تفكيك شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان .. التوقيت والدلالات

أشاد محلّلان سياسيّان، بالعملية الأمنيّة التي نفّذها جهاز “فرع المعلومات” في قوى الأمن الداخلي اللبناني قبل أيام، والتي أسفرت عن تفكيك 17 شبكة تجسّس إسرائيلية، تنشط في مختلف الأراضي اللبنانية، وصولاً إلى سوريا.

أدوار قديمة لـ”الموساد”

وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحاج، إن “السّاحة اللبنانيّة حظِيَت باهتمام بالغ من قبل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية؛ نظراً لانفتاح المجتمع اللبناني وتنوّعه”.

وأشار في حوار مع “قدس برس” إلى “دور الموساد في إشعال فتيل الحرب الأهلية في لبنان، من خلال إمداد جماعات معيّنة بالأسلحة والذخائر بهدف ضمان استمرارية الحرب، خلال فترة تواجد قوات الثورة الفلسطينية وتصاعد المقاومة”.

وأوضح الحاج: “لوحظ في الفترة الماضية، نشاط استخباراتي مُكثّف لجهاز الموساد الإسرائيلي في الساحة اللبنانية، عبر نشره تقارير عن أنشطة فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص حركة حماس، في المخيمات والتجمعات الفلسطينية”.

وأضاف: “المعلومات الأولية المُسرّبة من التحقيقات مع أفراد الشبكة؛ أثبتت أنّها كانت تُراقب مكاتب ومراكز حركة حماس في جميع الأراضي اللبنانية”.

وأبدى الحاج خشيته، من وجود “مُخططات مُتزامنة تستهدِف المخيّمات الفلسطينيّة، واعتماد سياسة الاغتيالات للوصول إلى أهداف أبعد من ذلك”، مبينا أن “المخابرات الإسرائيلية دورها قديم جداً، ولها بصَمات تخريبيّة في عواصم عربية وإسلامية” على حد قوله.

واعتبر أن تفكيك الشبكة “له أثر إيجابي على المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان على حدٍ سواء، إذ من شأنها أن تزيد مدى الحيطة والحذر في تحركاتها ونشاطاتها” وفق تقديره.

وشدّد على أن مخططات الإحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية “لن تمنع المقاومة من مواصلة تطوير عملها”.

ضربة استباقية

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني علي دربج، أن “تفكيك الشبكة في هذا التوقيت، ضربة استباقية لِما قد يُقدم عليه العدو الإسرائيلي على صعيد التغلغل أكثر فأكثر في المجتمعين اللبناني والفلسطيني، الحاضن لمشروع المقاومة”.

وبين دربج في حديث مع “قدس برس”، أنّه “في ظل الهرولة العربية نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي؛ جاءت هذه الصّفعة لتُشكِّل ضربة مُوجِعة لجهود التطبيع في مكانٍ ما، وخصوصاً أن شعوب المنطقة في غالبيتها العظمى ترفض التطبيع والعمالة مع الكيان الصهيوني” وفق تقديره.

وأشار إلى أنّ “كشف الأجهزة الأمنية اللبنانية للشبكة التجسسيّة، ألقى الضّوء على محاولات التغلغل تحت سِتار المنظمات الدولية الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني”.

ورأى دربج أن “العملية توصل رسالة للاحتلال الإسرائيلي، بأن محاولاته ومخططاته ستُقابَل بجهود حثيثة وحاسمة وصارمة من قبل الأجهزة الأمنية”.

وقال إن “الكيان الصهيوني يستغل الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب في لبنان وفلسطين وسوريا، وحاجة الناس إلى العمل ولقمة العيش، وبالتالي ينجح في ما يريد الحصول عليه”.

وتابع دربج: “الإنجاز النوعي للأجهزة الأمنية اللبنانية في كشف شبكات التجسس الإسرائيلية؛ سيدفع الإحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية لإعادة قراءة ما حصل، وسيعمد إلى تغيير استراتيجيته في بناء شبكات وبنى تحتية تتبع لكيانه”.

وكشفت وسائل إعلام لبنانية، الإثنين الماضي، عن تمكن “فرع المعلومات” في قوى الأمن الداخلي اللبناني، من تفكيك شبكات تجسس إسرائيلية في البلاد.

ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر أمنية لبنانية، أنه “بعد التنسيق مع النيابة العامة التمييزية، وقيادة قوى الأمن الداخلي، ورغم العدد الكبير من المشتبه فيهم بالتعامل مع المخابرات الإسرائيلية؛ إلا أن العملية أُحيطت بسرّية غير مسبوقة”.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *