هنية: “حماس” أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية في بُعدها العربي والإسلامي

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء: إن حماس “أعادت الاعتبار لقضية فلسطين في بُعدها العربي والإسلامي؛ لأن هناك محاولات كثيرة منذ وقت ليس بالقصير، لحصر قضية فلسطين كقضية للفلسطينيين وحدهم، وتحييد العمق العربي والإسلامي”.

وأوضح هنية، في كلمته بالذكرى الـ34 لانطلاقة “حماس”، أن الحركة “أعادت الاعتبار لقضية فلسطين ودفعها لأعلى سلم أولويات شعوبنا العربية والإسلامية، ومن خلال الانتفاضة التي استمرت 7 سنوات، دفعت بالقضية الفلسطينية إلى أروقة المؤسسات الدولية”.

وأكد أن “شعبنا استعاد زمام المبادرة من حيث إن الشعب في داخل فلسطين حمل السلاح وواصل المسار، وشكّل رافعة جديدة لقضيته كقضية تحرر وطني”.

3 حقائق تكشف إضافة “حماس”

وأضاف رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، أن “هناك ثلاث حقائق تكشف إضافة الحركة النوعية إلى مسيرة شعبنا ومقاومته”.

وبيّن هنية أن الحقائق هي “إعادة الاعتبار للقضية كقضية تحرر وطني، واستعادة شعبنا زمام المبادرة، وإعادتها الاعتبار للقضية ببعدها العربي والإسلامي، وارتقائها بخيار المقاومة كخيار استراتيجي لشعبنا”.

وأضاف أن حماس “ومن خلال ما قدمته في فصول المقاومة من الحجر إلى السكين إلى عمليات الدهس إلى العمليات الاستشهادية إلى بناء وتراكم القوة والصواريخ وخوض الحروب والتصدي للعدوان والمشاركة في الانتفاضة الثانية، شكلت نقطة ارتقاء لخيار المقاومة كخيار استراتيجي بعد أن ظن الكثير أن المقاومة وروح الثورة تشتت في بقاع الأرض بعد أحداث لبنان”.

وقال هنية إنه “بعد 34 عاماً ما زلنا نتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني، فهذه الأرض لا تفريط فيها ولا تنازل عن أي شبر من الأرض الفلسطينية”.

الحقوق غير قابلة للتصرف

وأشار رئيس المكتب السياسي لحماس، إلى أن “اللاجئين لا يبحثون عن وطن جديد، لأن شعبنا سيعود لأرضه ووطنه اليوم أو غداً، هذه أرضنا ومستقبل أجيالنا، ولا تنازل عن شبرٍ من أرض فلسطين”.

وقال إن كل المحاولات من خلال الحرب أو الحصار أو المؤامرات لإجبارنا على التخلي على أي من ثوابت شعبنا قد فشلت.

وأكد هنية أن هذه الحقوق غير قابلة للتصرف، ولا يمكن لحماس إلا أن تبقى متمسكة بهذه الثوابت.

وقال: “إن القدس التي هي محور الصراع مع الاحتلال، وهي مأوى قلوب المؤمنين في كل أرجاء المعمورة، وأن ما يقوم به الاحتلال في القدس وأحيائها، لا يمكن أن يغير حقائق التاريخ والجغرافيا، ولا يمكن أن يحيل الباطل إلى حق”.

وأضاف أن “شعبنا الذي قدم الشهداء ما زال مستعدًا لحماية قدسه وأقصاه، فمعركة سيف القدس كانت من أجل حماية القدس والأقصى، وتلك المعركة لن يُغمد سيفها إلا بتحرير قدسنا وأقصانا، فتلك كلمة الفصل في مواجهة المخططات الإسرائيلية”.

وأكد هنية أن ثوابت وحقوق القضية الفلسطينية تستوجب من الفصائل أن تكون في خندق واحد؛ فحركة حماس في كل مواقفها منذ أن انطلقت وحتى اليوم ومستقبلاً، ترى أن الوحدة الوطنية ضرورة وطنية وشرعية.

هنية: ننظر بخطورة لأحداث “البرج الشمالي”

وجدّد هنية استعداد حركته لبناء وحدة وطنية حقيقية، قائلاً: “قد أرسلنا للأشقاء في مصر رؤيتنا لبناء تلك الوحدة لترتيب البيت الفلسطيني، بدءًا من بناء القيادة الفلسطينية الموحدة عبر منظمة التحرير والاتفاق على برنامج سياسي والاتفاق على استراتيجية نضالية لمواجهة الاحتلال بكل مخططاته البشعة الهادفة لضرب الهوية الفلسطينية”.

وأضاف هنية أن حماس “تجدد التأكيد على الوحدة الوطنية، ونحن ننظر بخطورة بالغة لتلك الأحداث المؤسفة التي جرت في مخيم البرج الشمالي بلبنان، حيث استشهد شبان بإطلاق نارٍ من فئة من شأنها أن تقصم الظهر، وأن تضع عقبة أمام الوحدة الفلسطينية”.

وتابع “نتعامل بمسؤولية عالية مع تلك الأحداث لقطع الطريق على تفخيخ المخيمات أو تفجير ساحة المخيمات الممتدة إلى لبنان الشقيق، ونحن متعاونون مع السلطات اللبنانية من أجل تسليم الجناة إلى الدولة اللبنانية”.

ودعا هنية السلطة في الضفة الغربية لضرورة إيقاف سياسات العدوان على أبناء شعبنا هناك، “فنحن نلاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك تجرؤاً على أبناء شعبنا من الأجهزة الأمنية، كالاعتداء على حفلات استقبال الأسرى المحررين”.

وقال هنية: “إن على السلطة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، فذلك لا يشكل حماية لمن يعمل بذلك التنسيق، بل تكون الحماية بالالتحام مع أبناء شعبنا وعقلائهم وحكمائهم، وألا تبقى في مربع الحصار على قطاع غزة والعقوبات المفروضة على القطاع”.

وأكد أنه “من أجل الوحدة الوطنية يتوجب إنهاء كل ما يتعلق بالاعتقال السياسي بالضفة المحتلة.

“قضية الأسرى أولويتنا”

وجدد رئيس المكتب السياسي لحماس، التأكيد أن “قضية الأسرى على سلم أولوياتنا في حركة حماس والمقاومة الفلسطينية”.

وقال: “نخاطب الأسرى أننا معكم في اتجاهين؛ أولها أننا ندعم معركتكم ضد إدارات السجون لحماية الحدود المطلوبة لحياتكم الكريمة، أما الاتجاه الآخر الذي تعمل عليه كتائب القسام، أننا نريد أن نحرركم من معتقلاتكم، فكما أنجزت القسام صفقة الأحرار الأولى، ستنجز صفقة جديدة”.

وأضاف أن “معركة تحرير الأسرى معركة مفتوحة في كل الأماكن والأزمنة والساحات، ولن نصبر طويلاً على بقاء أسرانا في سجون الاحتلال”.

وأشار إلى أن “ما لدى القسام من أسرى الاحتلال لن ينعموا برؤية الشمس إلا إذا تنعم بها أسرانا وعانقوا شمس الحرية”.

وقال إن غزة التي تحتض هذا الكنز (الأسرى الإسرائيليين) وهي ما زالت محاصرة منذ 15 سنة، فإنه لا مقايضة على رفع الحصار وإعادة الإعمار ولا مقايضة من أجل إتمام التبادل.

ولفت إلى أن غزة لا يمكن أن يُقايضها كائن من كان مقابل التبادل أو الإعمار أو إنهاء الحصار، ولا يمكن أن يؤخذ ذلك بسيف الحصار.

وأكد هنية أن “أهالي الضفة الذين يعيشون أصعب الظروف والأوقات بفعل الاحتلال والتنسيق الأمني، لكنهم أكبر وأشد عزمًا، وها هم يهرعون في كل وقت للدفاع عن قدسهم وأرضهم، ويؤكدون بعملياتهم الفدائية أن القدس بركان لا يمكن إخماده”.

وقال إن أهالي الداخل المحتل، الذين يخوضون معركة الهوية وبناء المجتمع العصامي الذين وقفوا وقفة عزٍ وفخر في معركة القدس، “جزء أصيل من شعبنا ومقاومتنا وجزء نابضٌ حي لحماية قدسنا وأقصانا”.

ووجه هنية كلمة إلى أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج قائلاً: “كنتم وما زلتم وستبقون في معاني الانطلاقات المجيدة، وأن ما ينتظركم الكثير على طريق التحرير والعودة، وأنتم تشاركون في مشاريع التحرير والحفاظ على الهوية وإسناد أهلكم في داخل الأرض المحتلة”.

“قضيتنا إسلامية وعربية”

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”: إن “أبناء الأمتين العربية والإسلامية يتعرضون لمحاولة تزييف الوعد وإبعادهم عن القضية الفلسطينية”، مؤكدًا أن “قضيتنا إسلامية وعربية”، داعيًا لتحصين الوعي وإغلاق الأبواب أمام التطبيع، فالتطبيع لن يزيد الاحتلال إلا قوة.

وقال إننا ندرك أبعاد المخططات الأمريكية والصهيونية الهادفة لضرب نسيج الأمة، لكن أمتنا أصيلة ورأينا وقفاتها في دعم معركة سيف القدس.

وخاطب أحرار العالم الذين وقفوا مع غزة والقدس وفلسطين: “استمروا بالمواقف التي يحترمها الضمير وشعبنا الفلسطيني، عليكم ضرب الرواية الإسرائيلية ومقاطعة الاحتلال وحماية حقوق شعبنا في كل مكان”.

ودان هنية مجددًا تصنيف حركة حماس أنها إرهابية، مؤكداً أن الحركة “ضمير شعب وراية أمة وحركة تحرر وطني، وهذه التصنيفات لن ترهبنا وتأكيد على الاستقامة السياسية للحركة وتأكيد على أن التضامن والتنامي الكبير في أوروبا وبريطانيا لن تُوقفه مثل تلك القرارات”.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *