مراقبون يخشون من تأجيل انتخابات المرحلة الثانية للبلديات في الضفة

أعرب مراقبون فلسطينيون، عن خشيتهم من مساعي لإفشال المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في الضفة الغربية المحتلة، خصوصا في المناطق التي تتمتع فيها القوائم المستقلة المحسوبة على حركة “حماس” بشعبية ملحوظة.

وأشاروا إلى أن الانتخابات المقبلة، ستكون ذات معان مختلفة عن سابقاتها، بسبب مشاركة بعض الشخصيات المحسوبة على القوى الإسلامية، ضمن قوائم أخذت طابع المستقلين مقابل قوائم حركة “فتح”.

وقال الكاتب والمحلل السياسي، عصام شاور لـ”قدس برس”، إن “المرشحين من حركة حماس، يخوضون الانتخابات بشكل شخصي، ودون ممانعة من حركتهم، بمعنى أن الحركة قد تسمح لأعضائها بالمشاركة في مناطق، وعدم المشاركة في مناطق أخرى”.

وتوقع شاور أن “تضغط السلطة الفلسطينية على بعض القوائم التي تضم أفرادا من حماس، لدفع بعض أفرادها إلى الانسحاب خلال الفترة القانونية، إذا وجدت السلطة فرص فوز قوائم حماس كبيرة بالمدن الرئيسة، مثل الخليل ونابلس وغيرها من المدن الكبرى”.

وأضاف: “قد يكون هناك عرقلة للعملية الانتخابية، حتى لا يظهر حجم المعارضة، التي تتمثل بتحالف مناصري حماس والجبهة الشعبية ومستقلين، حيث ظهرت عدة قوائم تدل على ذلك التحالف”.

واستدرك شاور: “هناك احتمال أن لا يكون هناك اي تدخل في العملية الانتخابية، وخاصة بعد قرار جعل منظمة التحرير إحدى دوائر الدولة، لأن هذا القرار يعطي إشارة بأن السلطة ليست معنية بمصالحة قريبة ولا انتخابات تشريعية أو رئاسية، وبالتالي لا يهمها كثيرا من ينجح في انتخابات الهيئات المحلية”.

ولا يستبعد شاور أن “يتدخل الاحتلال في الانتخابات بتنفيذ حملات اعتقال ضد مرشحين وقوائم معينة، فهو يرفض أي تواجد للتيار الإسلامي في مؤسسات الضفة الغربية”، مبينا أن “عدم إعلان حماس عن مشاركتها بشكل رسمي أو بشكل كثيف، قد يخفف من حدة تدخله”.

فرص كبيرة للفوز

من جانبه، قال الكاتب تامر سباعنة، إن “الانطباعات الأولية، تظهر امتلاك القوائم المستقلة فرصا جيدة للفوز بالانتخابات، مقابل تراجع القوائم المحسوبة على حركة (فتح)”.

وأعرب سباعنة خلال حديثه إلى “قدس برس”، عن “خشيته من تأجيل أو إلغاء الانتخابات، بسبب احتمالية فوز القوائم التي تضم مرشحين محسوبين على حماس، بالانتخابات”.

وتوقع أن “يلجأ الاحتلال إلى اعتقال بعض المرشحين، خاصة المعروفين بانتمائهم إلى (حماس)، فيما ستحاول السلطة في المرحلة الحالية تجنب ذلك، حتى لا ينعكس سلبا على قوائمها التي هي في الأساس تعاني من الضعف”، على حد قول سباعنة.

قوائم عائلية

بدوره، قال الناشط الشبابي عبد الله شتات، إن “القوائم الحالية يغلب عليها الشكل العائلي الممزوج بالفصائلية، الأمر الذي جعل الباب مواربا للكثير من الشخصيات والفصائل للدخول لتلك الانتخابات من باب العائلة لا من باب الفصيل، نظراً لحساسية الواقع السياسي في الضفة الغربية، وموقف حماس والجهاد الإسلامي من المشاركة فيها”.

وبين شتات لـ”قدس برس”، أن “لجوء (حماس) للتحالف مع فصائل اليسار في بعض البلديات الكبيرة، من شأنه أن يرفع نسبة احتمالية الفوز لها، مقابل تراجع نصيب حركة (فتح)”.

وأثنى شتات على قرار بعض الإسلاميين دخول الانتخابات، مؤكدا أن “ترك حماس الباب مشرعا أمام أعضائها للدخول إلى الانتخابات من باب العائلات، سيفتح مجالات لعمليات الإصلاح والتغيير”.

و أوضح أن “الإسلاميين، قد يدفعون ثمن ترشحهم، سواء بالتضييق عليهم من قبل السلطة وأذرعها الأمنية، أو من خلال ملاحقة الاحتلال لبعض المرشحين، لإضعاف قوائمهم”.

وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية، التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله، أمس الاثنين، قبول جميع القوائم الانتخابية للمرحلة الثانية من انتخابات المجالس المحلية للعام 2021، المزمع إجراؤها في 26 آذار/مارس القادم.

يشار إلى أن المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية، عقدت في 11 كانون الأول/ديسمبر الماضي، ورفضت حركة “حماس” المشاركة فيها، لعدم شمولها انتخاب الرئاسة والمجلسين التشريعي والوطني.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *