هل تمهد “تسهيلات” بينيت لتسوية سياسية قادمة؟

رأى خبيران سياسيان أن “سياسة التسهيلات، التي انتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، مع السلطة الفلسطينية وفي قطاع غزة، جاءت بضغط أمريكي”، عقب زيارة الأخير لواشنطن، وقد “تمهد لإحياء عملية التسوية، بعد عجز الاحتلال من إحداث أي اختراق عسكري”.

وكان “بينيت” قد أشار خلال لقاء عقده الجمعة، مع رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، عبر تطبيق زووم، إلى “نيته تحقيق تهدئة مع الجانب الفلسطيني، رغم عدم حدوث انفراج سياسي”.

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن “بينيت يحاول رسم استراتيجية جديدة في التعامل مع الأطراف الفلسطينية كافة، استجابة لنصائح أمنية”.

وقال جعارة لـ”قدس برس” إن رئيس وزراء الاحتلال “يسعى لانتهاج سياسة مغايرة لسياسة سلفه بينيامن نتنياهو”، مبيّنا أن إجراءات حكومة الاحتلال الأخيرة، “اتخذت بضغط أمريكي”.

وأضاف أن “التسهيلات” التي يقدمها بينيت في غزة والضفة، “نتيجة قناعة الاحتلال الإسرائيلي بعدم قدرته على الانتصار العسكري في غزة، وعجز جيش الاحتلال عن التعامل صواريخ المقاومة، ومنح الإسرائيليين الهدوء والأمان”.

وذهب جعارة إلى أن “فشل الاحتلال الإسرائيلي في هزيمة المقاومة الإسلامية، سيسرع اللجوء لعقد تسوية سياسية”.

بدوره؛ يعتقد الباحث في مركز يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، سليمان بشارات، أن “تصريحات بينيت، تهدف إلى توجيه رسالة للمجتمع الإسرائيلي، بأنه قادر على تبني خيارات مغايرة لخيارات سلفه بنيامين نتنياهو”.

وقال بشارات لـ”قدس برس”: “هناك مساع حثيثة تبذل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، لتفعيل مسار المفاوضات والتسويات السلمية، من خلال الدورين المصري والأردني عقب معركة سيف القدس، بالإضافة إلى دور مواز لقطري وتركيا، لتعزيز التهدئة في قطاع غزة مع فصائل المقاومة”.

وتابع: “تصريحات بينيت، تندرج ضمن مسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز دور حكومة الاحتلال التي تشكلت بتركيبة ضعيفة، ومنحها بعض الإنجازات والاستقرار السياسي”.

وذهب بشارات إلى أن “بينيت يسعى إلى التهدئة، من أجل تعزيز وتطوير علاقة إسرائيل”.

ورأى الباحث أن التهدئة “قد تكون جزء من رؤية إقليمية لإعادة ترتيب المشهد السياسي فلسطينيا، إما من خلال الذهاب فعلا لانتخابات تشريعية ورئاسية، أو من خلال البحث عن خيارات أخرى لتوفير قيادة سياسية يمكن أن تستلم زمام الإدارة، في حال غياب الرئيس محمود عباس عن المشهد السياسي”.

والأسبوع الماضي؛ أعلنت حكومة الاحتلال عن منح عدة تسهيلات للفلسيطينيين، تمثلت في “لم شمل خمسة آلاف عائلة فلسطينية، ومنح السلطة الفلسطينية قرضًا بقيمة 500 مليون شيكل (حوالي 155 مليون دولار)، ومنح أذونات بناء للفلسطينيين في المنطقة (ج)، وزيادة مساحة الصيد في بحر غزة، ومنح تجار القطاع تسهيلات”.

Source: Quds Press International News Agency