عمان.. “صالون سياسي” يطالب بإعادة العلاقات بين الأردن و”حماس”

أقام مركز دراسات الشرق الأوسط في العاصمة الأردنية عمّان، صالوناً سياسياً ضم العديد من الباحثين والمختصين بالشأن السياسي، والمسؤولين الأردنيين السابقين، تحت عنوان (العلاقة بين الأردن وحركة حماس.. الأسس والتحولات والاتجاهات).

وتناول اللقاء الذي عُقد الثلاثاء، تاريخ العلاقة بين الطرفين، وعوامل تقاربهما، والتحولات الدولية والإقليمية، ودورها في إعادة رسم هذه العلاقة، والتحديات والفرص وآفاق المستقبل القريب.

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، حسن المومني، إن “العلاقة التي نسجت سابقاً بين الدولة الأردنية وحركة حماس، كانت ذات طبيعة براغماتية، بعد بروز الحركة كلاعب رئيسي في المشهد السياسي الفلسطيني خلال الثمانينيات، وامتدت للفترة بين عامي 1985 و1999”.

واستدرك المومني أنه “منذ العام 1999، ولغاية اليوم دخلت العلاقة بين الأردن وحماس في سياق مختلف، على كافة الصعد”.

وأضاف أنه “عند الحديث عن عودة العلاقات بين الطرفين؛ فنحن بحاجة لتغيير العدسات والمنظور، حيث لا بد من إدراك الفروقات بين الأردن الرسمي كدولة ملتزمة بسياقات دولية، وحماس كحركة ثورية نضالية؛ لا تلتزم بما تلتزم به الدول”.

ودعا المومني الدولة الأردنية إلى إعادة النظر في معادلة التعامل الحالية مع “حماس”، وقال إنها “تنظيم فلسطيني حاضر في كافة طاولات الحوار الفلسطينية – الفلسطينية، والعربية – الفلسطينية، فلماذا لا تفتح الدولة الأردنية حواراً معها، خاصة وأن فتح هذا الباب قد يزيل العديد من الهواجس حول الوطن البديل؟”.

من جهته؛ قال الفريق الركن المتقاعد فاضل الفهيد، إن “العلاقة بين المملكة وحماس يمثل موضوعاً شائكاً؛ لأن على الأردن في علاقته مع الآخر – أياً كان – التفكير بكيفية خدمة هذه العلاقة لمصالحه”.

وأضاف الفهيد أن “إخراج حماس من الأردن أواخر عام 1999 لم يكن قراراً مدروساً، نتج عنه توتر في العلاقة بين الطرفين بلا سبب”، مؤكدا أنها “حركة تحرر وطني، والعديد من دول العالم تراها كذلك”.

من جانبه؛ أكد النائب السابق لقائد هيئة الأركان بالقوات المسلحة الأردنية، اللواء قاصد محمود، أن “استمرارية وجود حماس ومقاومتها للاحتلال الصهيوني مصلحة وطنية أردنية”.

وقال إن “إخراج حماس من الأردن كان قراراً خاطئاً”، لافتا إلى أن “المؤسسة الأمنية الأردنية كانت اللاعب الرئيس فيه”.

وأوضح اللواء محمود أن “الأردن بحاجة اليوم إلى العلاقة مع حماس، لتحقيق المزيد من إمكانات المناورة السياسية؛ في سياق التحرك الدبلوماسي للقضية الفلسطينية”.

بدوره؛ قال الكاتب والمحلل السياسي عاطف الجولاني، إن “المطالبات بنسج علاقات جديدة ومتينة بين الأردن الرسمي وحركة حماس، لا تقبل أن يتحمل الأردن ما هو فوق طاقته”.

واستدرك الجولاني أن “هذه المطالبات تسعى لتحقيق مصالح أردنية وطنية، ضمن قرار مدروس، بتقدير موقف واقعي، يراعي تعزيز حضور الأردن دولياً وإقليمياً”.

أما مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، جواد الحمد؛ فتساءل عن سبب “التأخر الرسمي الأردني في التقدم خطوة للأمام نحو تعزيز العلاقة مع حماس”.

وقال الحمد إن “التحولات والظروف المستجدة حولنا تخلق خيوط العلاقات المهمة للأردن، واليوم المقاومة الفلسطينية لاعب أساسي مهم في المشهد الفلسطيني والإقليمي”.

وعاد إلى التساؤل: “هل من المعقول أن يكون لبلد ذي دور مهم في الحالة الفلسطينية؛ أن لا يكون له علاقة مع لاعب فلسطيني رئيسي؟”.

SOURCE: QUDS PRESS INTERNATIONAL NEWS AGENCY

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *