أبو مرزوق: حماس حريصة على تعميق علاقاتها بحاضنتها العربية والإسلامية

أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، موسى أبومرزوق اليوم الأحد، أن “حركته حريصة على تعميق علاقاتها بحاضنتها العربية والإسلامية”.

وأضاف أبو مرزوق في تصريحات صحفية أن “حماس ما انفكت تحرص على التواصل مع الأنظمة في المنطقة، كما التواصل مع الأمة بكل تياراتها ومذاهبها وأعراقها ومكوناتها من أحزاب وهيئات ومؤسسات، ولا تعادي أيّاً من الدول والمكوّنات، وإذا ما اتخذت أي سلطة كانت سياسات بحقنا نصبر ونحاول وندفع عن أنفسنا، ولا نقطع معهم من جانبنا”.

وتابع أنه “في الفترة الأخيرة أجرى وفد رفيع برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية زيارتين مثمرتين إلى لبنان والجزائر، التقى بمسؤوليهما، وكان لهما انعكاسات مباشرة على شعبنا وقضيته المقدسة، وجاءتا استمرارا لتواصلنا المستمر والدائم مع مختلف الدول العربية، والعديد من الدول الإسلامية”.

وأشار إلى أن “من الأهمية بمكان ملاحظة أن ما حصل في العقد الماضي في مختلف دول المنطقة ترك تأثيرًا كبيرًا على تموضع الحركة بين هذه الدول، وذلك لاعتبارنا جزءًا من الحركات الإسلامية المقاومة في المنطقة، مما ترك تأثيره علينا بصورة مباشرة وكبيرة، ونحاول جاهدين ترميم ما فقدناه من علاقات، وسنستمر في المحاولة، ونحاول ألا نخسر أحدًا”.

وأوضح أبو مرزوق، أن “القاعدة التي نعمل من خلالها أن يعمل كلّ حسب استطاعته، وألا نتدخل في شؤون الآخرين، ولا نصطف بتكتلات ضد أخرى، ولا نعادي أيّاً من الأطراف في المنطقة، وعدونا المركزي هو الاحتلال الصهيوني، وتحرير أرضنا، وعودة شعبنا هدفنا، والأمة هي حاضنتنا الأساس، حيث أننا نتصدى لأشرس مشروع عرفته المنطقة، ونحتاج لمساعدة الجميع، وكل من وقع عليه احتلال يتطلع إلى من يسند نضاله، ويدعم جهاده”.

وأشار إلى أن “سياسة حماس تجاه الأحلاف والمحاور، تكمن في كونها ترفض أن تكون جزءًا من أي حلف أو محور نظرا لجملة من الأسباب، أهمها أنها تسعى لتحصيل تأييد من كل الأطراف لحقوق شعبنا الفلسطيني، وقضيته العادلة من مختلف دول المنطقة وشعوبها، بما فيها الدول المطبعة، ولكن بصور وأشكال ودرجات مختلفة، مما يجعل من انضمام الحركة لأي طرف يحول الطرف الآخر إلى خصم، ويجعل شعبنا الفلسطيني يدفع الثمن، وقد شكلت حرب الخليج الثانية 1991 نموذجًا لا يُنسى”.

وأضاف يقول “بالتالي فإن مشاركة الحركة (حماس) في أي تحالف أو تعاون ليست القدس وفلسطين والمقاومة عنوانه، فسوف يشكل عامل تمزيق للأمة واختلاف حول التعامل مع قضية فلسطين”.

وشدد القيادي في “حماس” على أن “أكثر الدول تأييدًا لمقاومتنا، وتطابقًا مع سياستنا تجاه فلسطين، هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونحن نتعاون معها في كافة المجالات الحيوية للمقاومة، لكن ليس من مصلحتنا نحن وهم أن يكون هناك تحالف بيننا، لأنه يجلب عداوة للحركة في المنطقة العربية، والسنّة في العالم الإسلامي، وبالتالي فإن مثل هذا الحلف لا مبرر له، ولا يجلب لإيران مصلحة مرجوة من ناحية، ومن ناحية أخرى يؤثر على تموضع الحركة في العالم الإسلامي، وبالتالي فلن نكون مفيدين لإيران إذا وقفت الأمة، أو جزء منها في الموقع الآخر” وفق قوله.

وأوضح أن “تاريخ القضية الفلسطينية شهد نشوء عدد من الاصطفافات، التي تركت أضرارها على شعبنا الفلسطيني وقضيته، سواء حين وقف الفلسطينيون مع مصر في صراعها مع السعودية في نصف القرن الماضي، وطرد عشرات آلاف الفلسطينيين من السعودية إبان حرب اليمن في منتصف الستينات، مرورا بوقوف اليسار الفلسطيني من ثورة ظفار مما جعل سلطنة عمان تأخذ موقفًا من الفلسطينيين، وصولا إلى حرب الخليج الثانية، واصطفاف الأخ أبو عمار رحمه الله بجانب صدام حسين، مما دفع دول الخليج لاتخاذ موقف ضد الفلسطينيين، وطرد آلاف منهم”.

وأكد أبو مرزوق أنه “ليس من الضرورة تطابق مواقف الحركة مع مختلف الدول، وبالتالي فلا يعني تطبيع أي نظام عربي مع الكيان الصهيوني وقف العلاقة مع الحركة، فقد يرى أي نظام مصالحه تتحقق بعلاقة جيدة مع الكيان الصهيوني ومعنا في نفس الوقت، لأن الأمور ليست أبيض وأسود، بل هنالك إكراهات في السياسة، واضطرارات عند الأنظمة تقدرها لنفسها مع عدم تدخل الحركة في سياساتها”.

وأشار إلى أن “التطبيع الرسمي قد لا يلحق به التطبيع الشعبي، كما هو الحال في مصر، فرغم دخول التطبيع معه لأربعة عقود، إلا أن النقابات والهيئات والدوائر الشعبية لم تتعامل مع الكيان الصهيوني إطلاقًا، بحيث يفصل منها كل من يسافر لفلسطين المحتلة، مع العلم أن التطبيع ضرره بليغ على القضية والشعب، ويجب مقاومته، وبالقدر الذي ينجح فيه التطبيع يتراجع التأييد للقضية الفلسطينية، وهذا واضح في الاتفاقيات بين الكيان الصهيوني والدول التي طبعت معه”.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *