أمام جرائم الاحتلال.. هل نعيش إرهاصات انتفاضة جديدة؟

أمام ما تعيشه الأراضي الفلسطينية من اعتدءات يومية للاحتلال، وتزامناً مع ما تتعرض له مدينة القدس عموما، وحي “الشيخ جراح” على وجه الخصوص، وفي ظل إجراءات إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى، يرى العديد من الكتّاب والقيادات الفلسطينية، بأن الضفة الغربية تعيش على أعتاب هبة أو انتفاضة جديدة “قد تصل إلى حد الحرب في الفترة المقبلة” .

وأشار القيادي في حركة “حماس”، مصطفى أبو عرة، إلى أن ما نشهده في حي الشيخ جراح، وفي النقب واللد والناصرة وأم الفحم وغيرها من مناطق الداخل المحتل، تزامناً مع ما تشهده سجون الاحتلال من تصعيد ضد الأسرى والأسيرات، “هو بمنزلة إشعال الحرائق في كل مكان” على حد تعبيره.

وشدد خلال حديثه لـ”قدس برس”، على أن “هذه الحرائق والجرائم سترتد على الاحتلال، وسيؤدي ذلك إلى المزيد من المقاومة بكل أشكالها، ما يؤدي إلى قيام انتفاضة، بل حرب جديدة أشد من الحرب السابقة في العام الماضي” في إشارة إلى معركة “سيف القدس”.

ولفت إلى أن الساحة الفلسطينية، خاصة في الضفة الغربية، تتهيأ يوماً بعد يوم للتغيير القادم، حيث تتصاعد أعمال المقاومة ويتصاعد الالتفاف الشعبي حولها.

من جهته، قال الباحث والكاتب السياسي، عبد السلام معلا، لـ”قدس برس” إنه “ثمة عاملين في الواقع الفلسطيني يؤخران حدوث انتفاضة، ضمن معطيات اللحظة الراهنة، يتعلق الأول بموقف السلطة الفلسطينية، التي لا ترغب بحدوث ذلك … و وفقاً لذلك فهي تستطيع التأثير على جمهور عريض من الفصيل المؤيد لها (حركة فتح)، لجهة عدم الانخراط في انتفاضة محتملة بوسائل كثيرة”.

وأكد معلا أن “العامل الثاني هو عزوف شرائح من أبناء شعبنا الفلسطيني عن الانخراط في العمل العام المقاوم، نظراً للخيبة التي يشعرون بها إزاء كيفية استثمار المستوى السياسي في الانتفاضات والهبات السابقة، حيث يرون أن الأثمان السياسية التي تمت جبايتها، أقل بكثير مما كان ممكناً أو متوقعاً، ويسهم العاملان في إفقاد أي انتفاضة ممكنة للزخم الشعبي المطلوب” وفق تقديره.

ورأى الأسير المحرر، شاكر عمارة، أن الوضع الراهن في القدس “من تصاعد هجمة مدروسة بعناية، لا يمكن أن يستمر، والاستفراد بالقدس وفصلها الكامل عن قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية، يؤدي إلى ثورة أو انتفاضة أو حرب”.

وأردف عمارة مفصلاً “ما يجري من تقسيم المسجد الأقصى، والاعتداء على المقابر، وهدم المنازل، وإخلاء في سلوان وحي الشيخ جراح، وحصار البلدة القديمة وقطاعها التجاري، وإغلاق المؤسسات، والعدوان على هويتها وتراثها وأرضها وحضارتها، سيكون فتيل الانفجار في أي وقت قادم “.

ونبه عمارة إلى أن مشاهد القتل والاغتيالات التي عادت إلى الضفة الغربية، ستسرع من وتيرة الأحداث نحو انتفاضة جديدة، كون حالة الغليان أيضاً متزامنة مع ما يجري داخل السجون وجرائم تطال الأسرى هناك”.

وطالب الفصائل الفلسطينية “بتوحيد الجبهة الداخلية للوقوف في وجه كل من يتآمر على القدس، والاستعداد للمواجهة القادمة دفاعاً عن الإنسان”.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *