قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية: “نؤكد في ذكرى وعد وبلفور المشؤومة، أننا سنعيد فلسطين التاريخية كلها، والقدس الكاملة عاصمتها، والشعب الفلسطيني في الشتات سيعود الى أرض الوطن”.
وحيا هنية، خلال مشاركته في ندوة إلكترونية، نظمتها جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، مساء الثلاثاء، “أهالي القدس، والثلة المرابطة في حي الشيخ جراح”.
وأضاف: “معركة القدس جاءت لتؤكد على جغرافية فلسطين من البحر إلى النهر، وأن هذا السيف لن يغمد حتى تحرير كامل أراضيها ومقدساتها”.
وتابع هنية: “أكدت المعركة على أن هناك كرامة وطنية، فعندما تتعرض القدس للعدوان، فإن لدينا القدرة على الرد، وهذا يدلل على الفشل في تحييد المقاومة عن المعارك الوطنية، وأنها ليست محصورة في غزة وقد وصلت صواريخها الى كل فلسطين المحتلة”.
وأشار إلى أن محاولة فصل الشعوب العربية والإسلامية عن القضية الفلسطينية “فشل”، و”إن وقعت بعض الحكومات في هذا الفخ”.
وبين هنية أن الأردن دفع ثمنا مرتفعا لرفضه صفقة القرن، وقال إن “عمان نبض القدس، والأردن في موقع شراكة وليس في موقف دعم وإسناد، ورغم ما يمر به الشعب الأردني، من ضيق اقتصادي، إلا ن أنه كله حماسة متقدة واستعداد وجهوزية لخوض غمار المعركة، وهذا ما لمسته في الزيارة الأخيرة إلى عمان”.
وأوضح أن تحرير فلسطين يرتكز على ثلاثة محاور: و”هي المحور الفلسطيني، والمحور العربي والإسلامي، والمحور الدولي”.
وحول الانقسام؛ قال رئيس حركة “حماس” إن “أي شعب يريد التحرر من احتلال، لا بد وأن يكون متوحدا مع نفسه، ولكن على أساس الثوابت والمرتكزات الوطنية، والمقاومة وليس على أوسلو والتنسيق في عالم لا يحترم الا الاقوياء، وفلسطين ليست أرضا وطين، وإنما عقيدة ودين”.
وعن المحور العربي والإسلامي، أكد هنية “أنه لا بد وأن يلعب دور الشراكة والإسناد، وعلى شتى الصعد والميادين، وعلى صعيد المحور الدولي، ولفت الانتباه إلى أن هناك تغير في المزاج الشعبي الغربي، باتجاه حقوق الشعب الفلسطيني، وقد شارك في تظاهرة بلندن 200 ألف متظاهر دعما للمقاومة وسيف القدس وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف: “لم تعد إسرائيل التي يُسمع لها في العالم كما في السابق، وثمة روح جديدة في العالم أجمع”.
الذنيبات: الأردن شريك في تحرير فلسطين وليس مجرد داعم
بدوره، قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، عبد الحميد الذنيبات: إن “الحركة الاسلامية في الأردن والعالم، بوصلتها نحو القضية، وتنظر إلى القدس نظرة عقدية، وليست مدينة محتلة أو مسجدا محتلا، وقد التفت الأمة كلها حول المقاومة عندما جعلت الاقصى هو العنوان”.
وتابع الذنيبات:”موقف الاردن والحركة موقف ليس داعما بل شريكا، ونحن مستهدفون كما الشعب الفلسطيني مستهدف، فهي قضية وطنية أردنية مركزية”.
وزاد: “إن الكيان قام على أكذوبة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، عندما توافقت المصالح الغربية مع العصابات الصهيونية، بأن جعلت بريطانيا صاحبة الانتداب في فلسطين”.
وأوضح الذنيبات: “تأتي الذكرى وهناك هرولة من النظام العربي إلى التطبيع بلا مقابل مع الكيان، وقد وصل الى سلام الجوع والخنوع الذي سار بالشعوب إلى الأسوأ”.
وشدد على أن “وعد الله سيتحقق، مهما وعد بلفور أو غيره، والأمة ستبقى على عهدها الذي يتطلب الإعداد والتجهيز والتخطيط، ووحدة الشعب الفلسطيني بداية الطريق”.
خريشة: وعد بلفور تبعته وعود مشؤومة أخرى
من جهته؛ قال حسن خريشة، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، إن وعد بلفور شكل حدثاً عظيماً ما زال العالم يعاني من الجرائم الناتجة عنه.
وأضاف في مداخلته أن “بلفور هو الوعد المشؤوم الأول، وتبعته وعود مشؤومة أخرى كان آخرها وعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المترجم بصفقة القرن”.
وأوضح خريشة أن قضية فلسطين ليست قضية لاجئين كما يجري على ألسنة البعض، “إنما هي قضية سياسية عربية إسلامية إنسانية بلا رتوش، وما جرى على أرض فلسطين هو تصنيع غربي، فلم يكن من الممكن أن يقوم الاحتلال الصهيوني لولا الانتداب البريطاني بدعم غربي”.
ورأى أنه “في ضوء هشاشة الوضع العربي؛ نصل إلى استنتاج أن النظم العربية تريد أن تقول لا بد من شطب الاهتمام بفلسطين، وحصر الاهتمام بنفسها مهما كان الثمن”، لافتاً إلى أن هذه الأنظمة “انسحبت من الدفاع السلبي إلى العداء الفعلي بمسألة التطبيع”.
وبيّن خريشة أن “تفرد السلطة في الحكم بعقلية الفرد الواحد؛ أدى إلى الانقسام بين الفلسطينيين”، مضيفاً أن “ما نسمعه من تصريحات حول الحقوق الفلسطينية والاحتلال ما هو إلا للاستهلاك اليومي ليس أكثر، فمن يفرط بحق العودة لا يؤتمن على القدس ولا على غيرها”.
وقال إنه “رغم التغول على المجلس التشريعي من قبل السلطة؛ إلا أن أعضاءه سيواصلون دورهم في الداخل والخارج، كونهم مؤتمنين على هذا المجلس”.
Source: Quds Press International News Agency