أصدرت محكمة تابعة للسلطة الفلسطينية، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، حكمًا بالسجن لثلاثة أشهر، ودفع غرامة مالية، بحق الصحفي عبدالرحمن ظاهر، بتهمة “الذم الواقع على السلطة”، وذلك بعد نحو عام ونصف من الإفراج عنه بكفالة مشروطة من سجونها.
وبرّأت المحكمة “ظاهر” من تهمتي “نشر معلومات تثير النعرات العنصرية عن طريق الشبكة الإلكترونية، ونقل أخبار مختلفة بأي وسيلة من وسائل الاتصال المختلفة؛ بقصد إثارة الفزع”.
وقال ظاهر في تصريحات لـ”قدس برس”، إن “الإدانة مرفوضة، وهي تعبّر عن ضيق صدر المسؤولين تجاه الانتقادات التي توجه لهم ضمن حرية الرأي والتعبير المكفولة قانونياً، لكن هذا القانون يطبق وفق الرغبات وتصفية الحسابات” حسب تعبيره.
وأضاف: “لن أصمت، وسأستخدم ما ضمنه له القانون من خطوات، أولها الاستئناف على هذا القرار الجائر”.
وكان جهاز الأمن الوقائي في نابلس، قد اعتقل ظاهر في آب/أغسطس 2020، لنحو 37 يومًا، عانى فيها من “ظروف صحية صعبة”، وبعد الإفراج عنه بأيام اعتقله الاحتلال في إطار ملاحقته الصحفيين الفلسطينيين، وحقق معه حول التهم ذاتها التي واجهها خلال اعتقاله السياسي لدى جهاز الأمن الوقائي، وفق مجموعة “محامون من أجل العدالة”.
ونددت المجموعة في بيان تلقته “قدس برس” بقرار الإدانة الذي أصدرته المحكمة، قائلة إن “من شأنه التضييق على الحريات الصحفية والعمل الإعلامي، وحرية الرأي والتعبير المكفولة في القانون الأساسي الفلسطيني، والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها دولة فلسطين”.
ودعت المجموعة “المؤسسات الإعلامية والصحفية، والمؤسسات الحقوقية والمدنية المحلية والدولية”، إلى “الالتفات لخطورة ما يواجهه الصحفي الفلسطيني من ملاحقة الأجهزة الأمنية من جهة، والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى”، لافتة إلى أن ذلك “يهدد الواقع الصحفي الفلسطيني والحريات العامة”.
وكان الظاهر قد سخر، قبيل اعتقاله، من السلطة الفلسطينية، عبر منشور في حسابه على موقع “فيسبوك” بشأن الهجوم الذي شنته على الإمارات، بعد إشهارها التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: “إن آخر من يحق له التعليق هي السلطة الفلسطينية، وأي دولة شقيقة تقيم علاقات سلام أو علاقات تجارية مع الاحتلال”.
ويعمل ظاهر في مركز الإعلام التابع لجامعة النجاح في نابلس، معداً ومقدماً لبرامج منوعة، وعمل في السابق مديرًا لدائرة الإنتاج الفني والإعلامي في مؤسسة “وطن” الإعلامية برام الله، ومنتجًا منفذًا لبرامج تلفزيونية عدة في فضائية “رؤيا” الأردنية، كما نفذ أعمالاً درامية ومسرحية، وأفلاماً وثائقية، وتحقيقات صحافية.
Source: Quds Press International News Agency