محلل سياسي يستخلص دروسا من الأحداث التي شهدتها القضية الفلسطينية مؤخرًا

أكد الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي، اليوم الأحد، ضرورة استخلاص الدروس من الأحداث التي شهدتها القضية الفلسطينية مؤخرًا.

ودعا الرنتاوي في مقال نشره على حسابه في موقع “فيسبوك”، قادة الفصائل الفلسطينية، إلى مراجعة الأحداث الأخيرة، وإعادة تقييم الأداء والنظر في تطوير الممارسة على الأرض.

ورأى أن الفلسطينيين خسروا جولة “مسيرة الأعلام” ولم يخسروا الحرب، “لا لنقص في الاستعداد للمواجهة وتقديم التضحيات، بل لسوء الأداء” وفق ما يرى.

وحث الرنتاوي، قادة العمل الفلسطيني، على “التخفيف من لغة (انقلاب المشهد) و(تبدل المعادلات) و(تغير قواعد الاشتباك)”، مبينًا أن “الوصول إلى درجة من التعادل مع العدو، يحتاج إلى إعادة تعريف لعناصر القوة والاقتدار، وبنائها على أسس شاملة، تلحظ كل مكونات ومقومات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج”.

وطالب الفلسطينيين بـ”التعهد والالتزام بما تستطيع فعله، لا بما ترغب في الإقدام عليه، وتجنب (حمى المنابر والميكروفونات)، وتفادي اختزال المقاومة بواحد من أشكالها”.

وبيّن الرنتاوي أن “مقاومة الشعب الفلسطيني الشعبية والسلمية، في القدس ومناطق الداخل والضفة الغربية، لا تقل أهمية عن القذف بمئات الصواريخ”.

وأضاف: “المبالغة في تعظيم شكل محدد من أشكال المقاومة، يُبقي الشعب برمته في حالة انتظار، لمن سيقومون بالمهمة نيابة عنهم، فما بالك حين يتعذر على هؤلاء الضغط على الزناد”.

وشدد الرنتاوي على ضرورة “تفادي اختزال القضية الفلسطينية برمتها، بالمسجد الأقصى رغم قداسته، فإسرائيل تقوم بتنفيذ أخطر وأبشع عمليات الزحف الاستيطاني في القدس وأكنافها وفي عمق الضفة الغربية، بالإضافة إلى التهجير والتشريد”.

وحذّر من “معادلة الربط بين غزة والقدس، ولاحقاً بين غزة وجنين، وليس مطلوباً من غزة أن تنوب عن الشعب الفلسطيني، ولا أن تتحمل فوق طاقتها وقدرة أهلها على الاحتمال”.

ونبه الرنتاوي إلى “خطورة التورط في مغامرات غير محسوبة، ولو من باب حفظ المصداقية وماء الوجه، في حين يحتاج قرار الحرب، عقولاً باردة وأعصاباً هادئة، بعيداً عن الشعبوية القاتلة، وصخب المنابر والتجمعات الحاشدة”.

ورأى أن “شيخوخة النظام السياسي الفلسطيني وعجزه البنيوي المتمادي، يجعلانه حمولة زائدة على حركته الوطنية ومقاومته الشعبية، فالسلطة الغائبة والمُغيبة عن دوائر الفعل والقرار، تتحول من ذخر للشعب إلى عبء عليه”.

وتابع: “ما لم تجر إعادة نظر في وظيفتها ومبرر وجودها، وما لم يجر إصلاحها ودمقرطتها، فالأرجح أنها ستتحول إلى آلة لتأبيد الاحتلال وتيسير بقائه وتقليل كلفه”.

وخلص الرنتاوي إلى أن “الانقسام المتمادي في السياسة والجغرافيا والمؤسسات والمصالح العميقة، كفيل بأكل مكاسب الشعب الفلسطيني وتبديدها”.

وشهد الشهر الماضي، تصعيد الاحتلال عدوانه على الفلسطينيين، وتزايد اعتداءات المستوطنين، على القرى والبلدات الفلسطينية، بالإضافة إلى تسيير “مسيرة الأعلام” بالقدس، وتسهيل اقتحام آلاف المستوطنين للمسجد الأقصى، وإقامة طقوس تلمودية في ساحاته.

Source: Quds Press International News Agency