مراقبان: بعض المكتسبات “السطحية” دفعت السلطة للمشاركة بقمة العقبة

اعتبر محللان سياسيان، أن نتائج قمة العقبة الأمنية جاءت استجابة للمتطلبات الأمنية الإسرائيلية، وهي نتاج ضغوط أمريكية إقليمية بعيدة عن تطلعات الشعب الفلسطيني.

وقال أستاذ الإعلام في جامعة النجاح في نابلس، فريد أبو ضهير لـ”قدس برس”: “البيان الختامي لقمة العقبة قائم على ضغوط أمريكية بإيعاز إسرائيلي؛ لاحتواء الأحداث في الضفة الغربية خاصة في نابلس وجنين (شمال الضفة)”.

وأضاف: “بسبب الوضع غير المستقر والمتأرجح للسلطة، فإنها تطمح أن تحصل على مكاسب تقلل من الاهتزازات التي تتعرض لها نتيجة الأوضاع الاقتصادية، والضغوط الإسرائيلية”.

وتابع: “لذلك عندما وجدت السلطة أن هناك بعض الأمور التي قد تحقق لها مكاسب، ليس على مستوى القضية، بل على مستوى الوضع الظاهري المعيشي للناس؛ قبلت المشاركة بالقمة، واعتبرته مكسبا لها”.

وشدد على أن البيان الختامي للقمة جاء استجابة لوضع أمني تعيشه دولة الاحتلال، مستدركا بالقول “لكن سبقه وضع أمني سيء جدا بالنسبة للفلسطينيين”، مضيفاً، “عندما يمس الوضع كيان الاحتلال، تتحرك دول العالم مباشرة لإنقاذه”.

ويرى أبو ضهير أن قبول السلطة بصيغة البيان الختامي للقمة جاء بضغوط أمريكية وأوروبية وعربية.

وقال: “لا أعتقد أن هناك أي ضغوط على الاحتلال الإسرائيلي بخصوص البيان الختامي، فصيغته مرنة جدا، لا سيما فيما يخص موضوع الاستيطان، حيث يشير إلى مناقشة وقف الاستيطان لمدة أربعة أشهر وليس وقفه”.

ويرى بأن تأثير القضايا الأمنية على الفلسطينيين ليس بالأمر السهل، و”تهدف إلى خنق المقاومة سواء من الناحية المالية أو المعيشية، والضغط على عائلات الشهداء”.

وأشار إلى أن الجيل الجديد الذي خرج مؤخرا لم يشهد انتفاضة ولا اتفاق أوسلو، ولم يشهد أي تحركات سياسية “لكنه يعيش تحت احتلال يحكمه بالحديد والنار والدم، ولذلك ثار ضده”. حسب قوله.

واعتبر أن مكاسب السلطة من القمة هي “سطحية” تتمثل في منع توغل الاحتلال للمدن الفلسطينية، لكن ثمن ذلك تسليم المقاومين أو قمعهم.

وقال: “المعادلة هي لصالح الاحتلال في النهاية، فالاحتلال لا يدخل المدن الفلسطينية في الضفة كنابلس وجنين للتنزه؛ إنما لقمع هؤلاء الشبان”.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي” محمد مصطفى شاهين: أن نتائج “قمة العقبة” المعلنة غير واضحة، فهي للاستهلاك الإعلامي الفلسطيني.

وأضاف شاهين لـ”قدس برس: “النتائج الحقيقة للقمة محاربة المقاومة واستئصالها من خلال برامج صهيو أمريكية يتم صياغتها من خلال خطة الجنرال الأمريكي مايكل فينزل، والتي هي امتداد لسياسة تدجين الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، وحرف بوصلتها من أجل محاربة عناصر المقاومة”.

وأشار الى أن دولة الاحتلال وعلى لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، تصر على استمرار الاستيطان، بعد ساعات من تأكيد البيان المنسوب للقمة بوقف الاستيطان وتخفيض التوتر.

وقال شاهين: “الاحتلال يريد إخماد نيران الثورة في الضفة دون تقديم تنازلات، وهو ما شاهدناه من استمرار اعتداءات المستوطنين على شعبنا الفلسطيني ودعوة (وزير أمن الاحتلال المتطرف) إيتمار بن غفير لإقرار مشروع قانون إعدام منفذي العمليات الفدائية”.

وأضاف: “جل الفلسطينيين يرفضون مسار قمة العقبة ويعتبرونها خيانة لدماء الشهداء، وقد جاء الرد عليها بعملية حوارة البطولية، التي أكدت تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة في وجه الإجرام الصهيوني المستمر”.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي أن حالة الرفض الفصائلية الكبيرة للقمة، تؤكد أنها جاءت بعيدة عن تطلعات الشعب الفلسطيني، وأن نتائجها لن تخدم إلا الاحتلال، قائلا “المنتظر من هذه القمة هو تعزيز التنسيق الأمني، ومحاربة المناضلين وملاحقتهم في استمرار لسلوك السلطة المستمر في مسيرة التسوية العبثية”. حسب تعبيره.

واحتضنت مدينة العقبة الأردنية، الأحد الماضي، قمة أمنية خماسية، بمشاركة وفود من الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال ومصر والأردن والسلطة لفلسطينية.

وتمخض الاجتماع عن “الإعلان عن اتفاق الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بوقف الإجراءات أحادية الجانب لأشهر محددة”.

وبحث المشاركون مطلب الجانب الفلسطيني بوقف “العقوبات الإسرائيلية” على السلطة الفلسطينية (في إشارة إلى احتجاز الاحتلال لأموال المقاصة الفلسطينية)، وتناولوا مسألة “وقف البناء في المستوطنات في الضفة الغربية لحين انتهاء شهر رمضان فقط”.

ويعد اجتماع العقبة بمثابة أول لقاء معلن بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، منذ توقف مفاوضات التسوية عام 2014.

Source: Quds Press International News Agency