ جرعتين من اللقاح، سواء فايزر أو موديرنا أو غيرهم..”.

وخلال منشور عبر صفحته الشخصية في الفيسبوك، اطلع عليه “قدس برس”، أضاف الدكتور أبو فرسخ: أن مناعة القطيع لن تتوفر في الدول التي لقحت سكانها جرعتين فقط، حتى وإن كانوا بنسبة عالية، ما لم يكن عندها نسبة كبيرة جداً من الإصابات الطبيعية. وأن الدول التي لقحت سكانها حتى لأكثر من 90 % لم تمنع من موجات جديدة من الإصابات بكورونا (بريطانيا ودولة الاحتلال مثالاً).

وأوضح أن “اللقاح بجرعتيه لا يحمي من كورونا الحالية في سلالة دلتا لأكثر من 39 %، ولكنه يحمي أكثر من الإصابات الكبيرة والموت، وحتى تصل الدول إلى مناعة القطيع، يجب أن يكون المصابون نحو 75 % أو أكثر (مثالاً الأردن والهند) أو أن الدولة لقحت مواطنيها الجرعة الثالثة (دولة الاحتلال مثالاً).

وأكد أبو فرسخ أن “الإغلاق في كورونا غير مفيد كاستراتيجية طويلة الأمد في منع كورونا. لكنه يفيد في تقليل الحالات في الوقت الراهن، ولكنه يطول من أمد المشكلة لزمن أكبر، ويجعل التعافي تماماً من كورونا في هذه الدول أكثر”.

ويتابع استشاري تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية أن “بعض الدول أغلقت لأكثر من 7 أشهر تماماً، وشهدت الإصابات فيها عدداً قليلاً، ولكنها ما أن تعود وتفتح، إلا ويأتيها الوباء من جديد”.

وطمأن الدكتور أبو فرسخ الأردنيين قائلاً: “بناءً على الحقائق السابقة، فإنني أرى أن الوضع الوبائي في الأردن مستقر جداً، فعدد حالات الوفيات هو في المتوسط 10 وعدد الإدخالات إلى المستشفيات هو بين 70 – 90 يومياً، رغم الانفتاح غير المسبوق، والحفلات الكثيرة التي كثير منها لم يراعِ الأسباب الاحترازية”.

وأكد أن “هذا يعطي أملاً مشجعاً على أن كورونا أصبحت في أضعف حالاتها. أما الحالات اليومية من الإصابات والتي هي في المعدل الآن حوالي 1400 حالة، فهذه مفيدة جداً لتثبيت مناعة القطيع “على نار هادئة” وهي مفيدة جداً للحالة الوبائية في الأردن”.

وتوقع الدكتور أبو فرسخ أن “الربيع القادم سيكون خالياً تماماً من كورونا بإذن الله. ولن تستمر معنا لفترة أبعد من ذلك والله أعلم. ولا أتوقع بتاتاً أن هناك في الأردن أرضية لموجة جديدة كبيرة، وذلك ما توقعته سابقاً منذ شهر أيار/ مايو 2021 بناءً على دراستي لمعطيات وباء كورونا في الأردن”.

أما في العالم. يقول استشاري تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية “إنني أتوقع أن معظم الدول بدأت تصل إلى مناعة القطيع، وذلك إما بالإصابات أو بالجرعة الثالثة من اللقاح. فكما يبدو أن الجرعتين غير كافيتين للوصول إلى مناعة القطيع، فتعرضت الدول إلى موجة أخرى من الإصابات، مثل بريطانيا ودولة الاحتلال، وإن كان عدد الوفيات هو بنسبة 0.5 % تقريباً (بعد أن كانت بين 2 – 7 % سابقاً) وإدخالات المستشفيات أقل من سابقه بكثير جداً”.

ويختم أبو فرسخ كلامه بالقول: “أما الدول التي لم تعانِ من إصابات كثيرة مثل أستراليا ونيوزلندا والصين، فإنني أتوقع أنها ستكون آخر الدول نجاة من هذا الوباء، ويجب أن تستعد لموجات من الوباء حتى تصل إلى مناعة القطيع”.

هذا ويُعدّ وباء كورونا أو “كوفيد 19” الآن السبب الرئيس الثالث للوفاة بعد أمراض القلب والسكتة الدماغية.

ويكاد يكون من المؤكد أن هذا الرقم الصاعق أقل من العدد الفعلي بسبب الاختبارات المحدودة والأشخاص، الذين يموتون في المنزل دون رعاية طبية، خاصة في المناطق الفقيرة من العالم.

وتجاوزت حصيلة الوفيات الناجمة عن كوفيد 19 في العالم 5 ملايين حالة وفاة، اليوم الإثنين، في أقل من عامين من الأزمة التي لم تدمر البلدان الفقيرة فحسب، بل أذلت أيضاً البلدان الغنية التي لديها أنظمة رعاية صحية من الدرجة الأولى.

وتمثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والبرازيل معاً – وجميعها بلدان ذات دخل أعلى من المتوسط أو مرتفع – ثـُمن سكان العالم، لكن حدث بها ما يقرب من نصف جميع الوفيات المبلغ عنها نتيجة الفيروس.

وسجلت الولايات المتحدة وحدها فقدان أرواح أكثر من 740 ألف شخص، أكثر من أي دولة أخرى.

Source: Quds Press International News Agency