قراءة في نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية بالضفة الغربية

انتهت يوم أمس السبت، انتخابات المجالس المحلية في مرحلتها الثانية والتي شملت المدن الكبرى في الضفة الغربية، وبلغت نسبة المشاركة النهائية 52,8 في المئة، وفقا لما أعلنته لجنة الانتخابات المركزية في السلطة الفلسطينية.

وأعلن رئيس لجنة الانتخابات، حنا ناصر، عن نتائج الانتخابات النهائية ظهر اليوم الأحد. وشملت المرحلة الثانية من تلك الانتخابات المدن الكبرى بالضفة الغربية (رام الله، البيرة، الخليل، نابلس، جنين، طولكرم، قلقيلية، أريحا، بيت لحم، طوباس، وسلفيت).

و قال استاذ العلوم السياسيه بلال الشوبكي، تعليقا على نتائج الانتخابات، إن سنوات الملاحقة والتضييق وتقييد الحريات أثمرت دوائر أصبحت تتجه نحو العشائر لحمايتها من هذه الضغوط “وحلت العشائر بشكل سلس وتلقائي بدل الفصائل، ولذلك أصبح على الأحزاب التعامل مع العشائر لتلقي الدعم منها ونيل أصواتها” وفق ما يرى.

ويعزي الشوبكي، هو عضو في الجمعية الأمريكية للعلوم السياسية، في حديث مع “قدس برس”، سبب عدم توجه نصف الذين يحق لهم الاقتراع للتصويت، إلى “المحاولات العديدة لخلق فلسطيني غير مبالي بالأحزاب أو الحياة السياسية، وهذا نجح ولو بنسبة قليلة .. ووجود تيارات لا تؤمن بضرورة المشاركة في الإنتخابات مثل حزب التحرير في الخليل، وربما لديهم قرار داخلي بعد المشاركة يستند لرأي فقهي”.

وطالب الشوبكي، السلطة الفلسطينية “إعادة النظر في سياساتها السابقة، لأنها لم تستطيع خلال سنوات طويلة تحقيق النجاح في تعاملها مع خصومها .. حينما حاولت إلغائهم من أي وجود على الساحة السياسية، وأثبتوا وجودهم وخاصة الإسلاميين واليساريين” وفق ما يرى.

بدوره يرى الباحث الفلسطيني عدي جعار، أن نتائج الانتخابات، أظهرت برغماتية حركة “حماس” ونواة جبهة وطنية متطورة بتحالفها مع “الجبهة الشعبية لحرير فلسطين”.

وأوضح جعار لـ “قدس برس”، إن “شعبنا متحزب، وعليه يصعب على أي قائمة مستقلة أو قائمة كفاءات تحقيق فوز”، مشيرا إلى أن قوائم التنكوقراط في نابلس وطولكرم والخليل لم يفوزوا بأي مقعد.

وتابع قائلا “بعد انتخابات نقابة المهندسين (في آب/أغسطس 2021 وفوز قائمة العزم المشكلة من حماس والجبهة الشعبية)، ثم مجلس طلبة بيت لحم (فازت الجبهة الشعبية على فتح)، وآخرها نتائج الأمس (الانتخابات المحلية)، يبدو أن توافق (حماس) و(الجبهة الشعبية) سيكون له أبعادًا أكبر في الاستحقاقات القادمة، وستكون لهم كلمة الفصل في الكثير من المناسبات القادمة” على حد قوله.

وأشار جعار إلى تتويج القيادي في حركة “فتح” تيسير أبوسنينة رئيسا لبلدية الخليل، بدعم من حركة “حماس”، مشيرا إلى استغلال الأخيرة لخلاف بين أبوسنينة وحركته لدعم فوزه.

واعتبر جعار، أن “أجمل ما حدث بالأمس (يوم الانتخابات) هو تتويج الأسير إسلام الطويل، رئيسًا لبلدية البيرة، وهو الذي بعث برسالة من السجن قال فيها سأصبح رئيسًا لبلدية البيرة غصبًا عن الاحتلال وقد كان”.

وأشار إلى أنه، بالرغم من الفوز المنقوص لحركة “فتح” في بلدة “بيتا” (بفارق مقعد عن حماس)، إلا أنه يعتبر الفوز الأهم لهم “وذلك لما تحمله بيتا في الفترة الأخيرة من قيمة جعلتها شعلة المقاومة الشعبية وأقونتها”.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *