تنديد فلسطيني بهدم منزلين لعائلة صالحية في حي الشيخ جراح بالقدس

لاقى هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، منزلين لعائلة “صالحية” في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، تنديدًا فلسطينيًا واسعًا.

وأدانت رئاسة السلطة الفلسطينية، هدم المنزلين، معتبرة ذلك “بمثابة جريمة حرب، تتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تداعياتها الخطيرة”.

وطالبت الرئاسة، الإدارة الأميركية، بـ”تحمل المسؤولية، والتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء شعبنا في القدس، وتحديداً حي الشيخ جراح”، داعية إلى “الإسراع بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لسياسة تمييز عنصري لم يشهد لها العالم مثيلاً”.

جريمة حرب

من جهته؛ قال وزير شؤون القدس الفلسطيني فادي الهدمي، إن “جريمة إخلاء وهدم منزل عائلة صالحية بحي الشيخ جراح، تجمع ما بين التهجير القسري والتطهير العرقي بموجب القانون الدولي والإنساني”.

وأشار إلى أن “حكومة الاحتلال ضربت عرض الحائط بالمواقف الرافضة لجريمة الإخلاء والهدم، التي عبر عنها ممثلو الدول الأوروبية والغربية عند تضامنهم مع العائلة”، داعيًا المجتمع الدولي لـ”التحرك السريع والعاجل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، كخطوة أولى نحو إنهاء الاحتلال”.

وفي السياق ذاته، اعتبرت محافظة القدس هدم منزل صالحية وتشريد أفراد عائلته “جريمة حرب جديدة بحق الشعب الفلسطيني والإنسانية جمعاء”.

وقالت المحافظة في بيان صحفي تلقته “قدس برس” إن “إسرائيل تصر على أن تكشف لنا كل يوم عن وجهها العنصري اللاإنساني البشع”.

ودعت إلى التدخل الدولي الفوري لوقف ما وصفتها بـ”العملية المسعورة” التي ستطال جميع منازل الحيّ، “والبداية كانت بمنزل صالحية”.

وعبرت المحافظة عن استيائها من الصمت العربي والدولي إزاء كل ما تقوم به حكومة “إسرائيل” من جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.

وأكدت على عدم ترك أهالي الشيخ جرّاح وحدهم “والالتفاف حولهم، والرباط في منازلهم، لمنع آلة البطش الإسرائيلية من أن تطال المزيد من المنازل، وتشرد المزيد من المقدسيين”.

دعوة للرباط والنفير

وقال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس، محمد حمادة، إن “جريمة هدم منزل صالحية واعتقال المتضامنين معهم، استمرار لحرب الاحتلال الشعواء على الوجود المقدسي”.

وأضاف: “عمد الاحتلال إلى التسلل فجرًا، وتحت جنح برد القدس القارس والظلام، ليلتف على الموقف البطولي والريادي من عائلة صالحية الكرام في تحدّي قرار الهدم، والرباط فوق منزلهم”.

وأكد أن “هذه الجريمة الصهيونية لن تكسر عزيمة الصمود لأهلنا في القدس، ولن تزيد هذه الممارسات الإجرامية أهل القدس إلا وقودًا لاستمرار المواجهة مع الاحتلال، وتصعيد المقاومة بكل أشكالها”.

ودعا حمادة أهل القدس إلى النفير وحماية المنازل المهددة بالهدم عبر الرباط فيها، والتصدي لآلة الحرب الإسرائيلية، وقال إن “هذا السلوك الإجرامي للاحتلال ضد أهلنا في القدس، يضع أمتنا العربية والإسلامية، وكل المنظمات الإنسانية، وأحرار العالم، أمام مسؤولية كبرى لوقف هذه الجريمة”.

مشروع إرهابي

من جانبها؛ قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن “هدم قوات الاحتلال بيوت أبناء شعبنا في الشيخ جراح، والتي كان اَخرها هدم منزل عائلة صالحية، يمثل عدوانًا خطيرًا يمس بكل أبناء الشعب الفلسطيني”.

ولفت المتحدث باسم “الجهاد” عن الضفة الغربية، طارق عز الدين في تصريح تلقته “قدس برس” إلى أن “عائلة صالحية قدمت نموذجًا مشرفًا في الصمود والرباط والتحدي لقوات الاحتلال”.

وحذرت الحركة من تصاعد عمليات الهدم والمصادرة التي ينفذها الاحتلال في مدينة القدس، مؤكدة أن ما جرى هو جزء من مشروع الاٍرهاب والمخطط الاستيطاني الذي يستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة.

حافز لإنجاز حوار الجزائر

وحذرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، من خطورة استمرار الاحتلال في تنفيذ مخطط التهويد والهدم بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، داعيةً إلى تصعيد المقاومة بكافة أشكالها ضد المحتلين.

وقالت “الشعبية” في بيان تلقت “قدس برس” نسخة عنه، إن “تغيير التكتيك الاحتلالي بالاستهداف الجزئي والقضم البطيء لحي الشيخ جراح، يستهدف إضعاف وإجهاض التضامن الأممي والمحلي”.

ورأت أن “استمرار التغول الصهيوني، من خلال الاستناد لقرارات محاكمه، التي تشرّع عمليات الهدم والتهويد وهدم المنشآت والممتلكات، يستدعي من المجتمع الدولي العمل على إنفاذ القانون الدولي وما صدر عنه من قرارات ذات صلة بالحقوق الفلسطينية”.

ودعت الجبهة الشعبية، الفصائل الفلسطينيّة كافة، وخاصة حركتي “فتح” و”حماس” إلى توفير البيئة المطلوبة لإنجاح الجهود الجزائرية الجارية لإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة الوطنيّة.

واعتبرت أن ما جرى من هدم لمنزل عائلة صالحية، فجر اليوم الأربعاء، بحي الشيخ جراح، واعتقال المتواجدين فيه، حافزًا لإنجاح حوار الجزائر، وحشد كل الطاقات لمقاومة المخطط الصهيوني إزاء الحي والحقوق الفلسطينيّة.

وكانت قوات الاحتلال قد أقدمت فجر اليوم، على هدم منزل عائلة صالحية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، واعتقلت 26 شخصًا من أفراد العائلة ومتضامنين معهم.

وكان “صالحية” يتحصن في منزله مع عدد من أفراد أسرته، وأصدقائه، ومتضامنين أجانب، منذ الإثنين الماضي، في محاولة للحيلولة دون إقدام سلطات الاحتلال على هدمه.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *