ينابيع المياه في الضفة.. حرب استنزاف مع المستوطنين وسرقة في وضح النهار

شهدت مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، مؤخرا، محاولات حثيثة من قبل المستوطنين، للسيطرة على ينابيع مياه منتشرة بالعديد من القرى على أطراف المدن الفلسطينية.

وقال مراسل “قدس برس”، إنه “تكرر خلال الأسابيع الماضية مشهد اقتحام قوات الاحتلال برفقة مجموعات من المستوطنين إلى ينابيع المياه المنتشرة في العديد من القرى، كما يحصل حاليا في قريوت، قضاء نابلس، وبعض المناطق في الأغوار الشمالية، شمالي الضفة”.

وأكد العديد من المتابعين والمختصين في شؤون الاستيطان، أن “الاحتلال أعاد تفعيل سياسة قديمة متمثلة في السيطرة على مصادر المياه في الضفة الغربية، وحرمان سكانها الأصليين من الانتفاع بها، من خلال إطلاق العنان لقطعان المستوطنين للسيطرة عليها”.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، إن “الاحتلال والمستوطنين يريدون من خلال هذه السياسة حرمان الفلسطينيين من أهم مقومات الحياة والاستمرار والتجذر في الأرض”.

وأشار دغلس لـ”قدس برس” إلى أن “المستوطنين يسارعون لتحويل بعض مناطق الينابيع في الضفة الغربية إلى مزارات للاستجمام، قبل تحويلها إلى مناطق عسكرية يمنع الاقتراب منها، كما حصل مؤخرا في بلده قريوت بنابلس، التي تشهد بشكل شبه يومي اقتحامات من قطعان المستوطنين”.

بدوره، أعرب الناشط في مجال مقاومة الاستيطان، بشار القريوتي، عن مخاوفه من “تحويل العشرات من عيون المياه والآبار في الضفة الغربية إلى مناطق استيطانية تلمودية، ومن ثم وضع اليد عليها بشكل كامل”.

وكشف القريوتي لـ”قدس برس” عن “وجود نوايا واضحة تروجها المجموعات الاستيطانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، تتحدث بشكل مباشر عن خطط ومشاريع للسيطرة على عيون المياه كحق ديني وتلمودي”.

وذكر القريوتي أن “ما لا يقل عن 84 بالمئة من ينابيع المياه المتضررة من أنشطة المستوطنين في الضفة الغربية، تقع في أراض مملوكة ملكية خاصة للفلسطينيين”.

وتابع: “المستوطنون يعملون على تطوير المناطق المحيطة بالينابيع، إلى مناطق جذب سياحي، تمهيدا للاستيلاء عليها، كمقدمة للسيطرة على الأراضي القريبة منها، من خلال إقامة بنية تحتية بحماية قوات الاحتلال”.

ووفق “جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين”، فإن “عدد ينابيع المياه الموسمية وغير الموسمية في الأراضي الفلسطينية، سبعمئة و14 ينبوعا، يُستخدم منها ما ثلاثمئة و50 فقط، ويحكم المستوطنون سيطرتهم على عدد كبير منها، ويُمنع أصحابها الفلسطينيون من الوصول إليها”.

وتوضح “الجمعية”، في إحصائيات خاصة، اطلعت عليها “قدس برس” أنه “يوجد ثلاثمئة و14 بئرا جوفية، يعمل منها مئتان و12 بئرا فقط، والبقية معطلة لأسباب فنية، حيث يسيطر الاحتلال بشكل تام عليها”.

ويتعمد المستوطنون بسط السيطرة والنفوذ على تلك الينابيع، من خلال إجراء تعديلات جوهرية في المناطق الموجودة فيها، بوضع مظلات ومقاعد وألعاب أطفال، وإضفاء صفة سياحية عليها، ومن ثم تسيير الرحلات للمجموعات الاستيطانية إليها.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *