انخفاض سعر الدولار.. هل سيؤثر على القدرة الشرائية في السوق الفلسطيني؟

شكل الانخفاض المتتالي لسعر صرف الدولار الأمريكي، الذي سجل اليوم الأربعاء 3.13 مقابل “الشيكل”، صدمة لدى عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين، وبشكل خاص من يتقاضون رواتبهم بهذه العملة.

وأثار هذا الانخفاض “الكبير” تساؤلات حول تأثير ذلك على السوق الفلسطيني، والقدرة الشرائية، وأسعار المنتجات المختلفة، وما إذا كان سيستمر الدولار بالانخفاض في المرحلة المقبلة أم لا.

اسباب انخفاض سعر الدولار

وأوضح الخبير الاقتصادي الفلسطيني، محمود سنقرط، أن السبب الرئيسي لانخفاض سعر الدولار؛ هو ارتفاع الشيكل وزيادة قوته، وهذا يعود لأسباب عديدة.

وأضاف سنقرط لـ”قدس برس” أن أهم هذه الأسباب “زيادة الاستثمار الأجنبي في الاقتصاد الإسرائيلي، والارتفاع الكبير في الصادرات الإسرائيلية إلى الخارج، وتدني نسبة التضخم، وإجبار البنك المركزي الإسرائيلي الشركات على شراء 20 في المائة من استثماراتها في الخارج بالشيكل”.

وبيّن أن من الأسباب المهمة أيضاً؛ استثمار شركات أجنبية في “إسرائيل” بقيمة 53 مليار دولار خلال العام الحالي، خاصة في الصناعات التكنولوجية الدقيقة “هاي تك”، بالإضافة إلى “ازدياد الطلب على الشيكل بشكل مطرد؛ بسبب ارتفاع نسبة الصادرات إلى الخارج”.

التأثير على القدرة الشرائية

وقال سنقرط إن “القدرة الشرائية ستتأثر بشكل كبير؛ لأن الاعتماد بالتداول يتم بالدولار، خاصة بموضوع المنح الدولية، وكثير من الموظفين يتقاضون رواتبهم بهذه العملة، ما سيؤدي إلى انخفاض قيمة رواتبهم”.

ولفت إلى أن “عدداً كبيراً من المواطنين يدخرون أموالهم بالدولار الأمريكي، ولذلك فإن قيمة هذه المدخرات ستتأثر أيضاً بشكل ملحوظ”.

أما بخصوص تأثر أسعار البضائع؛ فأكد سنقرط أن “الانخفاض على سعر الدولار لن يؤثر على أسعار البضائع لعدة أسباب، أهمها ارتفاع أسعار الشحن عالمياً، وارتفاع الأسعار في كثير من الدول”.

توقعات باستمرار انخفاض سعر الدولار

من جهته؛ توقع عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في مدينة الخليل، طاهر عابدين، أن يستمر انخفاض سعر الدولار حتى نهاية العام الحالي، معللاً ذلك بانتهاء الخطة التي وضعها البنك المركزي الإسرائيلي، والتي كانت تعتمد على المحافظة على سعر مرتفع للدولار.

وأوضح لـ”قدس برس” أن “هذه الخطة انطلقت مع بداية العام الحالي؛ الذي سجل انخفاضاً واضحاً على سعر الدولار، واعتمد البنك المركزي على شراء ما قيمته 30 مليار دولار، في زيادة مقدارها خمسة مليارات دولار عن العام الفائت”.

وأضاف عابدين الذي يعمل في مجال الصرافة، أن المتضررين بانخفاض الدولار في السوق الفلسطيني سيكونون أقل من المستفيدين؛ “لأننا شعب مستورد وليس مصدراً، ولولا ارتفاع الأسعار عالمياً لشاهدنا انخفاضاً ملموساً على أسعار المواد التموينية والاستهلاكية والكماليات، إضافة إلى الكثير من البضائع التي يشتريها التجار بالدولار”.

ونوه إلى أن سوق العقارات في فلسطين “ربما يشهد ارتفاعاً في الأسعار؛ لأن البيع والشراء يتم بالدولار، مما سيجبر البعض على رفع السعر لتقليل فرق الانخفاض الذي حصل”، مستدركاً: “لكن أسعار العقارات مرتفعة نوعاً ما، خاصة في الخليل، لذلك فإن هذا الارتفاع سيكون قليلاً”.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *