“إسرائيل” تحصد ثمار التطبيع العربي الجماعي

لم تمنع الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في مدينة القدس والحرم الشريف من انعقاد مؤتمر تطبيعي في الإمارات العربية المتحدة، ضم ستًا من الدول العربية إلى جانب الكيان الإسرائيلي؛ فالإدانات العربية والتحذيرات المتكررة من الانتهاكات الإسرائيلية، ذهبت أدراج الرياح، بمجرد الكشف عن انعقاد المؤتمر التطبيعي الموسع في الإمارات العربية المتحدة.

ففي تقريرها الذي نشرته صحيفة “جويش إنسايدر” الخميس الفائت 14 تشرين الأول أكتوبر الحالي، أكدت الصحيفة استضافت الإمارات على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء المنصرمين؛ الحدث الذي وصفته الصحيفة بالتاريخي باعتباره الأول من نوعه على الإطلاق، إذ شاركت فيه (إسرائيل) إلى جانب الإمارات والبحرين ومصر والأردن والمغرب والسودان، ليقام تحت عنوان “N7″، الذي يرمز لكلمة التطبيع ولعدد الدول السبع المشاركة في المؤتمر.

مؤتمر لم يقف عائق أمام إعلان محكمة الاحتلال الاسرائيلية – محكمة الصلح – السماح بالصلوات الصامتة داخل الحرم الشريف علمًا أن التحضير له استغرق ستة أشهر بحسب صحيفة “جويش انسايدر” التي كشفت عن الحدث التطبيعي الموسع.

كما لم تمنع في المقابل الأحداث المتدهورة في الأراضي الفلسطينية يوم الخميس والجمعة المملكة المغربية من إعلان مصادقتها اليوم السبت 16 تشرين الأول أكتوبر الحالي على اتفاقين مع (إسرائيل ) في مجالات الخدمات الجوية والثقافة والرياضة؛ مدشنة بذلك أعمال الحكومة الجديدة التي جعلت من التطبيع على رأس أجندتها بعد أن نالت ثقة البرلمان المغربي بقيادة عزيز أخنوش؛ فالعالم العربي أعاد تموضعه بعيدًا عن القدس والحقوق الفلسطينية.

فالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة والتصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية خلال اليومين الفائتين قادت إلى استشهاد شاب فلسطيني غرب بيت لحم الخميس الفائت؛ وإصابة أكثر من أربعين فلسطينيًا في الضفة الغربية يوم الجمعة؛ والاعتداء على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى وباب العامود؛ لتمثل بذلك الحصيلة لأولى ثمار التطبيع الجماعي للدول العربية المجتمعة في الإمارات العربية الأسبوع الفائت.

تصعيد إسرائيلي قوبل بتجاهل عربي إعلامي ورسمي فلم يعلن عن جلسات طارئة للجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي؛ فالقدس لم تعد على جدول أعمال الحكومات والدول العربية ليحل محلها التطبيع متعدد الأطراف مع (إسرائيل) كأولولية للحكومات العربية.

ف

“جويش إنسايدر” أكدت أن المؤتمر التطبيعي يهدف إلى تطوير نهج متعدد الأطراف للتطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي؛ نهج من الممكن أن يتفوق على الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بل ومجلس التعاون الخليجي مستقبلا ومنصّبًا (إسرائيل) كقوة إقليمية مهيمنة وبدون عوائق تقف أمام سياساتها القمعية في الأراضي الفلسطينية؛ خصوصًا في مدينة القدس.

اجتماع تطبيعي يتهدد بتقوض مصداقية الدول العربية التي لم تكل أو تمل عن إدانة الإجراءات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية؛ فقطار التطبيع وأجندته ذات البعد الأمريكي باتت أهم بكثير مما يتعرض له المسجد الاقصى من انتهاكات تهدد بفرض السيادة الإسرائيلية الزمانية والمكانية عليه.

التطبيع عزز شعور (إسرائيل) بالأمن الذي وفرته له الاتفاقات التطبيعية؛ فإسرائيل تمكنت من توقيع اتفاقات لبيع الماء للاردن خلال الأسبوع الفائت كما أنها افتتحت سفارتها في الإمارات وأبو ظبي والرباط واستقبلت مسؤوليين من السودان؛ وهي على ثقة تامة من قدرة الدول العربية على تطويق المقاومة الفلسطينية والحد من فاعليتها خلال المرحلة المقبلة سواء عبر الإعمار أو بحجة التهدئة وخفض التصعيد الذي بات مطلبًا أمريكيًا ملحًا خلال المرحلة الحالية.

الأفق بات مفتوحًا لـ”إسرائيل” للتزعم والقيادة في العالم العربي عبر بوابة التطبيع كما أن الأفق بات مرحبًا لممارسة المزيد من القمع والتنكيل بالشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه ؛ وهذا ما توحي به النشاطات التطبيعية التي تتخذ طابعًا جماعيًا في المرحلة الاخيرة .

ختاما.. إن الضرر لن يقتصر على تغول “إسرائيل” على الحقوق الفلسطينية والعربية في القدس والأرض الفلسطينية، بل ستعمل على إفقاد الدول العربية وحكوماتها ما تبقى لها من مصداقية؛ وستقود حتمًا إلى مزيد من التوتر في الأراضي الفلسطينية التي ستلقي بظلالها على الإقليم بأكمله؛ فالقمع والانتهكات الإسرائيلية لن تقود إلا لمزيد من المواجهات والتصعيد في الأراضي الفلسطيية، وهذا ما تم رصده يوم أمس الجمعة، في الحرم الشريف وقرى الضفة الغربية وبلداتها المحتلة.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *