“الذئب الأزرق” و”الخليل مدينة ذكية”.. منظومة تجسس “إسرائيلية”

“الذئب الأزرق” أو كما سماه الجنود السابقون في الجيش الإسرائيلي “فيسبوك الفلسطينيين”، أكبر نظام مراقبة وتجسس ومسح ضوئي للوجوه لإنشاء أوسع قاعدة بيانات رقمية للفلسطينيين.

ما هو هذا النظام الذي اكتمل العمل به في محافظة الخليل تحت اسم “الخليل مدينة ذكية”، والذي يمكن استخدامه لمعرفة ما يحدث داخل المنازل الخاصة، كما قال أحد الجنود، وما أهدافه ومخاطره؟

عين الاحتلال للجهد الاستخباراتي

يقول الخبير الأمني رامي أبو زبيدة لـ”قدس برس”: “إن الاحتلال يسعى لضرب أسس المقاومة والصمود، وبالتالي أنظمة المراقبة تعد رافداً مهماً لأجهزة الأمن الإسرائيلية بالصور والأفلام، وهذه الكاميرات تقوم بعملية الرصد والمراقبة القريبة والبعيدة سواء للأحياء أو الشوارع وللمركبات والمنازل والأفراد”.

ويضيف أبو زبيدة “هذا النظام هو عين الاحتلال للجهد الإستخباراتي الفني، ومع الأسف، تعطي دوراً ونتائج كبيرة، الأمر الذي جعل أجهزة الأمن في الضفة الغربية في موقف متقدم لتتبع العمليات والوصول لمنفذيها”.

ويشير إلى أن كل عملية تحصل في الضفة الغربية، يسارع الجيش الإسرائيلي في تتبع ومصادرة كاميرات المراقبة الموجودة في مختلف المناطق والأحياء الفلسطينية، والاستيلاء على تسجيلاتها، وكثيراً ما شاهدنا كشفاً للعمليات التي حصلت خلال الأعوام الماضية، بسبب استطاعة الاحتلال رسم خط سير المنفذين، وكشف شخصياتهم بسبب تقنية الذكاء الصناعي.

وينوه أبو زبيدة إلى أن “الكاميرات تلعب دوراً كبيراً في التحليل والتعقب، إلا أن المشكلة هي مساعدتها في كشف العمليات التي حصلت وليس في منعها، لذلك المطلوب هو سعي المواطنين لتحييد هذه الكاميرات، الموجودة في الغالب على مداخل المدن، وسد كل ثغرة تمكن الاحتلال من النجاح في سياسته، وكل عملية تحصل في الضفة، أصبح عمر منفذيها قصيراً، وخلال ساعات يتم الكشف عنها، وهذا ما جعل حتى وقت المطاردة قليلة مقارنة بالأعوام الماضية”.

الاحتلال كسر جميع الخطوط الحمراء

من جهته قال الناشط الحقوقي هشام الشرباتي: “إن هذه الأنظمة التي ينشرها الجيش الإسرائيلي تعد انتهاكاً لخصوصية المواطنين في أبسط حقوقه التي حفظتها جميع الأنظمة والتشريعات الدولية”.

ويضيف الشرباتي لـ”قدس برس”، “يأتي هذا الانتهاك دون أدنى معايير من الرقابة أو وازع ذاتي، والمعروف أن أنظمة المراقبة والتنصت تحتاج عند وضعها لإذن من النيابة أو القضاء، ولكن الاحتلال يفتقد لكل هذه الأمور، ويمضي في فعل ما يشاء”.

وينوّه إلى أن “هناك أمراً مهماً، وهو متعلق بنا كمجتمع شرقي محافظ، وهذا النظام كما صرح الجنود، يستطيع التصوير حتى داخل المنازل، في انتهاك لخصوصيتنا، وهذا يعد من أفظع الانتهاكات لحقوق المواطنين، ويدل بأننا بحاجة لحماية قانونية، بل لجميع أنواع الحماية، لأن الاحتلال يكسر كل الخطوط الحمراء في التعامل مع الفلسطينيين بذرائع واهية”.

ويؤكد الشرباتي “أن الخطير أيضاً هو أن الاحتلال حوّل المواطن لحقل تجارب لأنظمته الأمنية عن طريق هذه التكنولوجيا، وبعد ذلك يستخدمها لبيعها للأنظمة القمعية والدكتاتورية، ويروج لها بأنها تمت تجربتها بنجاح على الشعب الفلسطيني، وهي تجربة تمت علينا مقابل كسبه عائداً مادياً كبيراً”.

يذكر أن تطبيق “الذئب الأزرق”، هو تطبيق على الهواتف الذكية، بدأ الجيش الإسرائيلي العمل عليه منذ عامين، عن طريق تصوير الجنود لأكبر عدد من الفلسطينيين، مقابل جوائز سخية لتشجيعهم لالتقاط أكبر عدد من الصور، ووضعها في قاعدة بيانات، لتحديد هوية كل فلسطيني، قبل إبراز بطاقته الشخصية.

أما نظام “الخليل مدينة ذكية”، هو نظام تم الانتهاء من العمل به، عن طريق وضع كاميرات ومسح للوجوه، على مداخل مدن وقرى محافظة الخليل، وفي بعض المناطق داخل المدينة، وربطها مع قاعدة بيانات مغلقة.

وتقع مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وعن بُعد 35 كلم إلى الجنوب من مدينة القدس، ويزيد عدد سكانها على 300 ألف نسمة، وتعتبر من أكبر المدن الفلسطينية من حيث عدد السكان.

وعادة ما تشدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها في محيط الخليل القديمة وأزقتها، وتعيق وصول الفلسطينيين إليها بوضع حواجز على مداخلها، الأمر الذي يضعف الحركة داخل أسواقها.

وتاريخياً ظلت البلدة القديمة، القلب النابض لجنوبي الضفة، تعج بالحركة وتنتشر فيها مختلف الأسواق، لكن مع احتلالها عام 1967 بدأت المعاناة، ثم تفاقمت بعد مجزرة المسجد الإبراهيمي عام 1993، حين قتَل مستوطن 29 فلسطينياً خلال صلاة الفجر في شهر رمضان.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *