محللان: الاحتلال يسعى لإحراج الأردن والتشكيك بوصايته على المقدسات

لاقت تصريحات السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر، إسحق ليفانون، حول موقف الأردن من اقتحامات قوات الاحتلال المتكررة للمسجد الأقصى، ردود فعل غاضبة في الأوساط الأردنية.

وقال ليفانون مؤخرا، إن “الأردن اجتاز خطوطًا حمراء ضد السلطات الإسرائيلية”، داعيا في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، إلى “تهديد الأردن رسمياً، بتحويله إلى فلسطين في حال واصل المسؤولون الأردنيون مساندة الفلسطينيين ومهاجمة الجانب الإسرائيلي بشدة”.

وأشار مراقبون لـ”قدس برس”، إلى إن “حكومة نفتالي بينيت الإسرائيلية، وضعت الأردن ووصايته على المقدسات في مدينة القدس المحتلة أمام اختبار وتحدٍّ جديد، يتمثل بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى”.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الأردني منذر الحوارات، إن “الاحتلال يسعى لتغيير الوضع التاريخي القائم بالمسجد الأقصى، وتثبيت تقسيمه الزماني والمكاني كمقدمة للاستيلاء عليه، كما حصل في المسجد الإبراهيمي”.

وأكد الحوارات لـ”قدس برس”، أن “الحكومة الإسرائيلية تسعى لإضعاف الوصاية الأردنية، وتعمل جاهدةً على إحراجها بهذا الملف، من خلال إظهار عجزها عن عمل أي شيء لوقف الممارسات الإسرائيلية، خصوصاً ما يجري من اقتحامات للمصلى القبلي، وما رافق ذلك من اعتقال للمرابطين والاعتداء عليهم”.

ولفت الحوارات إلى أن “الاتصالات مع حكومة الاحتلال عديمة الجدوى، والحل الوحيد ما يفرضه المرابطون في القدس من أمر واقع على الأرض، بمنعهم قوات الاحتلال من السيطرة على المشهد”.

من جهته، طالب رئيس لجنة فلسطين بالبرلمان الأردني، النائب محمد الظهراوي، سلطات بلاده بطرد السفير الإسرائيلي من عمان.

وقال الظهراوي لـ”قدس برس”: “لا يهم ما يتم من اتصالات وما يعقد من اجتماعات، والمطلوب أن نجد خطوات حقيقية على الأرض”.

وأوضح أن “العدو الصهيوني لا عهد له، والمتطرفون الصهاينة على أرض فلسطين لا يحترمون الاتفاقيات”.

وتابع أن “الأردن كان وما يزال يولي القضية الفلسطينية جل اهتمامه”، مُشيرًا إلى أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف تاريخية وليست وليدة اللحظة، وحافظت على الوضع القائم فيه، ولن تفلح المحاولات الإسرائيلية في تغيير هذا الواقع.

وأكد أن “محاولات الاحتلال الخبيثة لإقصاء الأردن، وتهميش دوره في الوصاية على المقدسات ستفشل”.

وكان ملك الأردن عبد الله الثاني، قد التقى قادة الاحتلال قبل شهر رمضان، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في لقاءات منفصلة، لتخفيض التوتر بالأراضي الفلسطينية، إلا أن الجهود لم تفلح في لجم الاحتلال من الاعتداء على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى.

وتمتلك “أوقاف القدس”، 80 بالمئة من الوقف الإسلامي والمسيحي في البلدة القديمة، وتعمل تحت وصاية ورعاية العاهل الأردني، ويتبع لها 115 مسجدا، بالإضافة إلى المسجد الأقصى المبارك، وخمسة لجان زكاة تعمل مع مديرية لجنة الزكاة.

وتشرف “الأوقاف” على المتحف الإسلامي وقسم المخطوطات، وثلاث مكتبات تضم 3500 ألف كتاب ومراجع تاريخية، ومديرية المسجد الأقصى التي تضم: الخطباء، والأئمة، والحراس، والسدنة ودائرة الإعمار.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *