مبادرات صحية في المخيمات الفلسطينية في لبنان

في ظل جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، يتدهور وضع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات حتى أصبحت حياتهم أكثر صعوبة.

وباتت خيارات العلاج المتاحة أمام الفلسطينيين في لبنان تشي بحالة مزرية اليوم، وهي ذاهبة نحو التدهور، في ظل أزمات “الأونروا”، ما ينعكس على شكل تقليص متزايد في تقديماتها الأساسية في جميع المجالات، وعلى وجه الخصوص القطاع الصحي.

وفي هذه الفترة، شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان، مبادرات صحية منفصلة، نفذتها أطقم “الهلال الأحمر الفلسطيني” وتحديداً “مستشفى الهمشري”، إلى جانب مبادرة “الهيئة الصحية الإسلامية” التابعة لـ”حزب الله” في جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

الحملة الطبية الميدانية المجانية للهلال الأحمر الفلسطيني، استكملت أطقم “مستشفى الشهيد محمود الهمشري” في صيدا – وحدة الإسعاف والطوارئ، جولاتها من الحملة الطبية الميدانية المجانية التي أطلقتها قبل أيام، والتي تشمل جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.

فريق كجسد واحد

وأكد رئيس الحملة الطبية، الدكتور زياد أبو العينين، بصفته رئيس “وحدة كورونا” ووحدة الإسعاف والطوارئ، أن الهدف من هذه الحملة هو الوصول إلى أيّ لاجئ فلسطيني مريض، لا يستطيع الذهاب إلى المستشفى، في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة، لتقديم الخدمة الطبية المميزة له.

وأوضح أبو العينين لـ”قدس برس” أن الحملة بأطقمها الصحية مجهّزة بفريق مؤلف من “ثلاث سيارات إسعاف وتدخل سريع طارئ وخمسة أطباء” لتخصّصات مختلفة، شملت “أخصائي قلب وشرايين، أخصائي صدر وحساسية، دكتور صحة عامة، أخصائي أطفال وحديثي الولادة، إلى جانب دكتور جهاز هضمي وأمراض باطنية، يرافقهم عدد من الممرضين والمسعفين.

وأضاف “نعمل كجسدٍ واحد لتقديم الخدمة الطبية المجانية، لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في المخيمات، بالإضافة إلى توزيع بعض الأدوية، وإجراء فحوصات وعينات خاصة بجائحة كورونا، إلى جانب علاجات طوارئ.

ولفت أبو العينين إلى أن الحملة مستمرة، وعدد المستفيدين منها وصل حتى الآن ما يزيد على ألف وأربعين لاجئاً.

يوم صحي في المخيمات

حملة الهيئة الصحية الإسلامية في “حزب الله” بدورها أقامت بالتعاون مع لجنة “دعم المقاومة في فلسطين” و”لجان العمل في المخيمات”، يوماً صحياً في جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بمناسبة “ذكرى المولد النبوي الشريف” و”أسبوع الوحدة الإسلامية”.

وأكد مسؤول لجان العمل في المخيمات، أبو حسن الأسعد، أهمية الأيام الصحية المجانية التي تقوم بها الهيئة في المخيمات الفلسطينية، التي يعاني أهلها أوضاعاً معيشية وظروفاً صحية صعبة للغاية، في ظل انتشار وباء كورونا وعدم اكتراث “الأونروا” ووضع خطة طوارئ لحل المشكلة”. بحسب قوله.

وأضاف الأسعد لـ”قدس برس” أنه “بتوجيهات من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، نفذت الهيئة الصحية الإسلامية هذه الحملة، بالتعاون مع جمعية “الأطباء الرساليين بدون حدود” الإيرانية وفريق من الأطباء والممرضين العالمين في الهيئة.

وتم الكشف عن المئات من المرضى، وتقديم الإرشادات الطبية والدواء والفحوصات بشكل مجاني، إلى جانب توزيع مئات الآلاف من الكمامات والتعقيمات والفيتامينات لمرضى الكورونا في جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان. وقد بلغ عدد المرضى المستفيدين 2560 مريضاً”.

ولفت الأسعد إلى أن حملات الهيئة الصحية الإسلامية يتم تنفيذها سنوياً بشكل دائم في جميع مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في 12 مخيماً فلسطينياً في لبنان، أوضاعاً اقتصادية وإنسانية صعبة، فاقمتها انهيار العملة المحلية في البلاد، إضافة إلى الإجراءات المتبعة لمنع انتشار فيروس كورونا.

وانعكست الأزمة المالية والاقتصادية والسياسية التي تعصف بلبنان على الواقع المعيشي للاجئ الفلسطيني الذي يرزخ تحت أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *