ما دلالات زيارة السفير السعودي لمخيم الوحدات الفلسطيني في عمّان؟

أثارت زيارة السفير السعودي في الأردن، نايف بن بندر السديري، لمخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمّان، الثلاثاء الماضي، تكهنات لدى الشارع الأردني وبعض المراقبين.

وسبق الزيارة افتتاح السفير بمشاركة المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا”، فيليب لازاريني، مدرسة للذكور في مخيم عمان الجديد، ممولة من قبل المملكة العربية السعودية.

ما المطلوب من السعودية؟

وقال الرئيس السابق لاتحاد العاملين في “أونروا”، الكاتب كاظم عايش: “لا نريد أن نذهب بعيداً في موضوع الزيارة، مع أن مخيم الوحدات يحمل بُعداً رمزياً للاجئين الفلسطينيين في الأردن والعالم”.

ورأى عايش أن “في أقل مستوى قد تكون زيارة استطلاعية لمعرفة أوضاع اللاجئين وآرائهم بطريقة أو بأخرى”. مشيراً إلى أن السعودية مؤخراً باتت تحتاج الكثير لتحسين صورتها.

واعتبر الناشط والكاتب السياسي هشام البستاني، أن “الزيارة تدخل ضمن سياق اللفتات الرمزية”، وقال إن “المطلوب من السعودية وغيرها من الدول العربية قرارات جريئة، تعبر عن السيادة وحمل الهم الفلسطيني، الذي يحتاج لأفعال وليست لخطابات ورسائل رمزية”.

وأضاف البستاني لـ”قدس برس”، ربما يساهم زيادة الدعم السعودي للأونروا بتحسين الصورة لدى الأوساط الفلسطينية إلى حدّ ما، ولكن من المعلوم أن الأونروا ليست منظمة نضالية، وعملها بتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”.

وختم بالقول: “ما يحسن الصورة السعودية والعربية بشكل كبير، العودة إلى صف الحقوق الفلسطينية بشكل واضح ومباشر بدون أي تنسيق لا علني ولا سري مع الاحتلال الإسرائيلي”.

لا يمكن القفز عن الزيارة

من جهته، قال المحلل السياسي حازم عيّاد: “لا يمكن القفز عن الزيارة وأخذها بدلالة عابرة، واحتمال أن تكون مرتبطة بالأونروا، وإمكانية تقديم السعودية دعماً أكبر لها”.

وأضاف عيّاد أنّ “السعودية في الوقت الحالي معنية بتحسين صورتها، لا سيما أن لديها علاقات متوترة إقليمياً حتى مع السلطة الفلسطينية، وحركة حماس”.

وتابع “جاءت هذه الزيارة بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للجزائر، وقد أعلنت الأخيرة تقديم 100 مليون دولار للسلطة الفلسطينية، ما يدلل على أن مكانة الجزائر في الأوساط الشعبية والسياسية الفلسطينية باتت تأخذ حيزاً أوسع من التقدير والاهتمام”.

كسر الجمود

واستدرك عيّاد: “لا تكاد تلمح أي شعبية أو رصيد للجانب السعودي على المستوى الفلسطيني، رغم أن السعودية كانت قوة إقليمية مؤثرة، وقد أعلن مندوب السعودية في الأمم المتحدة قبل أيام، أن بلاده لن تطبّع مع الاحتلال، إلا إذا التزم بالمبادرة العربية وتحقيق السلام”.

ورأى أن “زيارة السفير تحاول كسر شيء من جمود العلاقة”، مشيراً إلى إمكانية “أن تشهد انفتاحاً أكبر، إذا قدمت السعودية دعماً للأونروا للخروج من أزمتها الحالية”.

وأضاف أن “من الممكن من خلال الوساطة القطرية، أن تحصل انفراجة بالعلاقات في قضية المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، وإقامة علاقة مع حركة حماس، والتدخل بملف المصالحة، لتعود السعودية كلاعب مؤثر في مجريات الأحداث بشكل عام”.

وختم عيّاد بالقول: “لا نستطيع أن نبني على لقاء عابر الكثير، من المحتمل أن يكون بلا رسالة كخطوة صغيرة، والملف الفلسطيني متشابك لدى السعودية، وليس من الممكن أن تبقى بعيدة عنه، لا سيما أن هناك الأدوار التركية والإيرانية والقطرية والجزائرية المنافسة للدور السعودي”.

يذكر أنّ وفداً سعودياً ترأسه مدير فرع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الأردن، سعود بن عبد العزيز الحزيم، زار مُخيّم الوحدات منتصف شهر آب/ أغسطس الماضي، “للاطلاع على أوضاع اللاجئين”، بحسب بيان “الأونروا”.

Source: Quds Press International News Agency