مختص بالشأن الإسرائيلي: مفاجآت المقاومة أربكت حسابات الاحتلال وسجلت انتصارا كبيرا

أكد المختص في الشأن الإسرائيلي إياد حمدان، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وحكومتها اليمينية، أخفقت في تقدير ردة الفعل التي ستقوم بها المقاومة الفلسطينية بقصف مدينة القدس المحتلة ومحيطة عند نقطة الصفر.

ورأى الدكتور حمدان، في قراءة لمجريات العدوان على غزة، “أن المقاومة استطاعت المقاومة خداع أجهزة أمن الاحتلال وتوقعات الساسة في إسرائيل، فالجميع ظن أن العودة لحالة الإرباك الليلي التي عادت قبل أيام من ساعة الصفر وإطلاق البالونات الحارقة، كانت كافية للتعبير عن غضب الشارع الفلسطيني الذي بات مشتعلاً بالغضب، بعد بث المشاهد التي استفزت الكل الفلسطيني”.

وتابع: “حاولت المؤسسة الأمنية في إسرائيل، الضغط على شرطة الاحتلال واستخدام وسائل اعتيادية لفض المعتصمين في باحات الأقصى دون أن تؤدي لسقوط شهداء، بعد أن نجحت قبل أيام بإجبار الشرطة رفع السواتر الحديدية من باب العامود”.

وبيّن: “إصرار جماعات المستوطنين المدعومين من وزراء حكومة اليمين، دفع شرطة الاحتلال استخدام العنف داخل المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، بغرض إخراج المرابطين من الباحات، ليتسنى دخول مسيرة الأعلام التي ينظمها المتطرفين اليهود، وهو اليوم الذي يحتفلون به ويسمونه (يوم توحيد القدس) وهو مشهد جديد يريد قادة المستوطنين ترسيخه بكل عام للاحتفال به داخل باحات المسجد الأقصى”.

وأضاف: “خطاب الملثم أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، سبقه خطاب محمد الضيف قائد أركان المقاومة الفلسطينية، الذي شد من أزر جموع الفلسطينيين في الشيخ جراح، كانت جموع الفلسطينيين بانتظاره بفارغ من الصبر، حتى أن خرج بالخطاب الذي حفر في ذاكرة الكل الفلسطيني في مساء الثامن والعشرون من رمضان، لتدك المقاومة بصواريخها المباركة مدينة القدس وضواحيها، ويفسد ما يسمي بمسيرة الأعلام والقائمين عليها من قطعان وقادة المستوطنين، ليصبح المشهد في حائط البراق خالياً من الحشودات التي نوت تدنيس أقصى المسلمين، وبهذا تكون المقاومة قد رسخت معادلة جديدة في ردع الاحتلال”.

واعتبر حمدان أن استهداف آلة الحرب الإسرائيلية المواطنين الآمنين في بيوتهم في أنحاء قطاع غزة، يشير إلى تخبط واضح وعجز كبير في مواجهة تلقي ضربات المقاومة الفلسطينية المتواصلة.

وتطرق حمدان إلى الفشل الإسرائيلي في تقييم الواقع المتصدع في العلاقات بين فلسطينيي الداخل واليهود، حيث عملت كافة فروع المؤسسة الأمنية بـ”إسرائيل” على تفسخ المجتمع العربي من خلال دعمها للعصابات التي نشطت في الآونة الأخيرة بعملية الفوضى ونشر السلاح والمخدرات في البلدات العربية، حتى استخدمها الساسة والأحزاب كمادة تنافسية في الانتخابات الأخيرة للكنيست، وهو سرعان ما انعكس ذلك من خلال الهبة الشعبية وانقلب السحر على الساحر، واستخدم السلاح ضد المستوطنين اليهود ومقرات شرطة الاحتلال، وهو ما أنهك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وباتت تبحث عن حلول وتناشد بمساعدة الجيش وفرض التجول في المدن والقرى العربية بعد تحدي وكسر هيبة المؤسسات لدى الاحتلال.

وأشار إلى أن الحدود الفلسطينية الأردنية شهدت حالة من الغضب بعد أن شهدت سيلاً من المتظاهرين الذين طالبوا الحكومة الأردنية بفتح الحدود، وهي الظاهرة الأولى الجديدة اذا ما استمرت ستؤرق الاحتلال وتضعهم في موقف محرج في ظل توتر العلاقات بين حكومة نتنياهو والبلاط الملكي الأردني، خاصة بعد الكشف عن محاولات اسرائيلية لسحب الوصاية الهاشمية عن المقدسات الإسلامية، والتوتر في رفض سلطات الاحتلال قبل نحو شهرين بالسماح لولي العهد الأردني بزيارة المسجد الأقصى.

وقال: “إن الإدارة الأمريكية الجديدة، باتت في موقفها بطيئة وغير واضحة كحليف لإسرائيل، لكنها أبدت موقفها التقليدي والمعروف بدعم الموقف الإسرائيلي ضد ما أستها الهجمات الصاروخية، وفي الوقت ذاته أعربت عن قلقها من الوضع في الشيخ جراح، فهي تحاول التهدئة من خلال أطراف عربية متمثلة بمصر دول خليجية أخرى للخروج بصيغة مقبولة، وأوفدت على عجل مبعوثها عمرو هادي مساعد وزير الخارجية، وتسارع الأحداث جعل الرئيس الأمريكي يباشر بالاتصال بنتنياهو وبضغط من الديمقراطيين بادر بالاتصال بالرئيس عباس”.

وشدد على أن الآلة العسكرية الإسرائيلية فشلت فشلاً كبيراً في الوصول لما ادعاه قادة المؤسسة الأمنية للاحتلال ضرب بنك الأهداف في قطاع غزة، طالما الصواريخ لا زالت تضرب العمق الإسرائيلي.

واعتبر أن اغتيال قادة من القسام والسرايا، كانت ضربة مؤلمة ولكن المؤسسة الأمنية للاحتلال فشلت في ترويج الحدث كانتصار.

وقال: “اسرائيل فشلت من خلال ممارستها للدعاية والحرب النفسية، في خلق ضغط فلسطيني شعبي على المقاومة، بل وجدت حاضنة شعبية للمقاومة”.

وأضاف: “الاحتلال لا زال يبحث عن أي هدف لأنهاء الجولة، في ظل تعطل المطارات والدراسة والسياحة في أرجاء المدن المحتلة”.

واعتبر حمدان أن استهداف الأبراج خاصة برج الجلاء الذي يضم عدد من المكاتب الإعلامية من بينها قناة الجزيرة، ومكتب وكالة الأنباء الأمريكية الأسوشيتد برس، أساء لسمعة “إسرائيل”، مما حدى بتدخل وزارة الخارجية الأمريكية.

وأضاف: “استطاعت المقاومة الفلسطينية، إرباك حسابات الساحة الإسرائيلية، فبدأت جميع الأطراف كل منها تلقي اللوم على الأخرى بسبب الفشل الذريع لتقدير الأحداث، وأصبح الجمهور ووسائل الإعلام الإسرائيلية تتهكم على المنظومة السياسية والأمنية”.

وقال حمدان: “جميع المؤشرات السابقة توحي بأن الاحتلال ليس لديه القدرة والتحمل على مواصلة الهجوم على قطاع غزة، في ظل تعطل كل مناحي الحياة في الداخل المحتل، والاستنزاف التي تعاني منه المؤسسة الأمنية في مواجهات التحديات على عدة جبهات، وهو ما سيجعله يسعى لاستغلال التدخلات الدولية لوقفها للحفاظ على ما تبق من ماء الوجه أمام الجمهور الإسرائيلي الذي بات يكذب المؤسسة الأمنية والقيادة السياسية، وسيحملها كل هذه الإخفاقات، ولا نستبعد أن يضطر الاحتلال لوقف العدوان من جانب واحد مبرراً لمستوطنيه بأنه حقق بنك أهدافه المزعومة، ليجر خلفه أذيال الخيبة والهزيمة، وتسجل غزة الحبية بمقاومتها الباسلة نصراً مبينا”.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *