مراقبون: “إسرائيل” تحاول إعادة تموضعها في المنطقة من خلال “بوابة الأردن”

أكد مصدر حكومي أردني رفيع المستوى أن مشروع “بوابة الأردن” هو مشروع أردني – إسرائيلي لمنطقة حرة يديرها القطاع الخاص، قرب بلدة المشارع (الأغوار الشمالية)، وتعود فكرة إنشائه إلى العام 1998.

وأوضح مصدر مسؤول لوكالة الأنباء الرسمية الأردنية (بترا)، في وزارة الاستثمار الأردنية، أن المشروع لم يستكمل، وشهد تعثّراً في استكماله لدى الجانب الإسرائيلي منذ ذلك الحين.

ولفت المصدر الحكومي إلى أن ما تناقلته وسائل الإعلام حول إعلانات تخصّ هذا المشروع من قبل مسؤولين إسرائيليين أخيراً، قد يكون خطوة أولية نحو استكمال المشروع، الذي ننتظر لمعرفة المزيد من التفاصيل بشأنه عبر القنوات الرسمية.

تعزيز اختراق الاحتلال للمنطقة

من جانبه، قال الكاتب والناشط في مقاومة التطبيع، هشام البستاني، إن “هذا المشروع وغيره من المشاريع والاتفاقيات الأردنية – الإسرائيلية، تعزز اختراق الكيان الصهيوني المهيمن في المنطقة، وبأنها تسعى لدمج الاحتلال في محيطه العربي من خلال إنشاء هكذا مشاريع كبرى”.

وقال في تصريحٍ لـ “قدس برس” بأن “خطورة هذه المشاريع في أنها تربط الهيمنة الصهيونية ليس بالحكام وزعماء المنطقة فحسب، بل وتصل تأثيراتها إلى الشعوب نفسها، من خلال توظيف الأيدي العاملة، وذلك بعد فشلها المتكرر في تطويع الشعوب عبر (بوابة الأردن) على مدار السنوات الماضية، والهدف في نهاية المطاف ربط الشعوب بالإسرائيليين جبراً”.

وكان وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج، قال في تصريحات لوسائل إعلام عبرية، إن “مصادقة الحكومة الأحد الماضي على تسريع تنفيذ مشروع (بوابة الأردن) للمنطقة الصناعية المشتركة بين عمّان وتل أبيب، ستحوّل ميناء حيفا إلى ميناء رئيسي في المنطقة”.

موضحاً أنه “تم انتهاء العمل بالمشروع الذي يمتدّ على مساحة تقدر بـ 700 كيلومتر مربع من الجانب الأردني”.

ولفت فريج إلى أن “الإمارات ستقوم ببناء مراكز ومخازن لها على الأراضي الأردنية وبالقرب من الحدود، وستعمل على نقل تلك البضائع إلى مناطق متعددة “.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني البروفيسور عبد الحكيم الحسبان بأن “من يفهم المشروع الصهيوني، يدرك وبسهولة أن الأردن هو في قلب هذا المشروع، وأن هذا المشروع وصل إلى لحظة اختناق وجودي”.

وأضاف الحسبان في مقال نشره على موقع /جو24/ في الأردن، تعليقاً على مشروع بوابة الأردن، بأن “من المهم التذكير أن الكيان الذي يرى في كل ما يجري في إيران التي تبعد أكثر من 2000 كم بمثابة امتداد عضوي للأمن القومي الصهيوني، ما يجعله يتابع ويحاول التدخل والتلاعب في كل صغيرة وكبيرة في إيران، فكيف لهذا الكيان أن يغمض العين عما يجري في عمان وإربد والسلط والغور، التي لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات في أبعد الأحوال”.

وأشار إلى أنه، “حالياً، وتحت ضغط جمعية المستثمرين في مقولة (إسرائيل قوية) يجري محاولة تسويغ دخول الأردن في ترتيبات ما يسمى في صفقة القرن، ويجري تكرار نفس المطالب بدفع نفس الأثمان.

يشار إلى أن مشروع “بوابة الأردن” هو مشروع مشترك بين إسرائيل والأردن، لإنشاء منطقة صناعية مشتركة تقام في الجانب الأردني منها مصانع إسرائيلية وأردنية، في حين سيشكّل الجانب الإسرائيلي جبهة داخلية لوجستية وقاعدة لنقل البضائع إلى الموانئ الإسرائيلية، في وقت يربط جسر بين الجهتين لمرور البضائع والمشاة، دون إمكانية الخروج إلى الدولة المجاورة.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *