تواصل مسلسل خسائر “فتح” في الانتخابات النقابية والطلابية .. أبرز الدلالات والمؤشرات؟

عدّ مراقبون، نتائج الانتخابات المحلية والطلابية والنقابية (آخرها نقابة الأطباء)، “مؤشرا واضحا على حجم التراجع وفقدان ثقة الشارع الفلسطيني بحركة فتح وتيار السلطة الفلسطينية”.

وجرت أمس الجمعة، انتخابات نقابة الأطباء في 8 مدن بالضفة الغربية المحتلة، ونتج عنها فوز الكتل التي تمثل “تيار المقاومة” بـ6 مدن (طولكرم وجنين ونابلس وقلقيلية والقدس والخليل)، مقابل قائمتين لـ”فتح” في مدينتي رام الله وبيت لحم.

كما أعيد انتخاب الدكتور شوقي صبحة (مستقل)، نقيبًا للأطباء الفلسطينيين، للدورة الثانية على التوالي.

خسارات متكررة

ويقول الباحث الفلسطيني أشرف بدر، إن “نتائج انتخابات نقابة الأطباء، مرتبطة بنتائج انتخابات أخرى جرت في وقت سابق هذا العام، مثل نقابة المحامين، ونقابة المهندسين، والجامعات، (بيرزيت وبيت لحم)، والانتخابات البلدية والمحلية، والتي سجّل تيار السلطة وفتح، خسارة واضحة وتراجعًا كبيرًا في جميعها”.

ويرى “بدر” في حديثه لـ”قدس برس” أن “هذه النتائج هي أداة معاقبة من الجماهير، للحزب الحاكم في السلطة، بسبب مواقفه السياسية، وأداء الحكومة التي يترأسها عضو لجنة مركزية وممثل عن الحزب (محمد اشتية)، والتي تؤكد حجم التماهي بين فتح والسلطة”، وفق قوله.

الابتعاد عن مواجهة الحقيقة

ويضيف أن “فتح والسلطة تفسر أسباب خسارتها بطرق غير واقعية وغير منطقية، لا علاقة لها بالأسباب الحقيقية، وتعزيها لأمور تنظيمية وإعلامية”، وفق الباحث الفلسطيني.

ويستدرك: “لكن فتح والسلطة تبتعدان عن مواجهة المشكلة الحقيقية، وهي السلوك السياسي والإداري، والتوجهات التي تعاكس توجه الشارع الفلسطيني، بل تكون عكسه تمامًا في بعض الأحيان”.

ويستبعد بدر “أن تشهد السياسات الحالية من السلطة أو فتح أي تغيير أو تحركات لوقف ما يحصل”، مرجعًا ذلك إلى “عدم وجود جهات محاسبة ومراقبة ومتابعة داخلية”.

وأضاف: “السبب في ذلك أيضا، بأن كل القرارات تتخذ من شخص أو فئة في السلطة وفتح، ويُفصل كل من يقف في وجهها أو يعارضها، كما حصل مع عدد كبير من الشخصيات التي شاركت في الانتخابات المحلية، مثل تيسير أبو سنينة (رئيس بلدية الخليل المنتخب مؤخرا)، الذي يعتبر أحد القيادات التاريخية في الحركة”.

بدورها، ترى الكاتبة السياسية الفلسطينية، آلاء هاشم، أن “هذه النتيجة وسابقاتها، ما هي إلا مؤشر كبير على تراجع حركة فتح في الضفة المحتلة”.

وتقول لـ”قدس برس”، إن: “الناخبين فقدوا الثقة بخيار فتح ونهجها المتمثل بالإقصاء، والاعتقال التعسفي، ومحاربة حريات الرأي والتعبير، وقمع كل من يُعارض سياستها والزج بهم في سجونها”.

المعطيات لا تبشر “فتح” بخير

وتضيف آلاء هاشم أن “الصهاينة وقطعان المستوطنين ينعمون بالأمن والأمان والاستقرار، الذي تحاول السلطة الفلسطينية – عبر ما يسمى بالتنسيق الأمني – تأمينهم والمحافظة على حياتهم من أي مقاومة فلسطينية، ما أفقد الشارع الفلسطيني ثقته بهذه السلطة”، وفق تعبيرها.

وترى الكاتبة السياسية أن التوقعات والمعطيات على أرض الواقع الفلسطيني “لا تُبشر السلطة وفتح بخير”، مشيرةً إلى أن “مسلسل الخسائر سيستمر دون تحرك يُحدث تغيرًا حقيقيًا في السياسات والتوجهات الداخلية، أمام الإقصاء الذي يعاني منه البعيد عن الحركة والقريب داخلها”.

وتتوقع “هاشم” أن “تحاول فتح والسلطة الابتعاد خلال الفترة القادمة عن المشاركة في أي انتخابات ممكن أن تحدث لها خسارة جديدة، كما حصل سابقًا، والتوجه للمشاركة في النقابات أو المجالس التي تتوقع أن تحصد فيها نجاحًا”.

وتتابع: “رغم أن النجاح الوحيد الذي حققته فتح سابقًا كان في نقابة المحامين، إلا أن الأرقام تشير إلى تراجع كبير للحركة، وليس العكس”.

خسارة ضمن سلسلة خسارات

يذكر أن انتخابات نقابة المهندسين، والتي جرت آب/ أغسطس الماضي، شهدت فوز “قائمة العزم” (تحالف حماس والشعبية) بغالبية الأصوات، مقابل خسارة “قائمة المهندس الفلسطيني”، المحسوبة على حركة “فتح”.

أما “كتلة القدس والعودة” التابعة لحركة “فتح” فقد منيت بخسارة في اتحاد مجلس طلبة جامعة بيت لحم، أواخر آذار/ مارس الماضي، بعدما تمكنت “الجبهة الشعبية” من حسم الفوز لصالح كتلتها الطلابية “صوت الطلبة”، بحصولها على 17 مقعدًا مقابل 14 لـ”فتح”.

وكانت “الكتلة الإسلامية” قد حققت فوزًا، منتصف الشهر الماضي، في انتخابات جامعة بيرزيت (شمالي القدس)، حيث حصدت 28 مقعدًا، مقابل 18 مقعدًا حصلت عليها كتلة “فتح”، فيما حصل والقطب الطلابي الديمقراطي على 5 مقاعد.

من جهة أخرى، خسرت حركة “فتح” 4 مقاعد في انتخابات نقابة المحامين، التي جرت منتصف الشهر الماضي، لتكون بذلك أول مرة في تاريخ النقابة، تشهد فيها “فتح” تراجعًا في عدد المقاعد التي تحصدها.

فيما شهدت الانتخابات المحلية والبلدية الفلسطينية في الضفة الغربية، أواخر آذار/ مارس الماضي، تراجعًا واضحًا لقوائم “فتح”، كان أهمها تراجع الحركة في بلديات نابلس وخسارتها في كل من طولكرم والخليل والبيرة، لصالح قوائم مدعومة من “حماس” والمستقلين.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *