محللون: “حماس” استطاعت قيادة مشروع المقاومة وتجاوز كل الضربات

أكد محللون سياسيون، أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، استطاعت منذ انطلاقتها في 14 كانون الأول/ ديسمبر من العام 1987، من الصمود في وجه العديد من الضربات التي تعرضت لها، سواء بالاعتقالات أو الاغتيالات أو الإبعاد.

وأضافوا أن الحركة سخّرت كل إمكانيتها من أجل تحقيق نجاحات كبيرة على كافة المستويات السياسية والعسكرية والاجتماعية، وتصدّر المشهد الفلسطيني، لتكون لاعباً أساسياً في الساحة يحسب لها ألف حساب.

وقال الباحث والمختص في الشأن الفلسطيني، محمد مصطفى شاهين، لـ”قدس برس”: إن “حماس شكلت إضافة نوعية وعلامة بارزة في تاريخ قضيتنا والشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال، فكانت نواة العمل المقاوم في الداخل، وواكبت التطور بأنواعه فكانت بوصلة الانتصار”.

وأضاف شاهين أن “حماس لا تزال رأس حربة العمل المقاوم، ورائدة المشروع الوطني في مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي، في ظل تراجع بعض الأنظمة العربية وتطبيعها مع الاحتلال”.

وأوضح أن “حماس تميزت خلال مسيرتها بأنها حركة شورية تختار قيادتها، وليست ديكتاتورية، وضخت في مفاصل الحركة التنظيمية دماء جديدة، فكانت ولا تزال شورية متجددة، وفق أنظمتها الداخلية”.

واستعرض شاهين المراحل التي مرت بها الحركة منذ تأسيسها قبل 34 عاماً على يد مجموعة من قادة “الإخوان المسلمين”، وإصدار بيانها الأول في 14 كانون الأول/ ديسمبر 1987، بعد أيام من اندلاع “انتفاضة الحجارة”، لتكون حركه مقاومة إسلامية ناشطة وفاعلة في مواجهة الاحتلال.

وأشار شاهين إلى أن الحركة اكتسبت شعبية كبيرة خلال فعاليات “انتفاضة الحجارة”، وكان هدفها إزالة الاحتلال عن أرض فلسطين.

وأكد أن أولى الضربات التي تعرضت لها الحركة بشكل رسمي وممنهج كان في أيار/ مايو من العام 1989، حيث تم اعتقال المئات من قادتها وعناصرها وفي مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين.

وأضاف أن “حماس” كانت لها رؤية عميقة وثاقبة من الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية، والتي كان أبرزها “اتفاق أوسلو” والذي وقع في 13 أيلول/ سبتمبر من العام 1993، الذي بموجبه عادت قوات ومؤسسات منظمة التحرير إلى غزة والضفة الغربية وتم تشكيل السلطة الفلسطينية.

وأوضح أن دخول الحركة انتفاضة الأقصى عام 2000 أعطاها قوة وزخماً كبيرين، حيث تمكنت الحركة من تطوير أدواتها العسكرية، مضيفة الكثير من الوسائل القتالية إلى المعركة مع الاحتلال، بما فيها الصواريخ والأنفاق وعمليات التفجير وخطف الجنود والطائرات المسيرة، وخاضت 4 حروب مع الاحتلال.

وقال شاهين: “تميزت حماس بالمرونة بالوسائل الجهادية والرسوخ في المبادئ، ففي العام 2006 انخرطت الحركة في العملية السياسية الفلسطينية للمرة الأولى ودخلت الانتخابات وفازت بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، وكانت بمنزلة الصدمة للاحتلال والدول الداعمة له”.

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي، سمير حمتو: “إن الحركة تمكنت خلال 34 عاماً، من قيادة المشروع الوطني الفلسطيني المقاوم للاحتلال على أرض فلسطين، وتفوقت على ندها حركة “فتح” التي اتخذت خطاً مغايراً من خلال التسوية مع الاحتلال الذي لم يحقق شيئاً”.

وأضاف حمتو لـ”قدس برس” أن حماس “أثبتت أنها الأكثر جرأة، والأقدر على تكبيد الاحتلال الخسائر، وإرهاقه على مختلف المستويات، وتحطيم معنويات جنوده. وتجسد ذلك جلياً وبصورة واضحة في معركة سيف القدس الأخيرة، التي انطلقت لردع المحتلين عن الاستمرار في جرائمهم بحق المدينة المقدسة، والتي شكلت انعطافة مهمة في تاريخ الصراع مع الاحتلال”.

وشدد حمتو على أن هذه المعركة تمكنت من تحقيق الكثير من النقاط والإنجازات، وجعلت الاحتلال يعاني من آثارها لفترة طويلة، وأضعفت قوة ردعه، “مما جعل الحركة تستحق بكل جدارة قيادة الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة، مقابل ذلك، تراجع كبير لقدرة فتح التي ارتضت لنفسها الاستمرار في المفاوضات والتنسيق الأمني”، حسب قوله.

وأضاف “لعل التحركات السياسية التي قامت بها حماس بعد معركة سيف القدس، مكنها من تعزيز علاقتها بالعديد من الدول العربية ودول أسيوية وروسيا وغيرها، كما أنها فرضت على الولايات المتحدة التدخل وبالقوة، لإيجاد حل لمعضلة غزة، وطرح مشاريع لتحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي للفلسطينيين في الضفة والقطاع”.

وتابع “في غضون ذلك، نجحت الحركة في كثير من الخطوات على صعيد تعزيز قوتها في الضفة الغربية والقدس، من خلال العمليات التي ينفذها شبان ينتمون إليها، ومواجهة استفزازات الاحتلال ومستوطنيه، وإجراءات الضم وسياسات التنسيق الأمني للسلطة”.

وشدد الكاتب والمحلل السياسي على أن “حماس” أصبحت رقماً صعباً ليس من السهل تجاوزها أو استئصالها، لا سيما بعدما فشلت كل محاولات شيطنتها، وهي تسير في طريقها الذي رسمته قبل 34 عاماً بكل قوة وثبات.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *