مشعل: ما غرسه القرضاوي من علم ودعم للمقاومة في فلسطين سيثمر يومًا ما

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج، خالد مشعل، إن “ما غرسه الشيخ يوسف القرضاوي من علم ودعم للمقاومة في فلسطين سيثمر يومًا ما، من خلال تحريرها من نير الاحتلال”.

وأضاف مشعل، في كلمة ألقاها خلال موكب تشييع العلامة القرضاوي، اليوم الثلاثاء، في العاصمة القطرية، الدوحة، أن “فلسطين بكت فقيدها، وأقيمت صلاة الغائب على روحه الطاهرة في مساجدها وأقصاها”.

وتابع: “سنوجِد في فلسطيننا ميادين ومنارات باسم القرضاوي”.

وأردف: “أمام مقام عظيم لرجل عظيم، حمل على كتفه مائة عام، أو قليل، نقف على قبر عالم عامل عاش حياته كلها لله، وكان إمامًا في كل فنون المعرفة ومجالات العمل والجهاد”.

وروى مشعل عن علاقته بالقرضاوي قائلاً إنه تعرف عليه قبل 40 عامًا، “فلم يكن أبًا لأبنائه وبناته فقط، بل أباً لنا جميعًا، لي ولأبناء جيلي”.

واستدرك بالقول: “نحن تلاميذه الذين نفتخر بأننا تتلمذنا على يديه مبادئ العلم والوسطية والاعتدال، والعيش مع هموم الأمة”.

وأكد رئيس “حماس” في الخارج أن “فلسطين والقدس والأقصى كانت حاضرة في عقله وقلبه، وعاش من أجل هذه القضية وقضايا الأمة، ومات على العهد، كما عاش عليه”.

وأوضح أن “فلسطين والقدس والأقصى، جميعها اليوم تفتقد الشيخ القرضاوي، لأنه بالفعل فقيدها وشهيدها وشاهدها”.

وتابع: “لعل هذه اللحظة مناسبة للكشف عن حقيقة تاريخية، تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، حين أردنا أن نجمع الأمة على القدس وفلسطين، فلم نجدد ألمع ولا أنجب من شيخنا القرضاوي ليجمع حوله ثلة من أبرز علماء الأمة وقادتها في الشرق والغرب”.

وأشار إلى أن هذه الجهود أفضت إلى “تحقُّق الرجاء والأمنية في 2001، بعقد مؤتمر فلسطين في بيروت، الذي أعلن عن نشأة مؤسسة القدس الدولية”.

وأضاف مشعل أنه “حين اعتدى الصهاينة على غزة في عدوان 2008 – 2009، جاء الشيخ القرضاوي ومعه قادة الأمة الى دمشق للوقوف مع المقاومة”.

وشدد على أن “أبناء الأمة من تلاميذ البنا والقرضاوي، أصحاب المدرسة الوسطية، سطروا قوافل من المجاهدين الذين قدموا الى فلسطين من مصر وسوريا والأردن”.

واستطرد: “هانحن اليوم نعزي مصر التي أنجبت القرضاوي، ونعزي قطر التي احتضنته، ونعزي الأمة جمعاء التي سوّدته على رأسها”.

وأكد مشعل أن “عالمًا لم يحظَ بما حظي به القرضاوي من إجماع الأمة وشعوبها، التي أحبته، لأنه وقف معها ومع نهضتها وثوراتها، ومع عشقها للحرية”.

وزاد: “طاف (القرضاوي) القارات الست حول العالم يدعو للوسطية والاعتدال بلمسة إنسانية حانية”، قائلاً: “كم رأيته محبًا للناس، والفصائل الفلسطينية التي لم يميزها عن غيرها، رغم اختلاف مرجعياتها الأيديولوجية”.

وختم رئيس “حماس” الخارج كلمته بالقول: “لطالما تشرفت بزيارته في بيته، حتى جاءت زيارة الوداع الأخيرة قبل أسابيع”.

وقال: “رأيت وجهه المشرق، لقد هدّ المرض جسده، لكنه احتفظ بوجه وضّاء، ورغم نحول الجسد، لكن الله أكرمه بوجه مشرق، وقد حاز حتى لحظاته الأخيرة هيبة العلماء، وصورتهم العظيمة، وهو يتطلع إلى لقاء الله”.

وتوفي أمس الاثنين، المؤسس والرئيس السابق لـ”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، وأبرز علماء الشريعة في العالم الإسلامي، العلّامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي.

وتوفي القرضاوي في العاصمة القطرية الدوحة، عن عمر ناهز 96 عامًا، بعد معاناة طويلة مع مرض عضال ألمّ به وألزمه الفراش، ومنعه عن كثير من الأنشطة العلمية والدعوية.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *