مؤتمرون يدعون لاتخاذ موقف عربي موحد لدعم القضية الفلسطينية

دعا مؤتمرون في ندوة سياسية بالعاصمة الأردنية عمّان، إلى اتخاذ موقف عربي ‏رسمي موحد وفاعل دولياً، لدعم القضية الفلسطينية ودعم صمود الفلسطينيين ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للندوة التي أقامها مركز دراسات الشرق الأوسط تحت عنوان “نحو استراتيجية عربية ‏جديدة للتعامل مع الصراع العربي – الإسرائيلي”.

وشدد المتحدثون على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني على برنامج وطني في مواجهة الاحتلال على أساس استراتيجية ‏المواجهة والمقاومة بكافة أشكالها، وضرورة أن تعود القضية الفلسطينية على رأس الاهتمامات لدى النظام العربي الرسمي.

موسى: المطالبة بوقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية

قال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن أي استراتيجية ترسم مستقبل منطقة الشرق الأوسط، لن يتاح لها أي نجاح ما لم تشمل حلاً للقضية ‏الفلسطينية، وهذا ما يجعل السياسة الإسرائيلية تتسارع لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض.

وشدد موسى على أهمية الالتزام العربي بالمبادرة العربية والتي أقرت تبادلية الالتزامات، ‏والمطالبة بوضوح وإصرار بوقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، مع إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، مع التأكيد على ‏ضرورة التوجه نحو عملية تفاوضية في إطار زمني محدد، وتحت إشراف مجلس الأمن ومتابعته، وأجهزة الأمم المتحدة ‏الأخرى ذات الصلة.‏

نزال: ‏تحرير فلسطين يسرّع التحول الديمقراطي

من جهته عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال أكد أن “المنطقة تشهد معضلتين أساسيتين تتمثل بالاستبداد وغياب ‏الديمقراطية ‏الحقيقية والعدالة الاجتماعية والحريات وشيوع الفساد، إضافة للمشروع الصهيوني الذي يمثل الاحتلال الإسرائيلي ‏قاعدة الارتكاز فيه ‏للمشروع الغربي للهيمنة على ثروات المنطقة وتقسيمها”.

واعتبر أن “شأن تطبيق الديمقراطية الحقيقية ‏التسريع في تحرير فلسطين وأن ‏تحرير فلسطين من شأنه التسريع في التحول الديمقراطي في المنطقة”، مؤكداً أن “الاحتلال يمثل العقبة الأولى في مواجهة ‏تحقيق الديمقراطية لإدراكه أن تطبيقها يعني زواله”.

وقال نزال إن “المشروع الصهيوني انتهج استراتيجية جديدة تقوم على التوسع والتمدد في المنطقة من ‏خلال ‏الاحتلال المباشر وعبر سياسة التطبيع والتغلغل في الدول العربية واستناده على الدعم الدولي خاصة الغربي، مشيرًا ‏لموقف بريطانيا ‏باعتبار حركة حماس منظمة إرهابية يعاقب من يؤدها ويناصرها.‏

واعتبر نزال أن استراتيجية المواجهة هي الاستراتيجية الصحيحة بعد أن أثبتت التجارب الأخرى بما فيها خيار التسوية ‏فشلها ‏الذريع، وأن أبرز مرتكزات استراتيجية المواجهة هي المقاومة بأشكالها كافة سياسة وإعلامية وشعبية وعسكرية.

وأكد ‏أن معركة ‏سيف القدس الأخيرة شكلت تحولاً هاماً في مسار الصراع مع الاحتلال، وأثبتت أن هزيمة الاحتلال ممكنة، رغم أن ‏الاحتلال راهن على ‏إخماد جذوة المقاومة في نفوس الشعب الفلسطيني، مما يتطلب التركيز على المقاومة والبناء عليها لبناء ‏استراتيجية المواجهة ضد ‏المشروع الصهيوني.

كما شدد على أهمية المصالحة الفلسطينية رغم ما جرى من محاولات عرقلتها، ‏مشيراً لضرورة التوافق على ‏الحد الأدنى من القواسم المشتركة، وأن المحاولات لم ولن تتوقف لتحقيق هذا الهدف، وأن المقاومة ‏هي الأساس الذي من الممكن أن تتوحد ‏عليه الفصائل والقوى الفلسطينية، كما جرى في معركة سيف القدس، كما أشاد ‏بالموقف الأردني في دعمه ونصرته للشعب الفلسطيني.

عباس زكي: ندعو للتراجع عن التطبيع

من جهته دعا عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عباس زكي، النظام العربي الرسمي ‏بالتأكيد على قرارته على مستوى القمة ‏بشأن قضايا الأمة، خاصة القضية ‏الفلسطينية، والالتزام بالموقف الجامع، ودعوة الأنظمة العربية التي ‏عقدت اتفاقيات ‏التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي للتراجع عن هذه الاتفاقيات.

ودعا زكي القوى الفلسطينية لتنفيذ قرارات المجالس المركزية لديها واستعادة دور منظمة التحرير الفلسطينية وإنهاء الانقسام ‏الفلسطيني فوراً، والتأكيد ‏على الوحدة الوطنية الفلسطينية الضمانة الأساسية لانتصار الشعب الفلسطيني ‏وتحقيق أهدافه ‏الوطنية المشروعة، واستخدام كافة الوسائل المشروعة من قبل ‏الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مع تفعيل ‏وتطوير دور الجاليات العربية ‏والفلسطينية في العواصم العالمية لخلق رأي عالمي مؤثر نصرة للحقوق المشروعة ‏للشعب ‏الفلسطيني، وتشكيل لوبي شعبي دولي داعماً لحق الشعب الفلسطيني في ‏ممارسة حق تقرير المصير وبناء دولته المستقلة ‏وعاصمتها القدس، وتفعيل أدوات مقاطعة ‏الاحتلال.

عبيدات: يجب إيجاد “حالة وطنية استثنائية”

وقال رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات إن الاستراتيجية الإسرائيلية تقوم على تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين ‏أصحاب الأرض الشرعيين إلى الدول العربية المجاورة وإلى الأردن بالدرجة الأولى، وتصفية القضية الفلسطينية، ‏للوصول إلى الدولة اليهودية، فيما تحقق جزء كبير من ذلك عبر اتفاقية “أوسلو” التي اعترفت بسيطرتهم على 78 في المئة ‏من فلسطين التاريخية، ووفرت لهم التنسيق الأمني عبر السلطة، مع استمرارها بالاستيطان للسيطرة على باقي الأرض ‏الفلسطينية، لا سيما في ظل استمرار حالة الانقسام الفلسطيني، إضافة لما جرى من تطبيع بين الاحتلال وعدد من ‏الأنظمة العربية ما شكل إضعافاً للقضية الفلسطينية.‏

‏ ‏كما أكد عبيدات ضرورة إيجاد “حالة وطنية استثنائية”، تضع القوى الفلسطينية الأساسية في الأرض المحتلة أمام ‏مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية، وتفرض عليها مراجعة سياساتها وبرامجها ومواقفها من منظور المصلحة العليا ‏لفلسطين الوطن دون أي اعتبار آخر، بحيث تتوافق حول مشروع وطني سياسي نضالي مشترك بالحد الأدنى.

في حين قال القيادي في الحركة الإسلامية في الأردن حمزة منصور إنّ الاستراتيجيّة العربيّة المنشودة للتعامل مع الصراع العربي – الصهيوني يجب ‏أن تستند إلى ضرورة دعم ‏صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة الاعتداءات ‏الصهيونية، ومخططات التهجير، مع تعزيز القناعة ‏لدى الشعب ‏الفلسطيني والأمّة العربيّة بأن المقاومة الفلسطينيّة مقاومة وطنيّة مشروعة ‏تكفلها الشرائع السماويّة والقوانين ‏والمواثيق الدوليّة، وتوحيد الفصائل الفلسطينيّة على ‏قاعدة الميثاق الوطني الفلسطيني ‏والثوابت الوطنيّة الفلسطينيّة، والعمل على رفع الحصار عن غزّة، مع تفعيل جهود لجان مجابهة التطبيع والتنسيق بينها.

من جهته مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بيان العمري، أشار إلى أن عدم حل الصراع بتحقيق المصالح الفلسطينية ‏لا يمكن أن يحقق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وليس في وارد السياسة الإسرائيلية عبر هذه المعاهدات أو الاتفاقات ‏مع الدول العربية حل القضية الفلسطينية وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في ظل استمرار إسرائيل في الاعتداءات والقتل ‏والتهويد والاستيطان وعدم مواجهة ذلك عربياً مما يتطلب اتخاذ استراتيجية جديدة وبمقاربات جديدة في إدارة الصراع مع ‏إسرائيل والمشروع الصهيوني، وفي دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته حتى انهاء الاحتلال.‏

وتقام الندوة في العاصمة الأردنية عمّان على مدى يومين، تتضمن عدة محاور، بمشاركة حشد من الشخصيات السياسية والأكاديمية من الأردن ‏وست دول عربية.

وتسعى لتقديم قراءات وخلاصات استراتيجية مقنعة ومدعمة علمياً فيما آلت إليه المواجهات وإدارة الصراع مع المشروع ‏الصهيوني بكل أدواتها وأطرافها خلال العقد الأخير 2011-2021، واستكشاف الفرص والأدوات والاستراتيجيات الممكنة، ‏والقادرة على تحقيق أهداف المشروع العربي والوطني الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.

Source: Quds Press International News Agency