الشرطة الفلسطينية تواصل اعتقال أطفال بتهمة دوس راية “فتح”

لليوم الثالث على التوالي يواصل جهاز الشرطة التابع للسلطة الفلسطينية اعتقال الأطفال مؤمن احمد صوافطة (11 عاما)، (أفرج عنه لاحقا)، وكريم ماجد أبو عليان، ومازن نادر صوافطة، وهما في الثالثة والرابعة عشرة من عمرهما، في قسم الأحداث التابع لشرطة محافظة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، بتهمة الدوس على راية حركة “فتح” مساء الأربعاء الماضي 17 آب/أغسطس، خلال حفل استقبال أسير محرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وكان مقطع فيديو قد انتشر للأطفال الثلاثة وهم يقفزون فوق راية لحركة “فتح” ملقاة على الأرض في حفل استقبال الأسير المحرر فراس صوافطة، الذي أفرج عنه بعد اعتقال دام ثمانية عشر عاما في سجون الاحتلال.

وقد استدعت الشرطة الأطفال الثلاثة في الليلة ذاتها، وسجلت إفادتهم، وعادوا في اليوم التالي، ليتم إبلاغ ذويهم أنهم قيد الاحتجاز، وجرى عرضهم على النيابة العامة الفلسطينية، التي أفرجت عن أصغرهم ومددت الآخرين مدة 15 يوما. وقال ماجد أبو عليان والد الطفل كريم لـ “قدس برس” إن اعتقال نجله مرفوض “وهناك من تعمد نشر الفيديو وتضخيم الأمر لأهداف معينة” على حد تعبيره.

وتابع “أكد لي ابني إنه لم يقصد الإساءة لحركة فتح، فقد كانت الراية ملقاة على الأرض، وقفزوا فوقها ثم قام أحدهم برفعها”.

وأشار إلى أنه كان من المفترض أن يتم اطلاق سراح الأطفال يوم الخميس الماضي، لكنه فوجئ بتمديد اعتقالهم وجرى نقلهم إلى سجن الأحداث التابع لقسم وحدة حماية الأسرة في جهاز الشرطة التابع للسلطة.

من جهته يؤكد نادر صوافطة والد الطفل مازن أن ما جرى “أخرج عن سياقه” وأن الأطفال قاموا بذلك دون أي توجيه من أحد، “فحفل استقبال الأسير كان عبارة عن عرس وطني شارك به الكل الفلسطيني”.

واعتبر أن هناك “من هو معني بتحوير القضية لمأرب حزبية”، مشيرا إلى أنه حضر جلسة الاستجواب الأولى مع نجله التي أنكر فيها أن أحدا طلب منه فعل ذلك.

ووفق المعلومات التي حصل عليها مراسل “قدس برس” فإن التهمة التي وجهت للأطفال هي إثارة النعرات الطائفية، وهي ذاتها التي توجه إلى الغالبية العظمى من المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، إضافة إلى تهمة إهانة العلم.

وكتب معاذ نادر صوافطة، شقيق الطفل مازن على حسابه في موقع “فيسبوك” ما قال إنه “بيان للرأي العام بخصوص اعتقال أخي، حيث تم تصويره وهو يقوم بالدعس على راية الأخوة في حركة فتح”.

وتابع “ما فعله أخي مازن ليس بتحريض من أحد، ولا أنه تلقى تربية بالحقد عليكم كما ادعى بعض الأشخاص الذين يحبون إثارة الفتن، بل تصرفات أجهزتكم الأمنيه (في السلطة الفلسطينية) هي التي زرعت الكره والبغضاء لكل فرد في العائلة ولكل شخص تعرض للظلم من عناصر الأجهزة، الذين كانوا يقتحمون بيتنا ويعتقلون والدي”.

واضاف “هل سألتم أنفسكم كيف لطفل صغير يسأل والدته عن أبيه وترد عليه أنه معتقل لدى السلطة الفلسطينية وسيعود قريبا، كيف ستكون حالته النفسية وأبيه معتقل عند أهل جلدته وأبناء وطنه، وعلى ماذا ستبنى شخصيته، هل على حبكم لاعتقال والده؟!”.

وسبق أن منعت الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية رفع رايات حركة “حماس” في أكثر من حفل لاستقبال أسرى محررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وغالبا ما يتعرض حاملها للملاحقة والاعتقال.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *