عشرات الآلاف يشيعون جثامين ضحايا حريق جباليا

شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في تشييع ضحايا حريق مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة.

وخرج الموكب الجنائزي من المستشفى الاندونيسي شمالي القطاع، لـ21 فلسطينيا قضوا الليلة الماضية في حادث احتراق منزل عائلة “أبو ريا” بالمخيم، الى مسجد الخلفاء الراشدين الذي امتلأ عن بكرة أبيه، إضافة إلى الساحة المقابلة له، والشوارع المجاورة.

وعقب انتهاء صلاة الجمعة؛ انطلق الموكب الجنائزي، بمقدمته النواب والوجهاء وقادة الفصائل الفلسطينية، إلى مقبرة جباليا، حيث ووري الضحايا الثرى هناك.

وأعلن النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، أحمد بحر، خلال التشييع، تضامن البرلمان الفلسطيني الكامل مع عائلة “أبو ريا” في مصابهم الجلل، متقدماً بالتعزية لهم ولعموم أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية في هذا المصاب الجلل.

وحيا بحر رجال الدفاع المدني “الذين قاموا بواجبهم تجاه أبناء شعبهم رغم قلة الإمكانات”.

من جهته؛ قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مشير المصري: “نحن أمام جمعة حزينة خيمت على كل فلسطين، إثر هذا الحادث الأليم”.

وأضاف: “فقدنا أمس عائلة مجاهدة من عوائل غزة”، وأشار إلى تكفل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية بذوي العائلة بصورة كاملة.

وطالب المصري العالم أجمع بأن يمارس ضغطه على الاحتلال لوقف الحصار المفروض على قطاع غزة، والمستمر منذ 16 عاماً، داعيا المؤسسات الدولية والجهات المختصة لعمل اللازم في هذا الاتجاه.

من جانبه؛ شكر مختار العائلة المكلومة في الحادث، الحاج محمد أحمد أبو ريا، في كلمته “كل من ساهم في التخفيف عنا مصابنا الجلل، وجميع من هب لمساعدة أبناء العائلة خلال الحريق”.

وخصص الشكر لحركة “حماس” وقيادتها، التي وقفت إلى جانب العائلة منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحريق، متقدماً بالشكر لأهل جباليا الذين حاولوا جاهدين إنقاذ أبنائهم.

وأشاد مختار عائلة “أبو ريا بدور الأجهزة الأمنية والدفاع المدني في القطاع، قائلا إنها “لم تدخر جهداً لإنقاذ أبنائنا رغم قلة الإمكانات”.

ووجه كلمته للاحتلال قائلا: “نحن صامدون، وسنظل ثابتين على أرضنا”.

وعبّر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، جميل عليان، في كلمة باسم الفصائل الفلسطينية، عن فخره واعتزاه بحالة المواساة والمؤازرة لعائلة “أبو ريا”.

وقال: “ارتقى 21 شهيداً نتيجة الظلم الواقع على شعبنا من قبل المجتمع الدولي وإسرائيل”.

وأضاف: “شعبنا يحتاج لكل ذرة تعاطف ومساندة من العرب وكل حر في العالم”، لافتا إلى أن “هناك تعاضدا كبيرا من شعبنا والعالم العربي والإسلامي لم نشهد له مثيلا”

وتابع: “تعازينا لعائلة أبو ريا، وكل الشكر لمن ساهم برفع هذه المعاناة؛ من الدفاع المدني والشرطة وأبناء شعبنا”.

واعتبر خطباء المساجد في قطاع غزة ضحايا الحريق “شهداء الشعب الفلسطيني”، واصفين الحادث بـ”الفاجعة الكبيرة”.

وترحم خطيب مسجد الصالحين في غزة، الشيخ رجب مصلح، على الضحايا، مستحضرا الأحاديث النبوية التي اعتبرت من قضى في الحريق من الشهداء.

ودعا مصلح إلى أخذ “المزيد من الحيطة والحذر والسلامة التامة للبيوت وأماكن العمل والشوارع، حتى لا تتكرر هكذا فواجع”، مسيراً إلى فاجعة مخيم النصيرات قبل عدة سنوات بسبب تسريب غاز في السوق، والتي أدت إلى وفاة العشرات آنذاك.

وأدى المصلون في كافة مساجد قطاع غزة صلاة الغائب على أرواح ضحايا حريق جباليا.

وتوفي 21 فلسطينياً، الخميس، إثر اندلاع حريق كبير في عمارة سكنية بمعسكر جباليا شمالي قطاع غزة، فيما تم إعلان الحداد رسميا على أرواح الضحايا اليوم الجمعة.

وقال الدفاع المدني بغزة، في بيان، إنه “تم انتشال 21 جثة من داخل البناية السكنية التي اندلع فيها الحريق بمعسكر جباليا، وتم نقلهم إلى المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع”.

يشار إلى أن سكان قطاع غزة، المتخطي عددهم مليوني نسمة، يعانون أوضاعاً اقتصادية ومعيشية صعبة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي منذ عام 2006.

Source: Quds Press International news Agency