آلاف الفلسطينيين واللبنانيين يودّعون شهداء مجزرة مخيم برج الشمالي

وسط هتاف “يا أم الشهيد نيّالك يا ريت أمي بدالك”، الذي صدحت به حناجر آلاف الشبان الفلسطينيين واللبنانيين، شيعت حشود كبيرة، اليوم الثلاثاء، جثامين الشهداء الثلاثة، الذين ارتقوا في حادثة إطلاق عناصر مسلحة من حركة فتح، النارعلى موكب تشييع الشهيد الشاب حمزة شاهين، بمخيم البرج الشمالي، الأحد الماضي.

وجاب موكب تشييع الجنازة، شوارع مدينة صيدا (جنوب لبنان)، قبل أن تواري جثامين الشهداء: عمر السهلي، محمد طه، وحسين الأحمد.

“زفة شهيد”

بدمعتين ووردة، وجملة “يَمَّا يا شهيد يا عُمر”، ودّعت أم الشهيد عمر السهلي، ابنها “العريس” محمولاً على الأكتاف، والنسوة حولها، هذه تزغرد وهذه ترشه بالورود، وأصوات النشيد تصدح في محيط المنزل بمخيم المية ومية (جنوب لبنان)، في “زفة تليق بشهيد”.

من “أم شهيد” إلى “أم شهيد”

وفي مشهد “يليق الفلسطيني”، خاطبت أم الشهيد عمر السهلي، نظيرتها أم الشهيد حسين الأحمد، قائلة: “فينا نغيّر القدر؟ فينا نرجعهم؟ لا اعتراض على حكمك يا رب، قولي الحمدلله يا حبيبتي، قولي الحمدلله، ربنا بصبّر وبعين، أُسجدي لله وقولي الحمدلله، ابني وابنك شهداء، ما حدا بنال الشهادة بالهويّن، ولادنا نالوها وكانوا كتف ع كتف يا حبيبة قلبي، الملائكة عم تستقبلن بالمقبرة يا حبيبتي، الله يصبّرنا”.

نيل الشهادة شرف

بدوره، قال عادل الأحمد، الشقيق الأكبر للشهيد حسين الأحمد:”أوّجه رسالة للشعب الفلسطيني ولرفاق درب أخيه، باسمي وباسم عائلتي، نتشرّف ونرفع رؤوسنا عالياً أن الله اصطفى من بيننا شهيداً عاش في سبيل الله، ودعا الله أن يكرمه بالشهادة، ونالها بصِدقِ”.

وأضاف: “القَتَلة يريدون تدمير مخيّماتنا وأن يشعلوا الفتنة، ولكن يأبى الله إلا أن يُتمّ نوره وينصر المؤمنين ويثبتهم”.

طفلة الشهيد توّدع أباها

فيما كان لافتا للانتباه، طفلة الشهيد “محمد طه” وهي تسير في جنازة والدها، في مشهد “يدمي القلب ويبكي العين وتقشعر لها الأبدان حزناً على استشهاد والدها الذي فارقها”، وفقا لمشاركين في التشييع.

وأفاد مرسل “قدس برس”، أن “حالة من الذهول انتابت الطفلة، وهي تتلفت يميناً ويساراً، وترمق بعينيها السوداوتين جميع المتواجدين حولها، فيما الكل يتوجه إليها وهو فى حالة بكاء شديد ويحتضنها”.

وألقى ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في لبنان أحمد عبد الهادي، كلمة قال فيها: “منذ فترة ليست بعيدة ونحن نتوقّع أن يكون هناك مشاريع تنفذ في المخيمات لتوتيرها وتسليط الضوء على سلاحها وتهجير أهلها”

وتابع: “كنّا نتساءل أين ستكون الضربة، وكانت في مخيم البرج الشمالي، القتلة معروفون بالنسبة لحماس، وقد زودنا الأجهزة اللبنانية بالأسماء ولازلت لدينا أسماء سنزودها بها”.

وأكد عبد الهادي أن “مجموعة تنتسب إلى الأمن الوطني الفلسطيني، ترتبط بمشاريع ليس لها علاقة بشعبنا ولا بمخيماتنا ولا مشروعنا المقاوم ضدّ الاحتلال”، وتابع: “لن نسكت على دماء الضحايا وسنلاحق القتلة ونقاضيهم”.

وقال المسؤول الاعلامي للجماعة الإسلامية في صيدا، أحمد سعدية: “ودّعنا اليوم أقماراً ثلاثة، بالفعل هم أقمارٌ أعلامٌ نجومٌ بين أقرانهم، شهِدت لهم المساجد وحلقات الذكر والعلم الشرعي وحفظ القرآن الكريم، تقبّلهم الله عز وجل والحقنا بدربهم وجمعنا بهم في علّيّين”.

وأضاف: “الحمد لله تعالى ان حركة حماس (..)، استطاعت إفشال المخططات الفتنوية الخبيثة التي تستهدف الوجود الفلسطيني في المخيمات، وأثبتت أنها الأحرص على الدم والثوابت الوطنية”.

وشدد سعديّة على “محاسبة المجرمين الغادرين بشكل عاجل، وإنزال أشد العقاب بحقّهم”.

وتابع: “شكّلت جنازة الشهداء عرساً وطنياً جامعاً، وكانت أكبر وأوضح ردٍ على المؤامرات الاجرامية التي لا تخدم الا العدو الصهيوني”، مؤكدا “سنسير في الدرب الشهداء حتى ندخل المسجد الأقصى المبارك محرّرين فاتحين باذن الله”.

وأشار الناشط الشبابي، عبيدة إبراهيم، إلى أنّ الحشود الكبيرة في تشييع الشهداء “تظهر تمسّك الشعب الفلسطيني بطريق النضال والكفاح والمقاومة”، و”هي رسالة دعم ومواساة لأسر الشهداء وتأكيد على شرعية المقاومة، وفي المقابل تمثل رسالة للعدو بأنّ الشعب الفلسطيني لا يستسلم مهما تعرض للقتل والتشريد على يده او يد أذنابه من المأجورين والعملاء”.

وشارك في التشييع، قادة فصائل فلسطينية وأحزاب لبنانية وعلماء شرعيين، بحضور مفتي صور الشيخ مدرار الحبال ومفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، وجمهور من أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *