مراقبون: مسيرة “الجهاد الإسلامي” في غزة أخرجت فلسطين من حيادها التاريخي

أثارت مسيرة احتجاجية نظمتها حركة “الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة، رافضة للحرب على اليمن من قبل قوات التحالف العربي، موجة من ردود الفعل، حيث اعتبرها البعض بمثابة دعم مباشر لحركة “أنصار الله” الحوثية في اليمن، وبحسب مراقبين فلسطينيين، أكدوا أن “الجهاد الإسلامي” أدخلت الشعب الفلسطيني في أتون الخلافات “العربية – العربية”.

الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة، أكد في تصريحٍ خاص لـ “قدس برس” أن: “هناك تقاليد فلسطينية متعارف عليها منذ عقود، بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية”.

وقال فراعنة وهو نائب أسبق في البرلمان الأردني، إنه “مهما كان هناك من خلافات بين هذا النظام العربي أو ذاك، فإن الأمر يحتم علينا – كفلسطينيين – أن نبرأ بأنفسنا عنها مع مختلف الأنظمة العربية، أو هذا التيار العربي أو ذاك، لأننا نريد كشعب فلسطيني أن نبقى في منتصف المعادلة، وأن نقدر ونحترم كل من يقدم للقضية الفلسطينية الدعم والسند” على حد تعبيره.

وشدد على أن “البوصلة يجب أن تبقى دائماً وأبداً هي مصلحة الشعب الفلسطيني، وقضيته الإنسانية العادلة، وأن يبقى خلافنا وصراعنا محصوراً بالاحتلال الصهيوني حتى دحره عن أرضنا”. وأكد فراعنة أن “ما جرى في غزة من مسيرات لحركة الجهاد الإسلامي “أمر غير مقبول أو منطقي”.

وفيما يتعلق بتبرأ حركة المقاومة الإسلامية “حماس” من هذه المسيرة، وإعلان رفضها للهتافات التي أساءت لدول عربية، قال فراعنة إن “هذا حقيقةً يحسب لحركة حماس، وموقفها إيجابي بالكامل، بعدم تورطها ضد أي نظام عربي، وهذه السياسة التي تنتهجها حركة حماس سياسة صائبة تخدم حماس أولاً، والشعب الفلسطيني ثانياً” وفق ما يرى.

وكان عدد من المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة قد حملوا الأعلام الفلسطينية واليمنية، بالإضافة لحمل صور قادة حركة “الجهاد الإسلامي” جنباً إلى جنب مع قادة محور المقاومة، كالأمين العام لمنظمة “حزب الله” اللبنانية حسن نصر الله، والقائد السابق لـ “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وخلال الوقفة، دعا القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي”، خالد البطش، إلى “التحرّك لوقف الحرب العبثيّة على اليمن”.

وقال إنَّه “لم يعد أمامنا من خيار سوى أن نُعلي الصوت بدعمنا للأبرياء، ورفضنا قتلهم في اليمن”، داعياً الأمّة إلى “الخروج في مظاهرات ضد استهداف المدنيين في اليمن”.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة أنه من “الطبيعي أن ندين استهداف المدنيين في اليمن؛ أكان من التحالف العربي، أم من الحوثي، سواءً كان مقصوداً، أم نتاج تخبّط وأخطاء، فالأمر هنا واجب إنساني، لكن أن يجعل بعضهم الحوثي ممثلا لليمن، فتلك جريمة بحق البلد وشعبه” على حد تعبيره.

واعتبر في تغريدة له على تويتر أن “مظاهرة حركة الجهاد نصرة للحوثي في غزة، هي إعلان تبعية كاملة لإيران، على نحو لم يحدث أيام (الأمين العام السابق للحركة) رمضان شلح؛ كان التمويل كاملاً من إيران أيامه أيضاً، لكنه لم يبعد نظره عن حاضنته، ما وسعه ذلك”.

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي شاكر الجوهري أن “الوضع الفلسطيني ما عاد يحتمل مثل هكذا مواقف فلسطينية فصائيلية تعبر عن اصطفافها الكامل مع هذا الجانب ضد ذاك”.

وقال “فيما يتعلق بقضية فعالية الجهاد الإسلامي في غزة، مشكلتها في أنها تأتي في ظل وجود معتقلين للمقاومة الفلسطينية في السعودية، والعمل جارٍ من أجل إطلاق سراحهم دون تحقيق نتائج إيجابية حتى الآن، وبالتالي من شأن هكذا مواقف أن تنعكس سلباً على بقية المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية” بحسب رأيه.

وأضاف يقول في تصريحٍ خاص لـ “قدس برس”:”هناك مسألة غاية في الأهمية، بأن هذه المواقف والتعبير عنها بهذه الصورة ينعكس سلباً على بقية التنظيمات والفصائل الفلسطينية، لأن الرأي العام العربي من المحيط للخليج لا يتقبل مثل هذا الانحياز الصارخ تجاه إيران والحوثيين”.

وشدد الشاكر على أن “ما حصل في غزة من شأنه أن يخلق مزيداً من الانقسام في الشأن الفلسطيني، وأنا أقول أن حماس التي أعلنت أنها ضد هذا الانحياز تدرك تماماً أنها لا تريد أن تغضب لا إيران ولا السعودية، وبالتالي هذا من شأنه أن يقدم قرآئتين متناقضتين للرواية الفلسطينية سيما وأن هذه المواقف المتباينة تأتي من تنظيمين إسلامييين”.

وحول موقفه من أسلوب الحياد العربي الذي تنتهجه حركة “حماس”، فيما يتعلق بالخلافات العربية الداخلية، قال الجوهري “واضح أسلوب حماس في الحيادية، وهذا ما عبرت عنه الحركة من خلال بيانها الرافض لما صدر عن حركة الجهاد الإسلامي، خاصةً وأن التعبير عن الموقف عبر مسيرات في الشوارع من شأنه أن يدفع نحو الاشتباك الفلسطيني لأن هناك من يرفض هكذا هتافات، قد يكون لها تأثير مباشر على حياة الناس وقوتهم وعيشهم، وربما تكون على حساب دماءهم” وفق رؤيته.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *