“عملية نابلس”.. مقاومة مستمرة رغم الاعتقالات

جاءت عملية نابلس التي نفذت قرب مستوطنة “شافي شمرون” شمال الضفة الغربية، بعد عملية اعتقالات وملاحقات كبيرة من جيش الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية. فما دلالات العملية، وما أهمية توقيتها والقدرة التي يمتلكها منفذوها؟

قال المحلل العسكري رامي أبو زبيدة: “إن منفذي العمليات في الضفة الغربية، باتوا يستمدون قدراً أكبر من الشجاعة، من خلال مقاومة مستمرة في ظروف مستحيلة”.

ويؤكد أبو زبيدة خلال لقاء مع “قدس برس” أن “أول ما يلفت النظر هو تصريحات قادة الاحتلال، وهي تحدد حقيقة ما يجري، وتتوقع تصاعد العمليات المسلحة وعمليات إطلاق النار”.

ويشير إلى أن منفذي العمليات “يوماً بعد يوم وعملية بعد عملية، باتوا يستفيدون من الأخطاء السابقة، ويفكرون بطرق ووسائل جديدة دون أن يتمكن أمن الاحتلال من رصد خطتهم”.

وينوه إلى أن “المبادرة الفردية ما زالت تأخذ حيزاً كبيراً من عمل المقاومة، وما زالت هذه الظاهرة تتسبب بقلق كبير لدى قيادة العدو، لصعوبة عمل إجراءات استباقية ضدها”.

ويستدرك أبو زبيدة قائلاً: “مع ملاحظة أن الفصائل الفلسطينية تبذل جهوداً كبيرة لتطوير العمل المقاوم في بيئة صعبة وقاسية”.

مؤشرات تنامي قدرة المقاومة

وتؤشر عملية نابلس، بحسب أبو زبيدة، إلى تنامي قدرة المقاومة في التخطيط والتنفيذ، لأن هذه العملية بحاجة لرصد وإعداد واستهداف لقدرات الاحتلال.

ويضيف “لعل أفضل ما يميز هذه العملية، بجانب استنزاف قدرات العدو، هو الهجوم على كبرياء وسطوة جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

ويتابع المحلل العسكري، “أصبح العمل المقاوم بالضفة يلقي بظلاله السلبية على الواقع الأمني الإسرائيلي، خوفاً من تطور العمليات الهجومية، فردية كانت أو منظمة، في ظل ما تمثله الضفة الغربية من أهمية استراتيجية على مختلف الأصعدة”.

تبدد الرهان على وقف العمليات

ويصف أبو زبيدة ما حصل في العمليات الأخيرة بأنه “تبديد الرهان على توقف العمليات، وكشف أنه يمكن تجاوز التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن الصهيونية وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وعدم قدرتها بالسيطرة الكاملة على الوضع”.

ويستدل على أن عملية نابلس تشير لوعي وانتقال إلى مستوى جديد في جعل المقاومة هادفة من وراء عملياتها بالتركيز على جنود العدو وجسمه العسكري والمستوطنين.

ويتوقع أبو زبيدة بأنه “في ظل الملاحقة الأمنية والتنسيق المشترك بين الاحتلال والسلطة، ظهر توجيه مدروس بمتطلبات المرحلة ونواقصها، فظهرت الخلايا الفردية وتطورت إلى الخلية المكونة من عدة أفراد”.

العملية تذكي الخلافات الإسرائيلية الداخلية

بدوره ‏أكد المختص بالشأن العبري، سلطان العجلوني، أن “العملية جاءت ضمن جولة تصعيد لعمليات المقاومة في الضفة الغربية”.

وقال لـ”قدس برس”: إن “العملية بالإضافة لخطورتها كمؤشر على انتعاش المقاومة، رغم ضربات الاحتلال والسلطة وسط سخط شعبي عارم من الأخيرة، فهي أيضاً تذكي الخلافات الإسرائيلية الداخلية بشأن المستوطنات”.

وأضاف “سلوك المستوطنين العدواني في الضفة، خاصة أن القتيل والجرحى ينتمون إلى مجموعات استيطانية، دأبت على إيذاء الفلسطينيين، ويقيمون في نقطة استيطانية أخليت سابقاً”.

يذكر أن مستوطناً قتل وأصيب اثنان بعد تعرضهم لعملية إطلاق نار قرب مستوطنة حومش شمال الضفة الغربية.

وقرر جيش الاحتلال تعزيز قواته في الضفة الغربية بثلاث كتائب ووحدات نخبة لملاحقة منفذي العملية، وحملة اعتقالات مكثفة خلال ليلة أمس.

ووصف قائد فرقة الضفة، آفي بلوط، عملية إطلاق النار، بأنها كمين محكم، وليس من سيارة عابرة.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *