“عرين الأسود” و”كتيبة جنين” هل تصبحان ظاهرة عامة في الضفة الغربية المحتلة؟

يرى مراقبون أن سلطات الاحتلال تسعى للحيلولة دون اتساع ظاهرة انتشار المجموعات المسلحة، التي ظهرت في الأشهر الأخيرة بمدينتي نابلس وجنين (شمال الضفة)، وأهمها “عرين الأسود” و”كتيبة جنين”.
وأشار المراقبون إلى أن أجهزة أمن الاحتلال تبذل قصارى جهودها العسكرية والاستخباراتية، حتى لا تنتقل أعمال المقاومة إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، لاسيما الوسط والجنوب.
حرب إرادة
وقال الكاتب والمحلل السياسي سري سمور إن “ما يجري عبارة عن حرب إرادة بين الفلسطينيين الذين يسعون إلى تمدد الظاهرة، وبين الاحتلال الذي يبذل كل جهده لمنعها”.
ولفت سمور، في حديث مع “قدس برس” أن “الاحتلال حرص خلال انتفاضة الأقصى (2000 – 2005) على اغتيال كل من له علاقة بالصواريخ المصنعة والمهربة للضفة، أو إصدار أحكام عالية جدا لكل من اعتقل، مع بذل جهود عسكرية واستخباراتية مشددة”.
وتوقع اتضاح ملامح المشهد حتى نهاية العام الحالي، مؤكدا أن “ما نشهده من عمليات في مناطق الوسط والجنوب، لا يرقى إلى أفعال عرين الأسود أو كتيبة جنين، ولا يمكننا الحكم عليها الآن”.
وشدد سمور على أن “الأمر بحاجة إلى إرادة وقرار فصائلي، وتخطيط جيد، وحاضنة شعبية للظاهرة، وحيادية لاتساع الظاهرة، وكسر حاجز الصمت”.
تفاؤل مشروط
وبدا الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي معتصم سمارة، أكثر حذراً من التعامل مع الحالة التفاؤل وإمكانية انتقال الظاهرة لباقي الضفة الغربية، وتمددها لمدن جديدة، مشيرا إلى أن الظروف في مدينتي نابلس وجنين تختلف عن غيرها.
ورأى سمارة أن “الجغرافيا تلعب دورا كبيرا، فبيئة مخيم جنين والبلدة القديمة بنابلس، وإمكانية وسرعة التخفي للمطاردين في أروقتها سهّل وجودها في هاتين المدينتين، وهذا عدا عن وجود حاضنة شعبية لها هناك” وفق ما يرى.
وشدد على أن “السلطة الفلسطينية تعارض وجود هذه الظاهرة، وتحاربها بكل الوسائل والطرق، حتى لو وصل الأمر إلى مرحلة الصدام مع الجماهير، كما حصل في نابلس بعد اعتقال المطارد مصعب اشتيه”.

ارتفاع رصيد التأييد الشعبي
ومن جهته، قال الكاتب والناشط تامر سباعنة إنه “مع بدايات العمل المقاوم في جنين، من خلال كتيبة جنين، كان تخوف الاحتلال انتقال الحالة إلى باقي مناطق الضفة”.
وأردف سباعنة أنه “خلال فترة قصيرة بدأت عمليات الاشتباك وإطلاق النار على جنود الاحتلال حال دخولهم بعض مناطق الضفة، كطوباس وسلواد وقباطية والفارعة، وبعد ذلك أعلن عن تشكيل عرين الأسود في نابلس لتتحول جنين ونابلس إلى نقاط ساخنة عند الاحتلال ومواقع اشتباك متواصل”.
وأكد أنه “مع تقدم العمل المقاوم، وخاصة عرين الأسود، وتحول مقاتليها من داخل نابلس إلى آخرين يخرجون لتنفيذ عمليات ناجحة ضد جنود الاحتلال على الحواجز والشوارع، ارتفع رصيد التأييد الشعبي للعرين والمقاومة بشكل عام، وبات الحديث لماذا لا تنتقل إلى باقي الضفة”.
ورجّح إمكانية انتقال الظاهرة لباقي مدن الضفة، “في ظل انغلاق الآفاق السياسية، وتصاعد جرائم الاحتلال، وتزامنا مع الحالة الاقتصادية المتردية، وحالة الإحباط التي يعيشها المجتمع الفلسطيني”.
يشار إلى أن وتيرة تهديدات الاحتلال تصاعدت في الآونة الأخيرة، باستهداف مجموعة “عرين الأسود” بنابلس، والحصار المشدد للمدينة، كأحد وسائل محاربتها.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *