كاتب أردني يطالب بإعادة هيكلة العلاقة مع السلطة الفلسطينية

قال الكاتب الأردني، محمد حسن التل، إن “من المرجح أن هناك اتفاقًا تحت الطاولة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل على موضوع مطار رامون”.
واعتبر التل (رئيس تحرير صحيفة الدستور الأردنية اليومية سابقًا)، في مقال نشره، اليوم الأربعاء، أن “هذا ما يفسر موقف السلطة الغامض وعدم قيامها باتخاذ الإجراءات المطلوبة لإغلاق الباب أمام محاولات إسرائيل فرض التطبيع قسرًا على الفلسطينيين”.
وأردف: “مع كل المواقف الأردنية المتقدمة على كل المواقف العربية تجاه السلطة الفلسطينية في رام الله، والدعم الأردني اللامحدود لها، يأتي موقف السلطة (في قضية مطار رامون) مائعًا وغير مفهوم، ولا أريد أن أقول متواطأ” على حد وصفه.
واستدرك التل بالقول إن “موقف السلطة الفلسطينية يأتي ليكشف مساحة كبيرة من رغبة بعض قياداتها بالانفتاح على إسرائيل دون أي ثمن”.
وتابع: “تدعي السلطة الفلسطينية أنها لا تستطيع منع المواطن الفلسطيني من استخدام رامون، مع العلم أنها تشدد قبضتها الأمنية وسيطرتها على كل الضفة الغربية، وأن قراراتها تنفذ بقبضة حديدية”.
وشدد الكاتب الأردني على أن “موقف السلطة الأخير يشكل طعنة في ظهر الأردن، وأن كل ما تردده قياداتها تجاه الأردن مجاملات لا أكثر ولا أقل، وأن رغبتها الحقيقة هي الانفتاح على (إسرائيل)، وإدارة الظهر للشرق”.
وأعرب التل عن استيائه من تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مساء أمس الثلاثاء في أنقرة التركية، قائلاً إن “ما صرح به عباس يشير إلى أنه من السهل عليه وعلى أركان سلطته تجاوز المواقف الأردنية”.
وأضاف أن “عباس، عندما قال إن تركيا هي المدافع الأول عن حقوق فلسطين، وهي صاحبة الدور الأساسي والمرجع في دفع كثير من دول العالم للاعتراف بفلسطين كدولة، تجاهل الدور الأردني الذي هو الأساس بهذا الصدد”.
ورأى التل أن “فتح السلطة الفلسطينية أبواب التطبيع مع (إسرائيل) يعطي حجة قوية للذين يرغبون في المنطقة بفتح الأبواب على مصراعيها للعلاقات مع (إسرائيل)”.
وتابع: “بات من الضروري أن نعيد في الأردن هيكلة العلاقة مع السلطة الفلسطينية، للحفاظ على حقوق الأردن، وردع بعض من في هذه السلطة الذين يحاولون القفز باتجاه (إسرائيل)، متجاهلين قصدًا الخصوصية الأردنية في القضية الفلسطينية”.
وانطلقت، أمس الأول الاثنين، أول رحلة سفر جوي لفلسطينيين من الضفة الغربية عبر مطار “رامون” الإسرائيلي، في النقب (جنوب فلسطين المحتلة)، إلى قبرص.
يذكر أن مطار “رامون” الإسرائيلي الذي بدأ الطيران منه في العام 2019، هو ثاني أكبر مطار لدى الاحتلال بعد مطار اللد (بن غوريون).
وافتتحت دولة الاحتلال مطار “رامون” عام 2019، لكن الإسرائيليين لا يرغبون بالسفر عبره بسبب بعده (يبعد نحو 340 كيلو مترًا عن مدينة القدس المحتلة)، وفق صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية.
ويرى مراقبون فلسطينيون أن “الاحتلال يحاول تسويق أزمة السفر عبر معبر الكرامة الحدودي مع الأردن، على أنها بسبب الإجراءات الأردنية والفلسطينية، بينما في الواقع الإجراءات التي تفرضها الاحتلال نفسه هي المسبب الرئيسي”.
وحذرت السلطة الفلسطينية الأسبوع الماضي، من استخدام مطار رامون للتنقل.
وقال وزير النقل والمواصلات في السلطة، عاصم سالم، في تصريح صحفي، إن “الحكومة الفلسطينية تبحث فرض إجراءات وعقوبات على من يستخدمون المطار من الفلسطينيين”، مؤكدًا “عدم وجود أي تواصل بين الحكومة الفلسطينية وإسرائيل بشأن سفر الفلسطينيين عبر مطار رامون”.

Source: Quds Press International News & Information Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *