نظام تحويل مرضى قطاع غزة للعلاج في الخارج يعرّض حياتهم للخطر

أعلنت مصادر طبية في مستشفى “الصداقة” التركي جنوب مدينة غزة، الثلاثاء الماضي، وفاة الطفل المريض لؤي محمد الطويل (14 عاماً)، من سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، جراء مضاعفات مرضه بسرطان الدماغ، بعد تحويله إلى مشافي الضفة دون أن يجد تغطية مالية لعلاجه، وإعادته إلى غزة ليفارق الحياة فيها.

وقال سمير زقوت، نائب مدير مركز “الميزان لحقوق الإنسان” إن “ما حدث مع الطفل الطويل، حدث من قبل مع الطفل سليم النواتي (قبل شهرين)، حيث لم تقبل أي مشفى استقباله، وذلك بعد معاناة التحويل والتصريح”.

وأوضح زقوت لـ”قدس برس”، أن “الطويل حصل على تحويلة طبية للعلاج خارج قطاع غزة، بعد تشخيص حالته في مستشفى دار السلام في مدينة خان يونس، وبسبب عدم توفر علاج مناسب له في غزة، أبلغت العائلة أن للمريض حجزاً في مستشفى المقاصد في القدس، في 8 شباط/ فبراير الماضي، لكن سلطات الاحتلال ماطلت في منح تصريح لوالدته لمرافقته في رحلة علاجه، بينما وافقت على مرافقة عمه أسامة له”.

وأكد أنه جرى التنسيق لاستقبال الحالة في مشفى “المطلع”، إلا أن المستشفى رفض استقباله دون تغطية مالية من وزارة الصحة الفلسطينية، ما أجبر المريض على العودة لقطاع غزة، وذلك في 2 آذار/ مارس، حتى يحصل على نموذج تحويلة جديد، ثم الحصول على تغطية مالية وموعد في المشفى ذاته.

وقال زقوت: “في اليوم التالي، تدهورت حالة الطفل الصحية بشكل سريع، وأدخل على إثرها مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وحوَّل في 6 من الشهر الجاري، لمستشفى الصداقة التركي جنوب مدينة غزة، وهناك حصل المريض على نموذج تحويلة عاجلة من وزارة الصحة، وفي اليوم التالي حصل المريض على التغطية المالية، إلا أنه توفي يوم الثلاثاء الماضي عند الساعة الخامسة صباحاً”.

واعتبر زقوت أن تكرار الحالات التي ترفض فيها المستشفيات في الضفة الغربية، استقبال المرضى من قطاع غزة، دون حصولهم على تغطية مالية من وزارة الصحة الفلسطينية، يعرّض حياة مرضى قطاع غزة للخطر.

وطالب الحقوقي الفلسطيني، وزارة الصحة الفلسطينية، والجهات المختصة بإعادة النظر في نظام تحويل مرضى قطاع غزة للعلاج في الخارج، لا سيما الإجراءات المتعلقة بطلبات الحصول على تغطية مالية والتنسيق مع المستشفيات المزودة للخدمة، والعمل على تذليل العقبات والتعقيدات التي تعترض وصول المرضى لمستشفياتهم.

ووصف الكاتب والمحلل السياسي، هشام ساق الله، ما حصل مع الطفل الطويل، بأنه “جريمة جديدة يتعرض لها أطفال قطاع غزة”، مطالباً بإقالة وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، وتحويلها للتحقيق هي وكل مسؤولي دائرة العلاج في الخارج”.

وقال ساق الله لـ”قدس برس: “جريمة أخرى جديدة ترتكب بعد جريمة وفاة الطفل سليم النواتي مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي، لرفض مشافي الضفة الغربية علاجه، وتم تشكيل لجنة تحقيق رسمية بهذا الأمر، ونعود لجريمة أخرى جديدة ترتكب بوفاة الطفل لؤي الطويل”.

Source: Quds Press International News Agency

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *