الطفل ريان رغم إصابته: لن نسمح للمستوطنين بالسيطرة على “جبل صبيح”

يرقد الطفل ريان عديلي “12 عاماً” على أريكة وسط بيته، إذ لا يقوى على الوقوف إلا بمساعدة والده، الذي يشرف أيضاً على تضميد عينه اليسرى، بعد أن أصيب في أجزاء مختلفة من جسمه، إثر انفجار عبوة من مخلفات الاحتلال خلال وجوده على “جبل صبيح” في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، الأسبوع الماضي.

يقول الطفل عديلي لـ”قدس برس”: “كنت مع رفيق لي، وحاولنا سحب إطار مطاطي لحرقه، فوقع انفجار ضخم، ووجدت نفسي على الأرض، ووجهي تخضبه الدماء، وكذلك قدمي اليمنى، ولأنني كنت أقرب، كانت إصابتي أشد من صديقي”.

هب الشبان الموجودون في المكان لإسعافهما، حينها فقد ريان وعيه ولم يستيقظ إلا والأطباء فوق رأسه في مركز طبي في بلدته.

يقول علاء عديلي والد ريان: “كنت في بيتي، فاتصل أبي وسألني عن حال ريان، فقلت له إنه يلهو مع أصحابه. فعلم والدي أنني لا أعرف ما الذي حل به، فأخبرني أنه أصيب”.

ويضيف لـ”قدس برس”: نزل عليّ النبأ كالصاعقة، فذهبت إلى المركز الطبي، فكان العشرات يتجمهرون على بابه، حينها اعتقدت للوهلة الأولى أنه استشهد، دخلت إلى الغرفة التي يرقد فيها، فوجدته في حالة صعبة، وطلب الأطباء نقله إلى مستشفى الحكومي في نابلس، ليتبين أنه أصيب بشظية في عينه، وهو بحاجة إلى عملية جراحية لإزالتها، وشظية في صدره بعمق 1 سم، وقد أزيلت”.

لكن الطفل عديلي لا يأبه لما أصابه، يقول بلهجة التحدي: “ما رح نسمح لهم (لن نسمح للمستوطنين) يحتلوا الجبل. أنا بخير، وما رح تمنعني إصابتي من الذهاب إلى هناك”.

ويعلق والده قائلاً: “رغم صغر سنه إلا أن ريان يدرك تماماً المعركة مع الاستيطان، وقد شارك في كل التظاهرات تقريباً، ولم يتغيب إلا عن واحدة عندما كان مريضاً، والثانية اليوم لأنه جريح”.

ويشهد “جبل صبيح” بشكل شبه يومي مواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين المحميين من جيش الاحتلال الإسرائيلي، تزداد عنفاً يومَي الجمعة والسبت، وقد أسفرت عن شهداء وعشرات الجرحى والأسرى.

ويقع “جبل صبيح”، قرب مفترق “تفوح”، ويتوسط القرى الفلسطينية بيتا وقبلان ويتما، وقد أقيمت عليه البؤرة الاستيطانية “أفيتار”، نسبة للمستوطن “أفيتار بوروفسكي” الذي قتل في عملية إطلاق نار قرب مفترق زعترة العام 2013.

وتبلغ مساحة الجبل مئات الدونمات وتعود ملكية الأراضي فيه، والمصنفة جميعها كمناطق “ج”، لأهالي القرى الثلاث.

ومنذ اليوم الأول من إقامة البؤرة، تصدى أهالي القرى الثلاث، للمخطط الاستيطاني، حتى تحوّل جبل صبيح، وبشكل متسارع، إلى أبرز المواقع التي تشهد مقاومة شعبية واسعة النطاق.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *