خبيران: نتنياهو أمام تحديات محلية ودولية في حال تشكيل حكومة يمينية متطرفة

رجح خبيران فلسطينيان، اليوم السبت، أن يواجه زعيم المعارضة ورئيس حزب الليكود الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الكثير من التحديات الدولية والمحلية، في حال أقدم على تشكيل حكومة يمينية متطرفة، بعد الفوز الذي حققته كتلته في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.

وقال الخبير والمختص في الشأن الإسرائيلي، عاهد فروانة، إن “نتنياهو عاد إلى سدة الحكم في (إسرائيل)، بعد عام ونصف العام من الغياب عنها، لكنه عاد هذه المرة بقوة”.

الحكومة اليمينية ومصالح نتنياهو

وأضاف فروانة لـ”قدس برس” أن “نتنياهو يستطيع الآن تشكيل حكومة مستقرة -نوعًا ما- ولكن المشكلة الكبيرة التي سيواجهها هي أن الحكومة ستكون يمينية متطرفة فاشية، وبالتالي ستصعب عليه بعض الأمور، لا سيما على المستوى الخارجي”.

وأكد أن زعيم الكتلة اليمينية “سيجد صعوبة كبيرة في تسويق حكومته الجديدة دوليًا، لا سيما بعد تخوفات الولايات المتحدة الأمريكية من صعود (نائب الكنيست المتطرف) إيتمار بن غفير”.

ورجّح فروانة أن “يُقدم نتنياهو مصلحته الشخصية على المصلحة العامة فيما يخص تهربه من المحاكمات، وسنّه لقوانين تجعله يتهرب من الملاحقات القضائية التي تطارده منذ سنوات، لذلك من الممكن أن يفضل خيار الحكومة اليمينية”.

وأردف قائلاً إن “ذلك سيخلق تصادمات لنتنياهو مع الويات المتحدة، لا سيما وأن علاقته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ليست على ما يرام”.

وحذر المختص بالشأن الإسرائيلي من أن “الضفة الغربية والقدس المحتلتين ستشهدان تشديدًا في العمل على زيادة وتيرة الاستيطان، بالإضافة إلى تصاعد في سن القوانين العنصرية تجاه العرب”.

وأوضح أن “نتنياهو عمل خلال الحقبة السابقة على سن مجموعة من القوانين، أبرزها قانون القومية، لذلك فإنه من المتوقع أن يُسن المزيد من هذه القوانين”.

“السلام الاقتصادي” والوضع الأمني

ورأى فروانة أن نتنياهو “سيعمل على منح (السلام الاقتصادي) أولوية، إلى جانب منح بعض الامتيازات الاقتصادية للمناطق التي يصنفها أنها (هادئة)”، مشيرًا إلى أن ذلك “ربما يجعله يتهرب من بعض الالتزامات السياسية”.

واستدرك أن “نتنياهو يترقب عودة حليفه ترامب إلى البيت الأبيض في الانتخابات الأمريكية المقبلة”، مشيرًا إلى أن “عودة ترامب ستكون أكبر هدية لنتنياهو، لذلك سيحاول العمل في المرحلة المقبلة على حرق الوقت مع الإدارة الأمريكية إلى حين عودة إدارة ترامب، اذا تمكن من العودة مجددًا”.

بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد مصطفى شاهين أن “الوضع الأمني في الضفة الغربية والقدس، وتصاعد العمليات الفدائية، سيكون أبرز التحديات التي ستواجه نتنياهو وحكومته المقبلة”.

وبيّن شاهين لـ”قدس برس” أن “تشكيل حكومة تضم متطرفين يمينيين سيجعل فرصة التصعيد العسكري أكبر على كل الجبهات، وفي كل الساحات، سواء في الضفة الغربية أو الداخل المحتل أو غزة أو لبنان”.

واضاف أن “المشهد الفلسطيني، وانتفاضة الضفة في وجه الاحتلال، والغضب الفلسطيني الشعبي المتنامي ضد الفشل الكارثي لمسار التنسيق الأمني التفاوضي، عوامل لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا لأي حكومة يمينية”.

وأشار إلى أن هذه العوامل تأتي “وسط تعاظم دور المقاومة التي تؤمن بالنضال الوطني الجهادي كسبيل حقيقي لاستعادة الحقوق، أمام عدو صهيوني عنصري يختار الإرهاب سياسة دولة في مواجهة الحقوق الفلسطينية، مما قد يوجه السلطة الفلسطينية للسير باتجاه تحقيق المصالحة مع حركة حماس”.

واعتبر المحلل السياسي أن “صعود نجم المتطرف بن غفير يؤكد أن هناك ثمنًا أمنيًا لوجود اليمين المتطرف في الحكم”، لافتًا إلى أن “وجود بن غفير وغيره من المتطرفين اليهود سيزيد احتمالات اشتعال الساحة في المسجد الأقصى وبالتالي في المجتمع العربي”.

وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية التي جرت الثلاثاء، فوز كتلة نتنياهو بـ64 مقعدًا، ما يضع بين يديه أغلبية لتشكيل الحكومة القادمة في الكنيست (برلمان الاحتلال).

يذكر أن موقع “أكسيوس” (Axios) الأمريكي نقل، الأربعاء الماضي، عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إنه من غير المرجح أن تتعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يتوقع أن يتولى منصبًا وزاريًا رفيعًا في الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

وذكر الموقع أن “وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ألمحا إلى احتمال عدم العمل مع بن غفير وغيره من المتطرفين اليمينيين، وذلك خلال اجتماعهما مع الرئيس الإسرائيلي الأسبوع الماضي في واشنطن”.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية “قلقة من الخطاب العنصري لبن غفير وحزبه ومواقفه تجاه الفلسطينيين”.

SOURCE: QUDS PRESS INTERNATIONAL NEWS AGENCY

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *