الفارسية بالأغوار.. آليات الاحتلال تنهش الأرض استكمالا لمشاريع التهويد

تتعرض منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية (شرق طوباس)، لأعمال تجريف واسعة تطال عدة مناطق، بهدف إقامة مشاريع استيطانية تهويدية في المنطقة.

وتخطط سلطات الاحتلال، لإقامة مدرسة دينية يهودية تقدم التعليم الثانوي لطلبة المستوطنات هناك، بهدف الدمج بين عدة مستويات تعليمية.

وقال الناشط في مجال مقاومة الاستيطان، عارف دراغمة، إن “أعمال التجريف، تتواصل في منطقة الفارسية منذ عدة أسابيع، بإشراف من المجلس الإقليمي للمستوطنات الإسرائيلية في الأغوار الشمالية”.

وبيّن دراغمة لـ”قدس برس”، أن “المشروع عبارة عن مجمع لمدرسة تابعة لمستوطنة (جفعات سلعيت)، وتمنح شهادة الثانوية العامة (البجروت)”.

وأوضح أن “هذه المدرسة تدمج بين التعليم الديني والتعليم العادي”. معربًا عن استغرابه من “تردد الوفود الزائرة على المنطقة، دون القيام بفضح حقيقي لممارسات الاحتلال ولجمها، وإيقافها عن جرائمها التي تستهدف الأرض والحجر والشجر وخيم الآمنين”.

وطالب دراغمة بإيجاد جسم قوي من مؤسسات الأغوار، يكون قادرًا على مواجهة الأطماع الاستيطانية، ودعم الأهالي وتوفير متطلبات تشبثهم بأراضيهم”.

بدوره، أشار المواطن الفلسطيني، صلاح ضبابات – من سكان منطقة الفارسية -، أنه “في الوقت الذي يمنع فيه سكان الأرض الأصليين من بناء غرفة واحدة من الإسمنت، فإن المشاريع الاستيطانية يوميا تزداد في المنطقة، وآخرها في منطقية احمير”.

وبين ضبابات لـ”قدس برس”، أن “التشريد يتهدد سكان المنطقة، الذين يعملون بالزراعة ورعي الأغنام، بعد أن وضعت قوات الاحتلال والمنظمات الاستيطانية يدها على عشرات الدونمات، ومنعت المستفيدين منها، من الوصول إليها”.

وأشار إلى أن “المستوطنين يمارسون جرائمهم ضد المزارعين، عبر إتلاف المزروعات تارة، وسرقة الدواب والمواشي والأبقار تارة ثانية؛ لإرغامهم على الرحيل من تلك المنطقة، والاستفراد بهم والتوسع الاستيطاني فيها”.

وتقع الفارسية ضمن المنطقة المصنفة “ج” حسب اتفاقية أوسلو، وهي في الجزء الشرقي من محافظة طوباس، في وادي المالح الذي بات هدفا للمجموعات الاستيطانية.

وتمتد أراضيها من “حاجز تياسير” غربا، وحتى نهر الأردن شرقا، ويبلغ عدد سكانها قرابة 240 نسمة فقط، بينما كان يتجاوز عددهم قبل الاحتلال عام 1967، أكثر من ألف نسمة.

ويعتمد سكان منطقة الفارسية بشكل أساسي في حياتهم الاقتصادية، على الزراعات الحقلية وتربية المواشي، لكن الاحتلال يحرمهم من الخدمات الأساسية، كالكهرباء والمياه، والصحة والتعليم والمرافق العامة.

وتسكن ما تبقى من عائلات في الفارسية، ببيوت من الشعر أو الصفيح، وتتعرض لخطر الهدم؛ بحجة إقامتها في منطقة عسكرية مغلقة، ولا تسلم فيه حظائر المواشي والمحاصيل الزراعية من عمليات التجريف والتخريب، بحسب الأهالي.

وعملت سلطات الاحتلال على مصادرة معظم الأراضي الزراعية في منطقة وادي المالح شرق طوباس ومصادرة الينابيع المائية ما تسبب بتصحر معظم أراضيها، وتحويلها إلى مناطق مغلقة عسكريا يمنع الفلسطينيون من الوصول إليها.

ولم تكتف سلطات الاحتلال بتهجير الأهالي وهدم بيوتهم، لتقوم بتحويل الأراضي الشرقية من خربة الفارسية إلى حقول ألغام سريعة الانفجار، ما عرض حياة أطفال الخربة وأهلها لمزيد من الخطر، وسرع من عملية تهجيرهم.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *