صحيفة عبرية: تصاعد اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين بتشجيع الحكومة الإسرائيلية

أكدت معطيات نشرتها صحيفة ” هآرتس” العبرية، الصادرة اليوم الأربعاء، تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيينن بالضفة الغربية المحتلة، منذ مطلع العام الجاري، وفقًا لبيانات لجيش الاحتلال ومنظمات يسارية إسرائيلية.

وأشارت الصحيفة – والتي توصف بأنها “لسان حال” اليسار الإسرائيلي – أن تلك المعطيات تخالف، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت التي وصف فيها اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية بأنها “ظاهرة هامشية”.

وأشارت الصحيفة، التي استندت بمعطياتها على جيش الاحتلال، أن هناك ارتفاعًا واضحًا في عدد الهجمات التي ترتكب من قبل مجموعات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال العام الجاري على عكس الأعوام الماضية.

وأوضحت أن نشر هذه المعطيات، يأتي في خضم الجدل العام الذي اثاره، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومير بارليف، حيث اعترف بتزايد عنف المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين، خلال محادثة مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، الأمر الذي عرضه لانتقادات حادة من جانب رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزراء إسرائيليين وقادة المستوطنين.

وبحسب تلك المعطيات، فإنه خلال عام 2021 تم تسجيل 135 حالة رشق حجارة ضد فلسطينيين مقارنة بـ 90 حالة في 2019، و250 حالة عنف أخرى مقارنة بـ 100 في نفس الفترة،

كما تنقل الصحيفة عن منظمة “ييش دين” (التي توثق حالات عنف المستوطنين في الضفة الغربية) كذلك، أنه تم تسجيل 540 حالة عنف في السنوات الثلاث الماضية، واختار 238 من الفلسطينيين تقديم شكوى إلى الشرطة الإسرائيلية بمساعدة المنظمة، ومن بين الشكاوى، تم تقديم 12 لائحة اتهام فقط.

واضافت أن الشرطة الإسرائيلية، رفضت الإفصاح عن عدد القضايا التي فتح فيها تحقيقات بشأن عنف المستوطنين خلال هذا العام.

وبحسب شهادات جمعتها “هآرتس” من فلسطينيين يقطنون في مناطق قريبة من البؤر والمستوطنات في الضفة الغربية، فإنه في الشهرين الماضيين كان هناك ارتفاعًا واضحًا في عدد الاعتداءات التي ترتكب بحقهم من قبل مجموعات المستوطنين، مشيرين إلى أنهم توقفوا عن تقديم شكاوى للشرطة الإسرائيلية لعدم وجود جدوى من ذلك.

ونقلت عن منظمة “بتسيلم” اليسارية الإسرائيلية، إلى أنها رصدت هذا العام زيادة بنسبة 28 في المئة (247) في عنف المستوطنين مقارنة بالعام الماضي (192).

فيما بيّن تقرير لمنظمة “السلام الآن” اليسارية الحقوقية الإسرائيلية، أن 63 في المئة من الاعتداءات التي وقعت في الفترة ما بين 2012 وحتى تموز/يوليو من العام الجاري، وقعت بالقرب من البؤر الاستيطانية.

ونقلت “هآرتس” عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: “إن تصاعد الجريمة القومية مرتبط بالبؤر الاستيطانية والمزارع الزراعية الاستيطانية الأخرى في الضفة الغربية”.

وأشار إلى أن تلك الهجمات ترتكب بشكل أكبر في منطقتي مستوطنات “يتسهار” و”شيلو” جنوب نابلس (شمال الضفة الغربية)، وازدادت سوءً بتدمير أشجار الزيتون ورشق المركبات الفلسطينية بالحجارة.

وذكرت الصحيفة، أن من بين المناطق التي ظهر فيها تصاعد في أعمال عنف المستوطنين أيضًا، منطقة جبال الخليل الجنوبية، حيث أقيمت عدة بؤر استيطانية ومزارع زراعية استيطانية في السنوات الأخيرة.

وكشفت أنه في أيلول/سبتمبرالماضي، وقعت واحدة من أخطر قضايا “الجرائم القومية” هناك، عندما وصل العشرات من المستوطنين إلى قرية “خربة المفكرة” في “مسافر يطا”، ورشقوا المنازل بالحجارة، ما أدى لإصابة طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، إلى جانب آخرين.

وأوضحت أنه وبالرغم من وجود جنود إسرائيليين في المنطقة ورغم كل الأدلة التي تصف تورط عشرات المستوطنين بالحدث، فقد تم حتى الآن تقديم لائحتين اتهام فقط ضد مستوطنين قاصرين من سكان تلك البؤر.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لمنظمة “بتسيلم” حجاي إلعاد قوله: “إن هذه الهجمات تأتي في سياق محاولات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وهذا ما تفعله إسرائيل بطرق مختلفة بعضها ينظم بموافقة المحاكم، وأخرى بفعل عنف المستوطنين”.

ووفق بيانات منظمة “السلام الآن”، يعيش نحو 700 ألف مستوطن، في 145 مستوطنة كبيرة، و140 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس المحتلة.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *