“العيد الأقسى”.. لاجئو “الوحدات” في الأردن يستقبلون عيد الأضحى

اكتظت الشوارع الضيقة لمخيم “الوحدات” للاجئين الفلسطينيين في الأردن، بالرجال والنساء والأطفال، والباعة المتجوّلين، تحضيرًا لاستقبال عيد الأضحى المبارك.

هناك؛ يقف اللاجئ الفلسطيني المهجّر من قرية “بيت نبالا” قضاء الرملة، الحاج السبعيني عيسى ريان “أبو يحيى”، أمام متجره المتواضع لبيع الملابس، متحدثًا عن “الأحوال المادية الصعبة التي بات يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات، نتيجة ارتفاع الأسعار الذي بات يثقل كاهلهم”.

أوضاع معيشية صعبة

يقول أبو يحيى لـ”قدس برس” إن “العائلات الفلسطينية في مخيمات اللجوء بالأردن، تعاني أوضاعًا معيشية وإنسانية صعبة، نظرًا لقلة الموارد المالية، وارتفاع معدلات البطالة”، مشيرًا إلى أن “اللاجئ الفلسطيني بات لا يقوى على شراء مستلزمات العيد، كما هو المعتاد في السنوات الماضية”.

ويستذكر لحظات العيد في طفولته قائلا “كانت المحبة والبساطة أمرًا سائدًا بين الناس.. كنا نتزاور ونتهادى، ونوزع أضاحي العيد بين الجيران والأقارب، فلا تجد محتاجًا واحدًا في القرية كلها في أيام العيد المبارك”.

ويتابع: “لا شك أن العادات الاجتماعية هنا لا تختلف عن عادات البلاد (قبل التهجير)، لكن يبقى للعيد هناك طعم آخر؛ خاصة في الأجواء المرافقة لعيد الأضحى”.

حلم العودة

من جهته؛ يرى اللاجئ الفلسطيني من بلدة “بيت فجار” جنوبي بيت لحم، عماد الشيخ، أن “حلم العودة للوطن والديار؛ هو الشيء الذي يراود كل لاجئ فلسطيني وهو يستقبل مناسبة العيد”.

ويضيف الشيخ لـ”قدس برس” أن “العيد بالنسبة لنا – نحن اللاجئين الفلسطينيين – جرح لا يلتئم إلا بعودتنا إلى فلسطين، كامل فلسطين”.

ويؤكد أن “مسلسل الأزمات التي تواجه اللاجئ الفلسطيني في الأردن تتواصل، وتزداد معاناته نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات، وقلة الرواتب، وارتفاع أسعار مختلف السلع، وهو ما شكل عبئًا كبيرًا على اللاجئين الفلسطينيين”، من وجهة نظره.

التكافل الفلسطيني

بدوره، أشار عضو “لجنة زكاة وصدقات الوحدات”، أكرم الرفاعي، إلى أن “سكان المخيم يعيشون أوضاعًا صعبة للغاية، وربما يكون عيد الأضحى الحالي هو الأكثر قسوةً على اللاجئين”.

وأوضح الرفاعي لـ”قدس برس” أن “معظم اللاجئين لن يستطيعوا شراء اللحم، فضلاً عن ملابس العيد”.

واستدرك: “ستتكفل لجنتنا في هذا العيد بتوزيع لحوم الأضاحي على اللاجئين الفلسطينيين، سواء في مخيم الوحدات، أو غيره من المخيمات الفلسطينية”.

وتابع الرفاعي: “هذه العادة تجري كل عام؛ للتخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها”.

ومخيم “الوحدات” هو ثاني أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الأردن بعد مخيم البقعة، ويقع في جنوب العاصمة الأردنية عمّان، على مساحة لا تزيد على خمسة كيلومترات مربعة، ويقدر عدد سكانه بحوالي 90 ألف نسمة، حسب تقديرات غير رسمية.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *