معركة “سيف القدس”.. هذه أبرز مكاسب المقاومة سياسيا

ثمة مكاسب سياسية تحققت للقضية الفلسطينية على المستوى المحلي والعربي وحتى الدولي، من معركة “سيف القدس”، بحسب الباحثَيْن السياسيين إبراهيم المدهون، وعلي البغدادي.

ويجمل الباحثان أبرز المكتسبات بإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وجعلها البوصلة الحقيقية لأي صراع في المنطقة مع الاحتلال، والالتفاف الجماهيري فلسطينيا وشعبيا خلف المقاومة، وإحياء الأمل بإمكانية تحقيق هزيمة للمحتل، ومواجهة شجع بعض الأنظمة العربية بالهرولة نحو التطبيع مع حكومة الاحتلال.

ويرى كل من المدهون والبغدادي في حديثين منفصلين لـ”قدس برس”، أن المعركة الأخيرة كشفت “سوأة المطبعين مع الاحتلال، واستطاعت أن تقلل من حالة الاندفاع صوب عملية التطبيع والمطبعين، فضلا عن استعادة دور مصر المحوري والأساسي للتعاطي مع القضية، وفقا للبعد الجغرافي والاستراتيجي والأمني”.

توسيع دائرة النشر

وقال الباحث إبراهيم المدهون: “إنه لا بد من استثمار المكاسب السياسية عبر تراكم الجهود والقدرة على تعظيمها وتوحيد الرواية الفلسطينية ونشرها في كل مناطق الداخل والشتات والعالم باللغات كافة”.

ويرى المدهون ضرورة تعزيز المقاومة الفلسطينية، من خلال إعادة تغيير السياسة العربية في التعاطي مع الاحتلال واتفاقات التطبيع، إلى جانب خلق علاقات جديدة مع القوى الدولية مثل روسيا والصين، ونقل الرواية إلى مستويات إقليمية ودولية، إضافة إلى ترتيب الشتات الفلسطيني وتفعيله لتعزيز مفهوم العودة والإصرار عليه.

ومن بين الاستثمارات التي يمكن البناء عليها بعد معركة “سيف القدس” بحسب المدهون، تشكيل لجان عمل برلمانية وسياسية لدعم الفلسطينيين ونشر أوضاعاهم اليومية في القدس والضفة ومشاركتها مع لجان أخرى عربية ودولية.

ظروف الإقليم

من جانب آخر، فإن الباحث السياسي على البغدادي، يرى أن المعركة الأخيرة تختلف عن معركة “العصف المأكول” التي وقعت عام 2014، من حيث القوة العسكرية وآلية التفاوض وظروف ما قبل التصعيد، مضيفا:” نحن نتحدث عن توجه جديد في العدوان الماضي، بيد أنه من المبكر الحديث عن حصاد المعركة السياسية، خاصة وأن ظروف المنطقة العربية والإقليمية لا تزال معقدة”.

ويخشى لبغدادي من تكرار سيناريو التعامل مع غزة، كما جرى بعد الانتهاء من 2014، خاصة بعدما تشكل وفد تفاوضي من جميع الفصائل الفلسطينية، ووقتها تم رفع سقف التوقعات بيد أن الأمور أخذت منحى آخر، وعزا ذلك إلى وجود فصائل في التفاوض لم يكن لها أي قرار ودور في إدارة المعركة العسكرية.

استمرار الرواية الفلسطينية

ويتفق المدهون والبغدادي، في رؤيتهما حول كيفية استثمار المكاسب السياسية من المعركة الأخيرة، من خلال إعادة ترتيب البيت الفلسطيني والذي يتمثل في تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، ودمج حركتي “الجهاد الإسلامي” و”حماس”، وإحياء مؤسساتها، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار لمفهوم المقاومة، وتغيير وظيفة السلطة الفلسطينية من أمنية إلى مشروع سياسي خدماتي للشعب الفلسطيني مع التركيز على المفاهيم الوطنية.

ونوه الباحثان إلى أن المعركة السياسية لم تنته بعد، وأنه لا بد من حشد الرأي العام لنصرة القضية الفلسطينية، والاستمرار في حشد العلاقات الداعمة للرواية الفلسطينية، وعدم السماح للاحتلال بإعاقة ملف إعادة الإعمار وتشديد الحصار أكثر في غزة، مؤكدين في الوقت نفسه أن الاحتلال لايزال يحشد حلفائه وبعض الزعامات لتفريغ الشعب من مضمونه والالتفاف على الانتصار الأخير.

والجدير ذكره هنا أنه تم تأجيل الحوار الوطني الفلسطيني والذي كان من المقرر أن يبحث في آليات تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال برعاية مصرية، لانشغالات خاصة بجهاز المخابرات العامة المصرية الراعية للحوار.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *